لا حدود للخيال في أرض الإبداع بدبي

«القرية».. متحف مفتوح أمام فناني العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تقتصر مكانة القرية العالمية على التسوق والعروض الفنية وتبادل الحضارات بل تمتد الى استراحات في أغلب الأجنحة والطرقات لفنانين اجتمعوا من العالم في نقطة التقاء أرض الابداع في دبي.

وفي القرية العالمية لا حدود للإبداع أو التخيل، مواد بسيطة في يد فنان تخرج عملا فنيا مبهرا يظل ذكرى رائعة لزيارة استثنائية في رحاب دول العالم، ويستطيع الزائر التعرف على فنون الرسم بالرمال والحفر على النحاس والرسم بالإبرة على لوحة من مادة البلاتنيوم، ورسم الوجوه بالفحم وتشكيل الزهور والحيوانات بالصلصال والجديد صناعة تماثيل طبق الاصل من الشمع لتصنع من الشخصية أبعادا ثلاثية تبرز ملامح قد تخفيها السنوات والأيام.

في مدخل الجناح الصيني يوجد الفنان تشو جنجي الذي يشارك للمرة الاولى في القرية العالمية ويقوم بصناعة تماثيل من الشمع بدقة رهيبة تدخل الزوار في قائمة المشاهير عبر مجسمات تعكس ملامح هامة في الوجه والجسم ويرتدي نفس الملابس بل وبالإمكان إدخال بعض التعديلات مثل حركات الأخشن أو حمل السلاح.

ملامح إنسانية

يقول تشو، الذي لا يعرف غير اللغة الصينية عبر مترجم خاص من الجناح، إنه يزور دبي للمرة الاولى ويحظى بإقبال كبير على الفن الذي أتقنه عبر سنوات الممتدة الى 10 اعوام في الاتقان والتفنن في تشكيل الملامح الانسانية، وانه منذ انطلاق القرية العالمية قام بصناعة ما يقارب من 1000 تمثال من مختلف الجنسيات أغلبها من الأوروبيين والآسيويين وقليل من العرب.

ويضيف تشو أن أصعب الملامح في التجسيد الجنسيات الاسيوية نظرا لتشابه الملامح، ولا يحتاج الزائر الى الجلوس للحصول على تمثاله، وبإمكانه إرسال الصورة التي يرغب في تجسديها على الايميل او احضارها مثل مناسبات الزواج او الاهداء لشخص عزيز ويتسلم الشخص تمثاله خلال 48 ساعة.

ويرى تشو ان القرية العالمية لها عدد هائل من الزوار وهو ما ساعده في الترويج لفنه الذي احضر له كافة الاجهزة اللازمة، وان التمثال الواحد يترواح بين 200 الى 500 درهم حسب الحجم المطلوب، وان النساء اكثر اقبالا على هذا الفن من الرجال، مؤكدا انه يتمنى المشاركة العام المقبل ولكن بفكرة جديدة الى جانب فكرته الحالية.

وفي الجناح السوري يجلس احمد محمود خصيم القادم من حلب والذي بدأ لف الخيط منذ سنوات طويلة امتدت الى طفولته، ويحيك يوميا الجلسات والالبسة والسجاد ولكنه يحمل في داخله آهات وطنه متمنياً أن يفرج الله الكرب ويحفظ سوريا. يقول خصيم: منذ طفولتي اعمل في هذا الفن الذي أعتبره فريدا من نوعه ويخص المنطقة العربية بجدارة وأحيك يوميا امام الجمهور الالبسة والسجاد والقطع الفنية، ونستخدم الخيوط القطنية والحريرية وخيوط الكتان وأقوم بحياكة القطع التي تستغرق بين 4 ساعات الى شهر كامل حسب حجمها ومدى دقة الرسومات التي عليها.

ولا يقتصر فن حياكة السجاد على الجناح السوري بل يوجد ايضا فنان اسيوي اخر علي خان من افغانستان الذي يحرص منذ 4 اعوام على المشاركة في القرية العالمية ويجلب معه النول والادوات الا انه يستحضر الصور من الامارات ويقوم بحياكة صور الشيخ زايد في مواقف مختلفة مؤكدا انها أسعد لحظات حياته التي تكتمل بانتهاء الصورة التي تتحول الى لوحة فنية رائعة.

منجم الرمال

يشارك في القرية العالمية للمرة الاولى هذا العام عالم مختلف من فنون النحت على الرمال التي يتوفر فيها العديد من المجسمات الرملية المنحوتة على أشكال حيوانات ومعالم سياحية شهيرة في طريقة فنية مميزة والتي تجسد شخصيات كرتونية معروفة ومحببة للأطفال كما انها تضم في ركن خاص فنانا يقوم بصناعة التماثيل الصغيرة في ورشة عمل مفتوحة ويقوم بإزالتها بعد الانتهاء ويعيد استخدام الرمال مرة اخرى.

العراق فنون الماضي والحاضر

يعرض الجناح العراقي فناً آخر يختلف عن الاخرين منها تصميم قطع فنية باستخدام الزجاح الملون بالأيدي العراقية والتي تم جلبها لتضيء الجناح العراقي ويقوم بصناعتها الشباب العراقيون من طلبة الجامعة على حد قول خالد علي المسؤول عن الجناح العراقي.

الرسم بالرمال في قارورة

محد غانم من القاهرة قدم الى دبي ليجلس في مدخل الجناح المصري ويضع امامه لوحات فنية مصنوعة من الرمال في قارورات زجاجية، تحمل ملامح الصحراء العربية والقافلة وبين شروق الشمس او معالم الاهرامات او برج خليفة وبرج العرب ولوحات من الرمال الملونة.

يؤكد غانم انه يقوم بضغط الرمل بشكل محكم لئلا يتعرض للتخريب أثناء نقل الزجاج من مكان إلى آخر، وبعد الانتهاء يتم غلق الزجاجة بسدادة محكمة للحفاظ على الشكل الداخلي للرمل فيها ومنع تسربه إلى الخارج، وبذلك يتم الحفاظ على اللوحة لسنوات عديدة، كما انه حاليا توجد بعض المواد التي تثبت الرمال حتى لا يتعرض العمل للخراب.

ويضيف غانم انه يميل الى استخدام الالوان الاصلية للرمال في رسم الصحراء ولا يضيف عليها اللون الاصفر الذي لا يعكس البيئة الاصلية حتى لا يكون هناك مبالغات في اللوحة بل تخرج طبيعية، وان الاجانب من الجنسيات الأوروبية الاكثر إقبالا على هذا الفن.

نقش على الخشب

يحظى زوار القرية العالمية بالتعرف على لوحات خشب الأرز الفنية التي تصنع من خشب أشجار الأرز ومزينة بالزخارف العربية الشهيرة في الجناح اللبناني، ويقول فادي لباني من لبنان ان الزوار يقومون بالتعرف على أخشاب الأرز بقيمتها التاريخية العريقة في لبنان والتي كانت تستخدم في أشهر الصناعات مثل صناعة السفن وبناء البيوت وارتبطت بالعديد من القصص الأسطورية القديمة، ويضيف تعد أشجار الأرز من أكثر العلامات المميزة في لبنان وعرفت حرفة النحت على الأخشاب ضمن أهم الحرف اليدوية التي تطورات من مستوى الممارسة إلى أعلى المستويات الحرفية والتميز والإتقان.

ويؤكد لباني انه يمكن لزوار جناح لبنان في القرية العالمية وخاصة من محبي الفنون الإسلامية اقتناء لوحات من خشب الأرز الأصلي والمزخرفة بمخطوطات من القرآن الكريم أو اختيار التصميم الخاص بهم على ألواح خشب الأرز الأصلي، كما يمكنهم كتابة الأسماء باللغات المختلفة خلال 5 دقائق فقط.

Email