ساهمت في استقطاب كبرى المؤسسات العالمية

دبي قصة نجاح يتناقلها العالم

مشاريع عملاقة انطلقت استعداداً لإكسبو 2020 في دبي البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت خريطة عالمية أن دبي قصة نجاح تناقلها العالم بعد أن حققت إنجازاً كبيراً في حصولها على حق تنظيم واستضافة إكسبو 2020 وقالت صحيفة تلغراف في تقرير لها إن مدينة دبي تمتلك واحدا من أكثر خطوط الأفق شهرة في العالم، مؤكدة أن شمسها محور أحلام الكثيرين، إلى جانب كونها وجهة آمنة صديقة للعائلة وخالية من الضرائب.

وأضافت الصحيفة البريطانية إن دبي المدينة الأكثر شعبية، أضحت منذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات في 1971، وجهة اقتصادية وتجارية، وقطبا جاذبا للأثرياء من انحاء العالم كافة. وفي عصرنا هذا، فإن الأكبر، والأطول، أو الأكثر فخامة، موطنه دبي.

وكان لتلك العوامل الفضل في دفع كثير من الناس للانتقال إلى دبي، للتنعم باستقرارها السياسي والمالي. ويعتبر مركز دبي المالي العالمي مصدر جذب لمؤسسات مالية، وقد ساهمت تلك النجاحات بدورها في استقطاب مؤسسات قانونية، وكوادر وظيفية داعمة مؤهلة.

كما أن حقيقة أن دبي منطقة تجارة حرة خالية من الضرائب كان له منافعه الخاصة. ومنذ 2006 اصبح في وسع الأجانب امتلاك العقارات في مناطق معينة من المدينة، ومن بينها حق التأجير، مما جعل منها منطقة جذب للمشترين الأجانب. وفي هذا الصدد قال بيلي راوتنباخ العضو المنتدب في سوذبي انترناشونال ريالتي بدبي إن المشترين السكنيين يميلون إلى نخلة الجميرا، الأرخبيل الاصطناعي الأشهر. كما أن مرسى دبي الذي يبلغ طوله ميلا، ووسط مدينة برج خليفة هي مناطق شعبية أيضا.

القيمة بدبي أفضل من لندن

أكدت التلغراف أن قيمة المال عقارياً في دبي هي افضل منها في لندن أو نيويورك. فمقابل مليون جنيه كما يقول راوتنباخ، يمكن الحصول على شقة من غرفتين في وسط مدينة دبي بالإطلالة على برج خليفة الأعلى في العالم، ومناظر المدينة، أو ثلاثة غرف نوم في المرسى بمنظر بحري.

ويضيف راوتنباخ أن السوق في دبي حاليا يعتبر جيدا جدا، حيث شهدنا زيادة في الأسعار الإيجارية بنسبة 15% في الشهور 12 الماضية، فيما تتحرك أسعار البيع بصورة بطيئة نحو الأعلى. ونظرا لأن دبي تعتبر مجتمعا متحولا، فلا بد من وجود متطلبات استئجارية، ولذلك فإنه استثمار جيد. حيث أن هناك قرابة 50 مليون نسمة يمرون عبر دبي في كل عام، وهذا مرشح للزيادة.

وشهدت المدينة مؤخرا فورة في الإنفاق بفضل فوزها باستضافة إكسبو 2020. حيث يعتزم بناء مدينة جديدة تضم جامعة حول مقر المعرض، إلى جانب ما يأمل المسؤولون في أن يكون اكبر مطار في العالم. وقالت الصحيفة ان السياح يتوافدون إلى دبي طلبا لدفئها إضافة إلى التسوق. وتتفاخر دبي بامتلاك الكثير من المولات، التي تعتبر ساحات مدن مكيفة، تحتضن اماكن للترفيه ومشاهدة الأفلام، وتناول الطعام وممارسة الرياضة. ويقول راوتنباخ إن هناك مطاعم راقية، وخيارات سبا وترفيه في أماكن آمنة ومناخ مأمون، ولذلك فيه وجهة آمنة للعائلة.

وهناك الطقس. فالمدينة الساحلية تنعم بمناخ صحراوي استوائي فريد، حيث يصفه راوتنباخ بالقول إنها شواطئ بالفعل جميلة، وهي حقيقية لا يدركها كثير من الناس. وخلصت الصحيفة إلى القول إن المكانة الخالية من الضرائب التي تتمتع بها المدينة يساعدها في جذب كثير من الأجانب الراغبين في العيش في أحلام البحبوحة، وقلما يخيب أملهم.

ويقول راوتنباخ إن العيش سهل هنا في دبي، لأن كل شيء متوفر، وأن الناس أصبحوا معتادين على أسلوب الحياة بسرعة كبيرة.

حلم أضحى حقيقة

أكد تقرير حديث أن حلم دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 أصبح حقيقة واقعة، وأن السنوات السبع المقبلة ستشمل جملة من الفرص للإمارات لتثبيت دعائم قوتها، وتوسعة ذخائرها كوجهة تجارية عالمية.

وأبرز التقرير الذي نشرته وكالة زاوية أمس تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، من ان إكسبو سيعيد إحياء الدور القديم للشرق الأوسط، كبوتقة للثقافات والابداع، عاكسا بذلك شعار إكسبو 2020" تواصل العقول، وصنع المستقبل ". وقال التقرير إن دبي حققت منافسة قوية على المدن الأخرى للفوز بحق استضافة المعرض العالمي، الذي يقام كل خمس سنوات مرة، وكان المعرض الأخير أقيم في شنغهاي في 2010، والمعرض القادم سيقام في ميلانو في إيطاليا في 2015، قبل أن يعود إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى في تاريخه في 2020.

25% من ناتج دبي المحلي

تقدر الجهات المختصة أن الحدث سيولد قرابة 23 مليار دولار ما يعادل 25% من إجمالي الناتج المحلي لدبي، على مدى السنوات السبع المقبلة، جاذبا زهاء 20 مليون زائر، ومولدا 300 ألف فرصة وظيفية جديدة. وجاء في تقرير من ستاندرد تشارترد بنك ان المعرض في حال تحقيقه هدفه من الحضور، فإنه سيثبت ربحيته العالية. مشيرا إلى تقدير الجهات المختصة بأنه سيولد 17.7 مليار دولار على شكل قيمة مضافة إلى الإمارات.

تأثير إكسبو

وتوقع البنك ثلاث فوائد رئيسية من شأنها دفع عجلة النمو. بداية أن الحدث سيرفع سوية الثقة في قطاع دبي السكني من خلال دعم ديناميكيات الطلب بعيد المدى، معززا الأسس باعتبارها المحرك الرئيسي لتعافي سوق العقارات.

ثانيا: إن معظم البنى التحتية والمرافق السكنية المرتبطة بها ستبنى في المناطق الجنوبية من المدينة الأقل أهلا بالسكان، والتي ستساهم في توسعة دبي.

ثالثا: أما على صعيد الضيافة، فإن الجهات المختصة ترجح إمكانية زيارة 25 مليون شخص معرض إكسبو، 70% منهم سيكونون من خارج الإمارات، حيث توقع البنك في هذا الصدد ان يزداد الطلب على الفنادق، وخاصة في محيط المعرض. كما سيزداد معدل الإشغال خلال الشهور الستة من الحدث. وسيكون على دبي التركيز على استدامة التدفق السياحي للحيلولة دون زيادة المعروض في قطاع الضيافة.

كما توقع بنك الاستثمار المصري إي غف جي هيرمس أن يكون تأثير إكسبو جليا مع قدوم العام المقبل، وقفز الناتج المحلي الإجمالي لدبي إلى 5.4% مقارنة بالعام الماضي وهي 4.5%. مشيرا إلى أن رفع درجة توقعه يعود إلى النظرة الاستثمارية، نتيجة للعرض الناجح، رغم احتمال وجود زيادة في الاستهلاك. ويرى التقرير أن الإمارات سيكون لها أقوى نمو في الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بعد قطر.

تأثيرات مضاعفة

أشار تقرير زاوية إلى ان الموجة الجديدة من الاستثمار ستضاف إلى ما قيمته 705 مليارات دولار الخاضعة للتنفيذ حاليا في الإمارة على مدى السنوات العشر المقبلة. لافتا إلى أن التأثير المضاعف للإنفاق الحكومي سترتد آثاره على الاقتصاد عامة. كما انه سيكون فرصة لإبراز الشركات الإماراتية للعملاء المحتملين، وفقا لبيت الاستثمار العالمي.

وعلاوة على تعزيز البنية التحتية لدبي، فإن الإمارة ستستفيد من الفوائد المترتبة عن الانكشاف على وسائل الإعلام العالمية. إضافة إلى ان تعزيز صورة دبي كوجهة تجارية نشطة منفتحة في قلب الشرق الأوسط ستكون بمثابة منصة ترويجية، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال إنفاق الملايين على الدعاية والإعلان.

تأثيره على سوق دبي المالي

وفي سياق متصل قال التقرير إن إكسبو سيكون له تأثير مماثل على سوق دبي المالي، رغم ارتفاعه إلى أرقام قياسية عالية. ومع ذلك فإنه سيكون دافعا قويا لبنوك الإمارات. ونقل عن بيت الاستثمار العالمي قوله إن الحكومة ستنفق على إكسبو من خلال مصادر مختلفة مثل إصدار السندات، والاقتراض البنكي، وجمع السيولة من بيع الأصول، وأرباح شركات دبي إنك التجارية. مؤكدا أن الاقتراض سيعزز الإقراض البنكي، ويؤدي إلى نمو قوي في الأتعاب والرسوم البنكية.

 

تقرير: فوز دبي بإكسبو يدعم الناتج الإجمالي للمنطقة بقوة

قال تقرير لشركة الاستشارات المالية " سي بي آي فاينانس " إن نجاح عرض دبي لاستضافة إكسبو 2020 سيوفر للإمارات ودول مجلس التعاون دعما قويا للناتج المحلي الإجمالي. الذي يعتبر ثالث أكبر حدث في العالم بعد كأس العالم الفيفا، والألعاب الأولمبية.

وكان عرض دبي تغلب على المدن الأخرى في استضافة إكسبو 2020 لتكون المدينة الشرق اوسطية الأولى لإقامة مثل هذا الحدث. ويشار إلى أن المعرض العالمي يجتذب الشركات والحكومات والمنظمات العالمية. وسيقام في دبي تحت شعار تواصل العقول وصنع المستقبل، وتعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية في أنحاء المعمورة.

توسعة

وسيوفر حجم الحدث منافع اقتصادية جمة بالنسبة للإمارات. فقد اعلنت الحكومة عن خطط لإنفاق 8 مليارات دولار على البنية التحتية خصيصا للحدث، بما في ذلك توسعة مترو دبي، وشبكة الطرق والقطارات. وقدر تقرير من اتش اس بي سي ان هناك 10 مليارات دولار سينفقها القطاع الخاص مساهمة في نفقات اكسبو. وهذا الحافز سيكون له تأثير مباشر على الاستهلاك والاستثمار، والذي بدوره سيخلق الوظائف، ويجذب اليد العاملة ويوفر مزيدا من الدعم للاستهلاك.

وفي عام 2020 فإن إكسبو قد يجذب 50 ألف زائر استنادا إلى تجارب أحداث سابقة، مما يعزز بدوره السياحة والاستهلاك. وقدر بنك قطر الوطني بأن تلك العوامل ستضيف ما معدله 0.5% نموا سنويا في الناتج المحلي الإجمالي خلال المدة المتبقية لإقامة إكسبو 2020، مع تعزيز تدفق الناس إلى الدولة للطلب المحلي.

مكاسب

وتأمل حكومة دبي في جني المكاسب طويلة الأجل من إكسبو 2020 من خلال ترقية الحدث ليكون محفزا للتحول الاقتصادي. فقد ساهم معرض شنغهاي في 2020 في تحويل منطقة صناعية سابقة إلى منطقة تجارية ثقافية مزدهرة.

موقع

وتتجه النية في دبي إلى بناء مركز خاص بالمعرض على مقربة من مطار آل مكتوم الدولي وميناء جبل علي من بين الأكبر في العالم. ويحمل المعرض في طياته تباشير إحياء هذا الموقع الاستراتيجي كمركز للاقتصاد والتجارة، مؤديا إلى خلق وظائف ومجمعات سكنية دائمة. كما أن سوق دبي العقارية تزدهر بصورة متسارعة في الأسعار والإيجارات.

وعلى وجه الإجمال فقد نجحت الإمارات في اجتذاب هذا الحدث التاريخي ليكون فاتحة خير لمستقبل دول مجلس التعاون/ مروجا للمنطقة في الخارج، ومساهما في تعزيز مكانتها كوجهة للأعمال والدراسات والأبحاث، والثقافة والسياحة. كما انه يسهم في دفع التنوع الاقتصادي بعيد المدى للمنطقة لتصبح وجهة للابتكار والخدمات.

 

قطاع الضيافة المستفيد الأكبر

قال تقرير زاوية إن قطاع الضيافة في دبي سيكون المستفيد الأكبر إلى جانب قطاع التجزئة، حيث أكدت جونز لانغ لا سال أن قرابة 840 ألف متر مربع من المساحة الكلية القابلة للتأجير يتوقع أن تدخل سوق دبي في 2016. إضافة إلى أكثر من 6000 غرفة فندقية جديدة يتوقع دخولها سوق دبي في العام القادم، رافعا المتوفر من الغرف الفندقية في الإمارة على 65 ألف غرفة فندقية. لكن الإمارة تتوقع أكثر من 80 ألف غرفة فندقية بحلول 2020، مما يوحي بأن أكثر من 15 ألفا ستبنى قبل بداية الحدث.

وفي مؤشر على الثقة حتى قبل الفوز بحق استضافة إكسبو طلبت طيران الإمارات 50 طائرة إيرباص إيه 380 بقيمة سعرية بلغت 20 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران، ليصل إجماليها من هذه الطائرات إلى 140 طائرة. كما طلبت الشركة شراء 150 طائرة من نوع بوينغ 777 بقيمة 76 مليار دولار. لتحقيق هدف الإمارة في الوصول إلى 20 مليون زائر نهاية العقد.

 

مشاريع جديدة

تزمع الإمارة إطلاق مشاريع جديدة خلال الفترة القادمة دعما لإكسبو 2020، الذي سيجعل الإمارة وجهة لمزيد من الاستثمارات. ومن بين المشاريع التي تعزم الحكومة تنفيذها إنفاق 2 مليار درهم على بناء قناة جديدة وخلق واجهة مائية يمكن استخدامها كفنادق ومراس ومناطق سياحية أخرى. وستتركز كثير من المشاريع على قطاع التنمية الاجتماعية بما فيها الرعاية الصحية، والتعليم، والإسكان، وتنمية المجتمع، لتصل إلى 35% من الإنفاق الحكومي.

Email