دبي تنقل العالم إلى فضاء التعاون والتشاركية والحلول المبتكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دبي اليوم محرك أساسي للأفكار التنموية الاستشرافية الجديدة في المنطقة، والإشارات التي ترسلها يتم استقبالها على نطاق واسع باعتبارها توجهات مستقبلية في القيادة والإدارة والاقتصاد والأداء الحكومي الناجع الفعال.

كانت دبي، وما زالت، موطن الأمل، والحلول، والتجارب المبتكرة!

وهنا، ثمة دور خلاق استثنائي يجمع بين دبي و«إكسبو»، على نحو طبيعي، «إكسبو» الموسمي، ودبي صاحبة المهمة والهمة الدائمة في البحث عن المستقبل المشرق الجامع، الذي يشد البشرية بعضها إلى بعض تحت مظلة المسؤولية الإنسانية، من خلال التعاون والتشاركية بالتجارب والأفكار. وهذه مهمة كبيرة، ولكنها بحجم عزيمة دبي وإرادتها.

زيارة

هذه الأفكار تثير الكثير من الفضول حول «إكسبو 2020 دبي»، الجديد والمختلف، الواعد والمبشر، الذي يقدم الحلول المبتكرة والأساليب الناجعة، ويجمع العقول ويحشد التجارب.

وهذا فضول لا تشبعه إلا زيارة ميدانية إلى موقع الاستعداد الهائل للحدث الدولي، الذي يشكل خلية عمل دؤوبة، لا تهدأ، ولا تتوقف عن العمل، وتذهل كل من يتابع نشاطها بقدرتها على تحويل الهدف إلى خطة، والخطة إلى عمل، في مسار يقود إلى حدث استثنائي، غير مسبوق، ينقل «إكسبو» إلى مستوى جديد، يمثل طفرة تتجاوز كل تاريخه الممتد على قرن ونصف تقريباً.

فرق عمل

أول ما يلاحظه الزائر لموقع «إكسبو 2020 دبي» هو الجدية التامة، التي لا تتخلى عن الحس الإنساني، والانضباطية العالية والمعيارية التي تلتزم بتحقيق أعلى مستويات الجودة في العمليات التحضيرية بأنواعها، وكذلك السيطرة المحكمة على مختلف العمليات في الموقع المليء بالعمل الإداري والتنظيمي والإنشائي.

وهذا يتطلب بطبيعة الحال الكثير من التنسيق الذي تضمنه لقاءات العمل المتتابعة، التي تحتضنها قاعات مجهزة ومتنوعة وتحمل أسماء مدن إماراتية.

كما يتطلب عملاً كبيراً في مجال الاتصال والتواصل مع الشركاء والعارضين وتأمين احتياجاتهم. وبالأساس ضمان أن يكون هذا العدد الكبير من العاملين والناشطين والمتعاونين والمتطوعين، من مختلف المؤسسات والمنظمات والشركات المتعاقدة فريقاً واحداً متناغماً، يتبنى نفس الهدف والعزيمة والإرادة.

إن زيارة موقع «إكسبو 2020 دبي»، تمنح الزائر الإحساس بأن الفريق الذي وظفته حكومة دبي للإعداد لهذا الحدث الاستثنائي هو فريق «مبادئ دبي الثمانية»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث الاستعدادات لا تسير بمعزل عن هذه الأفكار الكبيرة، وتتوخى التفاصيل في النظر إلى ما تنجزه بالمقابلة، ولا تترك شيئاً للصدفة.

بلى، هناك، في موقع «إكسبو 2020 دبي»، تحضر أفكار سموه، ونهجه في العمل، كما يحضر نموذج دبي الفريد في التصدي للمهمات والطموحات الكبيرة، والإبداع في تحقيق شروط ضرورية، أولها تبني أفكار ومهمات، عالمية ودولية النطاق، كبيرة واستثنائية، وثانيها القدرة على تكوين فرق عمل فعالة كفؤة، موهوبة في توزع الأنشطة والأدوار، متمكنة في تنظيم حركتها، وقادرة على الاضطلاع بالمهمات، ومواجهة التحديات، وإنجاز الأهداف.

ابتكار

في موقع «إكسبو 2020 دبي»، الابتكار سيد الموقف، ليس فقط لأن طبيعة العمليات، وحجم التحدي يفرضان ذلك، بل وأيضاً لأن هوية المشروع تجعل منه بيئة ملتزمة على نحو صارم بإيجاد حلول مبتكرة لكل معضلة.

وفي الواقع، هذا ينطبق على كل شيء في الموقع سواء بما يتعلق بتصميم مرافق الحدث، أو الوظائف التي وضعت لكل مرفق، أو في التعامل مع المشاركين، أو حتى مع قضايا تأمين السلامة، والحركة داخل الموقع، أو المتطوعين الذين سيخدمون أثناء الحدث وطرق استقطابهم وتأهيلهم وتوزيعهم على المهمات المختلفة.

ويصل الابتكار في هذا الموقع إلى حلول تأمين الطعام إلى العاملين في الموقع، فالعاملون في مقر الإدارة بالمشروع، على سبيل المثال، يشربون قهوتهم ويتناولون تصبيراتهم من الطعام من متاجر تمثل مشاريع صغيرة للشباب ابتدأوها هناك، بفضل إدارة المشروع التي استقطبت أفكارهم، وشجعتهم على بدء مشاريعهم، وبناء موديل العمل الخاص بهم، وتأسيس اسمهم التجاري. وكل ذلك بمستويات الجودة المعيارية، ووفق تحقيق شرط الاستدامة، التي هي واحدة من أهم مفاهيم وقيم «إكسبو 2020 دبي».

الاستدامة

بمعنى ما، فإن قائمة الأهداف التي حققتها دبي من «إكسبو 2020 دبي» كبيرة، بدءاً من النجاح في إدخال الدولة والمنطقة على قائمة الجدارة بتنظيم واستضافة هذا الحدث، إلى تحقيق مستويات غير مسبوقة في عدد الدول المشاركة ونوعية التعاونات والشراكات الاستراتيجية. وكذلك في مستوى تعزيز مفاهيم وقيم «إكسبو»، ومستوى الالتزام بإحداث طفرة نوعية في الاستدامة التي تعد واحدة من شروط المشروع.

دائرة جذب

يلفت الزائر إلى موقع «إكسبو 2020 دبي» تلك الطبيعة الكاملة للمشروع في بنيته التحتية ووظائفه، التي تصل في تكاملها إلى درجة توحي بأن هذا المشروع مكتف بذاته. ولكن هناك بالمقابل الكثير من الإشارات إلى تلفت إلى عناصر المشروع وعلاقتها بدبي، وبمدن الدولة عموماً، وبالمنطقة على نحو أشمل، ما يشير إلى أن المشروع في واقع الأمر لا يشكل «دائرة مغلقة»، ولكن «دائرة محكمة الجذب» منفتحة على محيطها، وتخدم مجتمعها ومنطقتها.

والمشروع، هنا، يعد الحدث للانفتاح ليس فقط على الوفود الاقتصادية وممثلي الدول وقطاعات المال والأعمال والصناعيين المهتمين بالتوجهات الجديدة، بل على جميع فئات المجتمع، من الرجال والنساء المنفتحين على الفرص الجديدة، أو المحبين للمعرفة، أو حتى أرباب العائلات الذين يودون قضاء وقت ممتع مع عائلاتهم وسط أكبر قدر ممكن من الأشياء المبتكرة المجتمعة في مكان واحد.

 

مجسم

إن الوقوف أمام مجسم مشروع «إكسبو 2020 دبي» لا يثير الإعجاب فقط بالأفكار الهندسية، التي صممته، بل بالقدرات التي تقوم على تنفيذه، والكفاءات التي تدير عمليات تنظيم استضافة للحدث الدولي الاستثنائي.

هناك إذن، الصورة الكاملة المدهشة والكلية. وهناك كذلك، التفاصيل الجزئية، وفيها عشرات من المرافق الخاصة بمشاركات الدول، وكل منها يمثل أعجوبة هندسية وتحفة فنية في آن. وهذا الاهتمام من دول العالم بالمرافق التي ستحتضن مشاركاتها يعكس الثقة الكبيرة بقدرة دبي على تنظيم أهم دورات «إكسبو» في تاريخه.

في وسط الأجنحة الثلاثة للمرفق الأساسي في «إكسبو 2020 دبي» تقع ساحة الوصل، المغطاة بقبة مصممة من أضلاع مستوحاة من شعار الدورة، المستلهم بدوره من قطعة حلي عثر عليها في موقع ساروق الحديد الأثري في دبي. وستكون هذه الساحة المعلم المعماري الجديد الذي يشير إلى دبي إلى جانب برج راشد وبرج العرب وبرج خليفة وبرج الإمارات المقبل وغيرها.

وفي كل هذا، هناك إرادة وعزيمة وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يجتهد فريق «إكسبو 2020 دبي» الدؤوب والمثابر، على تحقيق رؤيته، وتنفيذ توجيهاته، وآخرها تقديم موعد الانتهاء من التحضيرات عاماً قبل موعد افتتاح الحدث الدولي الكبير، لاختبار المرافق والمنشآت، ومنح المنظمين فرصة لاختبار أنفسهم واستعداداتهم، وللتأكد من أن دبي ستنقل العالم في 2020 إلى عالم جديد من الأفكار والرؤى والفرص.

Email