مسؤولون ماليون ومصرفيون: الفوز بـ «إكسبو» لم يكن مفاجأة

دبي احترفت منذ سنوات صناعة «التفوق والريادة»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون ماليون ومصرفيون وخبراء بارزون، أن فوز دبي باستضافة المعرض العالمي "إكسبو 2020" لم يكن مفاجأة بالنسبة لهم، بعد أن احترفت الإمارة "صناعة التفوق والريادة" منذ سنوات عديدة، وبعد أن اعتادت على خوض غمار الجولات الصعبة.

وقالوا إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ورؤيته الثاقبة وبعد نظره، إضافة إلى مبادرات سموه العديدة التي تتميز بالابتكار والطموح، كانت على رأس عوامل الفوز باستضافة هذا الحدث العالمي العملاق، والذي جاء متوجاً لسلسلة من الفعاليات الدولية الكبرى التي استضافتها الإمارات بنجاح وكفاءة واقتدار.

وأعربوا عن اعتقادهم بأن الاستفادة سوف تكون متبادلة بين الإمارات و"إكسبو"، الذي سيكتسب نكهة جديدة، وسوف يعقد بشكل مبتكر عن كافة الدورات السابقة، في حين ستجني دبي والدولة والمنطقة بصفة عامة مزايا عديدة وشاملة في كافة المجالات الاقتصادية والسياحية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها، مع توافد ما يصل إلى 25 مليون زائر لهذه المناسبة العالمية الهامة.

القدرة والكفاءة

وقال معالي سلطان بن ناصر السويدي، محافظ المصرف المركزي، إن الإمارات لديها القدرة والكفاءة لاستضافة الأحداث العالمية العملاقة بنجاح في كافة المجالات، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، ومرونة اقتصادها ومناخها الإيجابي، وعوامل الأمان والاستقرار التي تتمتع بها، مشيراً إلى أن الإمارات سبق لها استضافة العديد من الأحداث العالمية بنجاح واقتدار، كان من أهمها اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، التي عقدت في دبي عام 2003، وحظيت بإشادة عالمية لكافة أشكال التنظيم، رغم مشاركة الآلاف من كبار المسؤولين على مستوى العالم.

وقال معاليه إن هذه الاستضافة سوف تفيد الدولة والمنطقة على كافة الأصعدة الاستثمارية والمالية والمصرفية والتجارية، وسوف تكون هذه الآثار مستمرة لسنوات عديدة، وسوف تستمر على المديين المتوسط والبعيد.

فارق المميزات

من جانبه، قال يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، إن فوز الإمارات سوف يكون له انعكاسات إيجابية على كافة نواحي الحياة بالدولة، وعلى مستوى المنطقة، مؤكداً أن الإمارات تمتلك كافة المعايير الأساسية اللازمة لإنجاح هذا الحدث العالمي، ما وسع فارق مميزاتها العديدة عن منافسيها في سباق استضافة «إكسبو 2020»، وأعطاها الأحقية للاستضافة، لما تتمتع به الدولة من مقومات هائلة، ولوجود المعايير الأساسية والبنى التحتية المتينة في شتى المجالات.

وأشار إلى أنه من أهم القطاعات التي سوف تستفيد من هذه الاستضافة، القطاع المالي والمصرفي، الذي سيشهد انتعاشاً كبيراً وطفرة نوعية، إضافة إلى قطاعات السياحة والاستثمار وغيرها من القطاعات.

البيئة الاقتصادية المعززة

ومن جهته، قال رجل الأعمال الشيخ مسلم سالم بن حم، رئيس مجموعة بن حم، إن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 كان متوقعاً، حيث تتوافر البيئة الاقتصادية المعززة لدبي والإمارات، التي حولتها إلى مركز جذب للاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى التنوع الثقافي والبنية التحتية العصرية ذات المواصفات العالمية، والاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني،

فرص تجارية واقتصادية

وبدوره، قال محمد جميل برو، الرئيس التنفيذي لمجموعة مصرف الهلال: يعتبر معرض إكسبو العالمي واحداً من أهم الفعاليات الاقتصادية والثقافية على مستوى العالم. ويعني فوز دبي باستضافة هذا المعرض أنها المرة الأولى التي يقام فيها الحدث في منطقة الشرق الأوسط على مدى تاريخه الممتد لأكثر من 150 عاماً.

فرصة فريدة

من جانبه، قال أندريه الصايغ، الرئيس التنفيذي لبنك الخليج الأول، إن "اكسبو 2020" يمثل فرصة فريدة بالنسبة للإمارات، حيث يعتبر هذا المعرض الذي يقام مرة واحدة كل 5 سنوات من أكثر المناسبات العالمية أهمية وقوة من حيث توفير الروابط والفرص والإمكانات الجديدة على مختلف الأصعدة.

خطى ثابتة

ومن جهته، قال الدكتور كريم الصلح، الرئيس التنفيذي لشركة غلف كابيتال، إن دبي كانت قد اقتربت منذ شهور بخطى ثابتة للفوز باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020، خصوصاً بعد أن نجحت الإمارات في استضافة العديد من الفعاليات الدولية الكبرى في السنوات الماضية.

 

الحدث يرفع معدلات الإشغال الفندقي ويزيد الحركة التجارية

أكد المحلل الاقتصادي، محمد الظاهري، أن استضافة دبي معرض "إكسبو 2020"، سوف تفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد الوطني من خلال تنشيط السياحة، ورفع معدلات الإشغال الفندقي، وزيادة الحركة التجارية، وتوفير فرص عمل دائمة ومؤقتة، بالإضافة إلى الإيرادات المرتفعة، مشيراً إلى أن صناعة المعارض تعد من الصناعات الناشئة في المنطقة العربية، فعمرها لا يزيد على 20 عاماً، ويوجد بالوطن العربي حالياً أكثر من 2000 شركة لتنظيم المعارض.

وقال إن الإمارات تقدم أفضل الخدمات المتعلقة بتنظيم المعارض، بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية، كما أنها توفر أعلى درجات الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن صناعة المعارض أصبحت من أهم الصناعات المؤثرة في الاقتصاد العالمي.

الترويج واللقاءات

وذكر الظاهري أن نحو 50 % من إجمالي حجم التجارة العالمية يتم عبر جهود الترويج واللقاءات بين الشركات والتجار والزيارات والمتابعات من خلال المعارض، مؤكداً أن الإمارات بذلت جهوداً عديدة لتطوير عده قطاعات، منها الترويجية، والمتعلقة بتطوير البنية التحتية السياحية، إضافة إلى مطارات الدولة الحديثة والمتطورة، مشيراً إلى أن الإمارات أنشط دول المنطقة في صناعة المعارض، حيث ينظم فيها أكثر من 200 معرض سنوياً، موزعة بين إمارات الدولة، تشمل كافة القطاعات الاقتصادية.

وأضاف أن صناعة المعارض تسجل معدلات نمو قوية سنوياً، نتيجة للتسهيلات التي توفرها الدولة، ولتنوع هذه المعارض من الإنشاءات إلى العقارات، والسياحة والأثاث والصناعات الثقيلة والدفاعية وغيرها الكثير، وهو ما يدفع الزوار إلى الإقبال بكثافة على مثل هذه المعارض، بغية الاطلاع على آخر المستجدات والمعروضات في هذه المعارض، ما ينعكس بدوره على القطاع السياحى وينشط الاقتصاد، إضافة إلى أنه يسوق ويروج للدولة في المحافل الدولية.

صناعة تواكب التطور

وقال الظاهري إن صناعة المعارض تلعب دوراً مهماً، سواء في الترويج السياحي أو دعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن مردودها لا يقتصر على قطاع واحد، فهي تنشط حركة السياحة والخدمات الأخرى كالطيران والجمارك والشحن ومراكز التسوق، مؤكداً إمكانية استيعاب المزيد من المعارض، فصناعة المعارض تواكب التطور والنمو الذي تشهده الدولة، كما أن هذا القطاع لم ولن يتشبع خلال السنوات المقبلة، وسوف يبقى أداؤه قوياً، خاصة وأن الدولة أصبحت وجهة للمستثمرين ورجال الأعمال والزوار وأعدادهم في ازدياد مستمر.

وأوضح أن دبي تعتبر من أكثر المناطق جذباً للمستثمرين والزوار، وتسجل نسب نمو مرتفعة كل عام، متوقعاً استمرار نمو صناعة المعارض في ظل احتضان دبي كثيراً من المعارض العالمية، كسوق السفر العربي، وجيتكس، ومعرض الطيران والفنادق، وغيرها من المعارض، التي تزيد على 70 معرضاً سنوياً، فمساحة المعارض التي يديرها مركز دبي العالمي للمعارض، تبلغ أكثر من 50 ألف متر مربع، إضافة إلى تدشين منطقة للمعارض في حرة جبل علي، بمساحة ثلاثة ملايين متر مربع، وتدر هذه المعارض دخلاً كبيراً للإمارة.

 

تعزيز العلاقات التجارية

يؤدي فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 إلى تعزيز العلاقات التجارية في جميع أنحاء الدولة، وقال ستيف مورغان، رئيس شركة كلاتونز الدولية: سوف يعود الفوز باستضافة الحدث بالنفع على القطاع التجاري على الصعيد الوطني. كما سيشجع مجتمع الأعمال الدولي على الاستثمار في إمارة دبي.

وأضاف مورغان: مع افتتاح مطار آل مكتوم ووجود ميناء جبل علي، أحد أكبر الموانئ في العالم، نتوقع أن نرى إقبالاً من العاملين في مجال صناعة الطيران على الوجود والاستثمار وحجز المساحات في دبي وورلد سنترال والمدينة الصناعية، لا سيما وأن مطار آل مكتوم من المتوقع أن يستقبل من 160 مليوناً إلى 200 مليون مسافر سنوياً، ما يجعله أحد أكبر وأكثر المطارات ازدحاماً في العالم. كل هذه الأنباء الإيجابية، سوف تعزز من طموح دبي في أن تكون مدينة عالمية مفضلة للعيش والسكن.

 

وجهة عالمية

تسهم الجهود المتواصلة التي تبذل بهدف تعزيز موقع دبي بوصفها وجهة عالمية لعقد المؤتمرات والمعارض والمناسبات الدولية المهمة، في تحقيق نتائج إيجابية متميزة، من حيث استقطاب أعداد كبيرة من الزوار من كافة أنحاء العالم، لذلك تم توفير كافة المرافق والتسهيلات المتعلقة بتنظيم المعارض، بغية جعلها من أنجح المعارض على الصعيد الإقليمي والعالمي، وساعد الموقع الاستراتيجي الحيوي للدولة، على إحداث نقلة نوعية كبيرة في قطاع المعارض، الأمر الذي أسهم بشكل فعال في استقطاب العديد من المستثمرين من أبرز الأسواق العالمية، حيث خصصت دبي استثمارات ضخمة في البنى التحتية والخدمات، بهدف تعزيز موقعها المتميز على الخريطة العالمية.

Email