22 عملاً إبداعياً مستلهمة من فكرة الاستدامة

«إكسبو دبي» يستعيد ابن الهيثم برؤى فنية عصرية

تصاميم وإبداعات متفردة عالمياً في الحدث | تصوير: كزافيير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة واحدة إلى موقع «إكسبو 2020 دبي»، لن تكون كافية لاستكشاف مكوناته ومكنوناته الحضارية والثقافية، حيث سيطل علينا المعرض في أكتوبر المقبل، وفي جعبته برنامجاً وزخماً من الفعاليات الثقافية والفنية، التي تحكي في بعضها تاريخ دبي والإمارات، والمنطقة العربية، لتتحول في الوقت ذاته، إلى مصدر لإنتاج المعرفة، وتعزيز الفنون والثقافة، في نفوس كل أولئك الذين يتطلعون إلى زيارة المعرض، حيث سيكونون على موعد مع 173 يوماً من الفعاليات الفنية والثقافية الغنية، والتي تتفاعل في جوهرها مع الشعار الذي يرفعه المعرض، الذي سيحول دبي إلى «مدينة تحتضن العالم أجمع بين ربوعها».

حديقتان، الأولى تحمل عنوان «اليوبيل الذهبي» والثانية تحمل اسم «الفرسان»، وأكثر من 20 مسرحاً، إلى جانب ساحة الوصل، خصصت جميعها من أجل العروض الفنية والمسرحية والموسيقية، التي ستقام طوال فترة انعقاد المعرض، فيما سيكون الناس على موعد مع 22 عملاً فنياً ضخماً، تستعيد ارث العالم العربي ابن الهيثم، وقد استلهمت من فكرة الاستدامة، ليضمن ذلك حضوراً لافتاً للفن المعاصر والمؤثر، وفق ما أوضحه طارق أبو الفتوح، منسق برنامج الفنون البصرية المعاصرة في «إكسبو 2020 دبي»، الذي أشار خلال جولة ميدانية في الموقع كانت «البيان» جزءاً منها، إلى أن 7 من الأعمال الفنية الضخمة دائمة، فيما البقية ستكون مؤقتة لفترة المعرض فقط، مؤكداً أن «90% من الأعمال الفنية مصممة خصيصاً لإكسبو 2020».

وقال في حديثه مع «البيان» إن «طبيعة البرنامج والأعمال الفنية التي سترى النور في أكتوبر المقبل، تخدم رؤية دبي الثقافية، وأن المكان سيكون قادراً على إنتاج المعرفة».

برنامج كامل يعنى بالفنون البصرية ابتكرته إدارة «إكسبو 2020 دبي»، يكفل للزوار الاستمتاع بالفنون، وبأن تكون جزءاً من تكوينهم، ليكون «إكسبو 2020 دبي»، هو الأول من نوعه الذي تشكل الفنون البصرية جزءاً من نسيج موقعه، بحيث تتحول هذه الأعمال إلى علامات بارزة في المكان، بعد إسدال الستار على المعرض في أبريل 2021.

النسيج الحضري

يستدعي «إكسبو 2020 دبي»، كتاب «النظائر» للعالم العربي ابن الهيثم، ليستلهم منه برنامجاً فنياً بصرياً متكاملاً، يتخذ من فلسفة الخيال منهجاً له، معتمداً في ذلك على نظرية ابن الهيثم بأن الصورة تتشكل في الخيال وليس ما يتم رؤيته في العين، وكذلك هي الأعمال الفنية التي يعكف الفنانون حالياً على إنجازها لإكسبو، حيث تعتمد على فكرة الاستدامة، بحيث تكون قادرة على تحفيز الخيال لدى المشاهد.

وفي هذا السياق، قال طارق: «أهمية النظرية التي خرج بها ابن الهيثم وتعامله الفلسفي معها، شكل مدعاة لنا لأن نستلهم الأعمال الفنية منها، بحيث يمكننا أن نحول الإكسبو إلى صورة تجمع العالم كله، ولذلك جاءت فكرة وضع أعمال فنية، تحمل بصمات عدد من الفنانين الكبار، من الإمارات والمنطقة والعالم، لتكون هذه الأعمال جزءاً من النسيج الحضري للمكان، سواء وقت انعقاد المعرض، أو فيما بعد ذلك».

وتابع: «العودة إلى أفكار ابن الهيثم اليوم، بعد مرور عقود طوال على رحيله، تؤمن سياقاً فريداً لرؤية أعمال فنية معاصرة، قادرة على إلهام زوار المعرض، وتحثهم على استثمار قوة الخيال لديهم من أجل التفاعل مع محيطهم، وبالتالي اكتشاف الأفكار والرؤى التي يقوم عليها المعرض برمته».

وأكد أبو الفتوح أن إعادة قراءة «كتاب النظائر» وتقديمه في أعمال فنية، يساعد على سبر أغوار العديد من الفلسفات النابعة من تاريخ المنطقة، وهو ما يثري جوهر دبي، وقدرتها على الإبداع.

22 عملاً ضخماً ستكون حاضرة في «إكسبو 2020 دبي»، وقت افتتاحه، تحمل تواقيع 22 فناناً من الإمارات والخليج والعالم، سيتم الإعلان عن أسمائهم في مارس المقبل، بحيث يشكل كل واحد منها جانباً من فكرة الاستدامة، وأوضح طارق أن 7 أعمال على الأقل ستكون دائمة، في حي إكسبو بعد انتهاء فترة المعرض، فيما البقية ستكون مدتها قاصرة على فترة انعقاده، مشيراً إلى أن عملين على الأقل من الأعمال الدائمة ستكون بتوقيع فنانين إماراتيين، واحد منهما فنانة شابة.

وأكد أبو الفتوح في حديثه أن أكثر من 50% من الفنانين، بينهم 8 فنانين من الإمارات، أما البقية فهم من العرب والخليج والمنطقة بشكل عام، منوهاً إلى أن حضور الفنانات سيكون لافتاً ضمن الأعمال، وأن هناك مجموعة كبيرة من الأسماء ذات الوزن الثقيل.

وقال: «يمكن القول إن هذه هي المرة الأولى في الإمارات والمنطقة العربية، التي يحدث فيها تشابك بين أعمال الفنانين المعاصرين المحليين والعالميين، حيث يمكن لأعمالهم أن تضيف مسحة بصرية فريدة من نوعها على المكان، الذي يتميز بذائقته الفنية والصورية، وكذلك الفكرية، بحيث يساهم كل ذلك في ترسيخ الطابع الإبداعي لموقع إكسبو».

تأثير

لا يخدم «إكسبو» دبي من الناحية الاقتصادية فقط، وإنما يخدم رؤيتها الثقافية الطموحة، والهادفة لأن تكون مركزاً فكرياً ومعرفياً، وفي هذا الصدد، أوضح أبو الفتوح، أن «الصناعات الإبداعية والتفكير في الابتكار، بات مهماً جداً في عالمنا الحالي».

وقال: بلا شك أن الفن والابتكار يلعبان دوراً مهماً في حياة الإنسان ونشأته وطريقة تفكيره، وبناء أفكاره.

وقد سعينا في إكسبو من خلال برنامج الفنون البصرية، إلى إيجاد إبداع فني قادر على التأثير في التكوين الإنساني، وسعينا إلى تطبيق ذلك في الموقع، بحيث نقدم أعمالاً فنية دائمة، قادرة على أن تتحول مستقبلاً إلى علامات فارقة، يمكن لها التأثير في النفس، وتساعد على تحفيز الخيال لدى الناس.

وتابع: الابتكار هو أساس رؤية دبي، التي تمتلك دائماً زمام المبادرة في ابتكار الأفكار، وهي في ذلك تتقاطع مع فكرة إكسبو نفسها، وبلا شك أن برنامج الفنون البصرية يتقاطع بأفكاره مع رؤية دبي الثقافية، وذلك من خلال جملة الأعمال الفنية التي ستتواجد في المكان، بحيث يساهم في تحويل الإمارة إلى متحف فني مفتوح، ومركز قادر على إنتاج وتصدير المعرفة، إلى الآخر.

Email