تربط مختلف مناطق الحدث وتظللها قبة ذات شاشة عملاقة

«ساحة الوصل» واحة مستدامة في المنطقة المركزية لـ«إكسبو 2020 دبي»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن إكسبو 2020 دبي أمس عن إنجاز تصميم آخر منشأة كبرى لديه وهي ساحة الوصل، لتكون أيقونة معمارية جديدة تشكل واحة مستدامة بما تضمه من مساحات خضراء وأشجار ونوافير مائية ومرافق خدمية وترفيهية لاستضافة الزوار والفعاليات الجماهيرية.

ويغطي الساحة سقف يبلغ ارتفاعه 65 متراً يتألف من قبة ذات تصميم مستوحى من شعار إكسبو 2020 دبي، وسيكون سقف القبة شفافاً ليعمل كشاشة عرض عملاقة يمكن رؤيتها من الداخل والخارج بنطاق 360 درجة

وتشكل ساحة الوصل المركز الرئيسي للموقع البالغة مساحته 4.38 كم مربع، وستترك الانطباع الأكبر عن إكسبو 2020 دبي لدى ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. وستستمر أعمال الإنشاء في ساحة الوصل، بجانب مواقع إنشاء أخرى مثل أجنحة الموضوعات في الموقع على أن تلتزم بالجدول الزمني المقرر لاستكمال جميع أعمال الإنشاء الكبرى بحلول أواخر 2019.

وكانت اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي قد اطلعت على التصميم الذي قدّمته شركة «أدريان سميث آند جوردون جيل» للهندسة المعمارية وأقرّته.

موقع رئيسي

وستكون ساحة الوصل التي يبلغ قطرها 150 متراً، مكاناً رئيسياً أثناء إكسبو وبعده، يجمع الناس من مختلف المشارب لكي تتواصل العقول، وهو ما يطمح إليه أول إكسبو يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

وتشكل الساحة همزة الوصل بين مناطق الموضوعات الثلاثة: الفرص، والتنقل، والاستدامة، وكذلك الممرات الرئيسية الأخرى مثل الممر الذي يصل مترو دبي والذي يصل جناح الإمارات، وذلك عبر مداخلها ومخارجها السبعة.

وعلاوة على أن الوصل هو اسم دبي القديم فإن ساحة الوصل ستخدم هذا المعنى بصورة كاملة، حيث ستجسد هدف دبي في جمع الناس في إكسبو وأن يكون مكان الساحة في قلب موقع إكسبو 2020 دبي، وبذلك تكون ساحة الوصل حقاً اسماً على مسمى.

دور جوهري

ستحتضن ساحة الوصل فعاليات خلال إكسبو 2020 دبي، وبعد انتهاء إكسبو في 2021، سيكون لساحة الوصل دور جوهري في مرحلة الإرث بصورة فعلية، حيث ستصبح نقطة محورية للتطوير في المنطقة، مع خطط لتحويل المباني المحيطة التي تتكون من عدة طوابق تتراوح بين العشرة والثلاثة عشر إلى فنادق واستخدامات أخرى تجارية، وهو ما يتسق مع هدف إكسبو 2020 في أن يكون استخدام المنشآت متعدد الأغراض في مرحلة الإرث.

كما ستشكل ساحة الوصل بفضل موقعها المتميز داعماً كبيراً لقطاع الفعاليات المزدهر بالفعل في دبي، حيث تتسع لاستضافة تجمعات من مئات الأفراد حتى ما يصل إلى عشرة آلاف فرد للتجمعات الكبرى مثل احتفالات اليوم الوطني.

مرافق متكاملة

وفي مؤتمر صحافي عقد أمس وتخلله جولة لوسائل الإعلام المحلية والإعلامية في موقع الحدث، أشار أحمد الخطيب، نائب رئيس- التطوير والتسليم العقاري بإكسبو 2020 دبي، إلى أن ساحة الوصل ستكون مرفق خدمات عاماً هو الأول من نوعه يلهم الناس في مختلف أنحاء العالم، وأضاف «هذه مساحة تقدم- في آن واحد- تراث بلادنا ورؤيتها لمستقبل تتكامل فيه الطبيعة والابتكار التكنولوجي بصورة مستدامة»، وأشار إلى أن الساحة تعبر بصورة حقيقية عن معنى الوصل الذي يأتي تعبيراً عن التوجه الذي يجمع إكسبو من خلاله الناس من مختلف أنحاء العالم. هذا هو بحق «تواصل العقول وصنع المستقبل». وسيبدأ العمل في ساحة الوصل في وقت لاحق من العام الجاري على أن تكتمل في أواخر 2019.

مساحات بانورامية

ولفت الخطيب إلى أن عناصر التصميم الرئيسية تشمل «المساحة المغطاة» و«الحديقة» و«القبة»، صُمّمت ساحة الوصل لتوفر مكاناً عصرياً مفتوحاً تحيط به مجموعة من المباني ويترك لدى مرتاديه ذكريات لا تُنسى.

وكلما ارتفع موقع الزائر في هذه المباني تتسع الإطلالة على الساحة، وهو ما يتيح للرواد مشاهدة بانورامية للساحة بتفاصيلها وحدودها. وتسمى المساحة المحاطة بالمباني المجاورة التي تشكّل حدودها بـ«الحديقة»، وقد جرى تصميمها بطريقة توفر تجربة طبيعية ومريحة للزوار، ويمكن أيضاً استخدامها لاستضافة فعاليات عامة كبيرة أو مناسبات خاصة، أو فعاليات شخصية للتجمعات العائلية الأصغر.

ولإضفاء المزيد من الراحة، ستكون الحديقة مظللة ومحاطة بواسطة «القبة» التي تتمثل وظيفتها في فلترة أشعة الشمس وتلطيفها عبر غشائها شبه الشفاف الذي يمكن استخدامه كشاشة عرض بزاوية رؤية 360 درجة ستكون فريدة بنوعها وحجمها.

وأوضح أن ساحة «الوصل» صُمّمت بحيث تكون مرفق خدمات عاماً هو الأول من نوعه لسكان الإمارات وزوارها من مختلف أنحاء العالم.

صُمّمت ساحة الوصل لتكون منشأة متميزة، إذ ستوفر شاشة عرض ضخمة بزاوية رؤية 360 درجة، وستشكّل مرفقاً عاماً يلبي متطلبات مرتاديه على أكمل وجه. ومع تصميم عالمي المستوى مثل ساحة الوصل، فإن دبي على موعد جديد مع إنجاز هندسي جديد، ولكن هذه المرة عبر تطوير مرفق عام لم يسبق له مثيل.

أفضل الابتكارات

وأشار الخطيب إلى أن تصميم ساحة الوصل جاء من وحي هدف إكسبو 2020 دبي بتزويد دبي ودولة الإمارات والمنطقة عموماً بمرفق عام فريد يخدم السكان والزوار ويعمل بمثابة مصدر إلهام لهم، فنحن نعمل من خلال رغبة صادقة في ترسيخ مكانة الإمارات في صدارة الدول بتوفير مساحات عامة متطورة وتضمن لمرتاديها تجربة لا تنسى، فكان الإلهام هنا هو توفير مساحة عامة تجسّد الجمال الطبيعي للمكان بحد ذاته، وتستخدم في الوقت ذاته أفضل الابتكارات التكنولوجية.

وقال الخطيب: لدى إكسبو 2020 دبي رغبة بابتكار مساحة فريدة بكل المقاييس، دون وضع شيء محدد فيها كنصب تذكاري أو برج مثلاً، بل كانت الغاية أن تكون هذه المساحة مميزة وفريدة بذاتها.

وعليه، كانت البداية البحث في فكرة «الحديقة»، وعندما تطورت الفكرة وتبلورت، بدأنا نخطّط كيفية رسم حدودها، وهكذا فكّرنا بالمباني التي ستحيط بهذه الحديقة، وقد أردنا ابتكار مساحة فريدة ترتبط مباشرة بحياة الناس، مع إمكانية استضافة مختلف الأنشطة، ابتداءً من إقامة الحفلات أمام جمهور تعداده 10 آلاف شخص، إلى المناسبات العائلية أو حتى الفردية الخاصة، أردنا تقديم تصميم يجمع بين الطبيعة والتكنولوجيا، وفي الوقت نفسه يمكن تحويله إلى مسرح عصري يتسع لجمهور ضخم، ويمكن الاستمتاع به على المستوى الفردي أيضاً. ومن هنا، تجلّت فكرة «القبة».

معايير فريدة

تتميز ساحة الوصل بهوية فريدة، وستشكّل مساحة عامة تتوافق مع روعة تصاميم معارض إكسبو التاريخية، فهي لن تُرسي معايير مبتكرة لمفهوم الساحة العامة وحسب، بل ستكون جزءاً من إرث دبي الذي سيستفيد منه ويستمتع به أبناء المجتمع على اختلاف اهتماماتهم.

وبخلاف معارض إكسبو السابقة، سيكون هذا المشروع مصمماً ومطوراً ليشكّل مكاناً عاماً يخدم المجتمع والزوار على المدى البعيد، فهو ليس واحداً من التصاميم المميزة في إكسبو 2020 دبي وحسب، بل هو أيضاً يعبّر عن مستقبل موقع إكسبو في مرحلة الإرث بحسب الخطيب، وقد صُمّمت ساحة الوصل لتكون المساحة الرئيسية لقضاء أوقات الاستراحة وإقامة الفعاليات في إكسبو 2020 دبي، ولأنها مركز إقامة الفعاليات، سوف تستضيف ساحة الوصل فعاليات إكسبو 2020 الرئيسية خلال النهار وفي الليل أيضاً، ولأنها مكان للراحة، ستوفر ساحة الوصل ملاذاً مركزياً هادئاً ومظللاً من أجل الاسترخاء، يستطيع الزوار الانطلاق منه والوصول بسهولة إلى مختلف أنحاء موقع إكسبو 2020 دبي، حيث تحتل ساحة الوصل موقعاً استراتيجياً يستقبل مباشرة الزوار القادمين من إحدى البوابات الرئيسية لإكسبو، ويوجههم إلى مختلف أنحاء موقع الحدث، وباعتبارها مرفقاً عاماً مركزياً فريداً من نوعه ستكون الساحة جزءاً أساسياً من إرث إكسبو 2020 دبي في منطقة «دبي الجنوب»، إنها ساحة عامة خلابة تتفرع وتمتد من حولها المنطقة بأكملها.

وستساهم هذه الساحة بمفهومها المبتكر وموقعها المركزي المميز في دفع عجلة النمو وتوفير قيمة مضافة كبيرة تستقطب السكان والشركات والزوّار على حد سواء.

وأوضح الخطيب أن «القبة» في ساحة الوصل هي ثمرة عملية تصميم انطلقت بغرض توفير مرفق عام «الحديقة» لمدينة دبي، وأخذت بعين الاعتبار ضرورة تظليل الساحة وفوائدها، وفي سياق هذه العملية، انتهزنا فرصة توسيع نطاق استخدام تقنية التظليل، لتكون أيضاً شاشة عرض قابلة للبرمجة من شأنها أن تثري أجواء وتجربة الساحة العامة. وأضاف: «درسنا إمكانية استخدام مادة التظليل كغشاء لشاشة العرض. وتتناسب الوظيفتان اللتان تؤديهما «القبة» بصورة تسمح بزيادة مستوى التظليل وفعالية شاشة العرض، وهو ما يضمن توفير تجربة عرض غاية في الجودة».

ويلتف هذا النظام الهيكلي حول «المساحة المغطاة» في ساحة «الوصل» بصورة ثلاثية الأبعاد وهكذا يوفر سطح عرض بزاوية رؤية 360 درجة.

وتتكامل الساحة مع المباني المحيطة بها، حيث ستكون المساحة العامة المركزية التي تتفرع منها المناطق الرئيسية لإكسبو 2020 دبي، فهي مُصمّمة لتستقبل الزوار، وتوفر إطلالات خلابة على كل مبنى ومساحة عامة في الموقع، مثل الجناح الوطني لدولة الإمارات. وعلى مستوى داخلي أكثر، فإن المباني المجاورة لساحة الوصل مُصمّمة لتتكامل مع «القبة».

ويتعاون إكسبو 2020 دبي مع شركة الهندسة المعمارية المعروفة عالمياً «أدريان سميث+غوردون جيل»، للقيام بأعمال التصميم، بعدما فازت الشركة بالمناقصة التي نافست للفوز بها بعض من كبرى الشركات العالمية في هذا المجال. يذكر أن أدريان سميث كانت من ضمن فريق التصميم الاستشاري الذي صمم برج خليفة الشهير في دبي.

وقال غوردون جيل الشريك المصمم في شركة أدريان سميث + غوردون جيل، نريد أن يكون إكسبو 2020 دبي وجهة عالمية استثنائية تخلب الأبصار والعقول، ولا يمكن تفويتها، ونشعر أن ساحة الوصل تجسد هذه الرؤية.

وأضاف «إننا ننشئ ساحة تمثل معلماً لا يخدم شهور إكسبو الستة وحسب بل ويبقى لفترة طويلة في المستقبل، نريد أن تكون ساحة الوصل، ذات التصميم المبتكر، رمزاً يلهم أجيال المستقبل، لا جيلنا وحسب».

ويفتح إكسبو 2020 دبي أبوابه في 20 أكتوبر 2020 وسيسدل الستار على فعالياته في 10 أبريل 2021، وسيكون حدثاً يشمل الجميع، حيث سيكون بمقدورهم التعلم والإبداع وخلق قوة دافعة للتقدم مع قضاء وقت ممتع من خلال تبادل الأفكار والعمل سوياً.

إبداع

يستقطب "إكسبو 2020 دبي" خلال أشهره الستة ابتداءً من أكتوبر 2020 مئات الدول المشاركة وملايين البشر إلى دبي للاحتفاء بالإبداع البشري تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وسيكون أكبر إكسبو في التاريخ من حيث عدد الزوار الدوليين، حيث من المتوقع أن يأتي 70% من زواره من خارج الإمارات لحضور فعالياته.

ريم الهاشمي: انتهاء تصميم جميع المنشآت الكبرى للحدث

قالت معالي ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، مدير عام مكتب إكسبو 2020 دبي، بمناسبة الكشف عن تصميم ساحة الوصل: «لطالما ارتبطت الذكريات المميزة بأماكن مميزة. وستكون ساحة الوصل موقعاً ملهماً، فهو يمثل الثقافة المحلية والقيم الأسرية مع استشراف المستقبل».

وأضافت: «بهذا التصميم للساحة نكون قد انتهينا من وضع تصاميم جميع المنشآت الكبرى في إكسبو 2020 دبي. ونتطلع إلى رؤية ساحة الوصل تبنى إلى جانب باقي منشآت إكسبو 2020 دبي من الآن وحتى نهاية أعمال الإنشاء».

Email