المصرية فيولا شفيق تنشر «عطر الثورة» في برلين

الفيلم تحية الى الأقصر وطيبةالفرعونية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تغوص مشروعات المصرية فيولا شفيق عميقا في الأرض. أفلامها، كما مشاريعها الابداعية، بالإمكان وصفها دوما بأنها متعددة الطبقات، وتحتاج، كما الأشياء ذات الأبعاد المختلفة.. إلى الحفر. وبرلين، كما مهرجانها، ليسا غريبين عن صاحبة "رحلة ملك" (2003)، اذ هي تترد على المدينة بصفة شخصية ومهنية أكثر من مرة في السنة.

هذا العام، يعرض لها "المنتدى الممتد " فيلم "عطر الثورة" الذي حدثت عنه "البيان" بالقول:" انه تحية إلى الأقصر، إلى طيبة الفرعونية". وعبر تصوير أربع شخصيات مرتبطة بالتاريخ السياسي والاجتماعي لمصر الممتد من عهد مبارك، وصولا إلى حركة التمرد، مرورا بالثورة، تقدم فيولا فيلما "يحرض على الاكتشاف في خضم التحولات التي أثرت على الشعب المصري".

أرشيف ثمين

إحدى الشخصيات هي مصور فوتوغرافي بحوزته ارشيف ثمين عن حياة مدينة الأقصر المصرية:" اكتشفت المصور عطية جرجس قبل عشر سنوات حين كنت اصور فيلمي رحلة ملك عن رحلة قطعة أثرية من مصر إلى ألمانيا، وقد تعلقت منذ ذلك الوقت بفكرة أصالة هذا الرجل وكونه شاهدا من مصر على أكثر المدن انفتاحا على السواح وشهرة، وفي ذات الوقت هي المدينة التي تعرضت إلى الخراب بسبب الفساد".

وتشير المخرجة إلى أن مشروع تحويل الأقصر إلى مدينة على شكلي متحف مفتوح في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أدى إلى تدمير الكثير من المباني السكنية والتاريخية، "وهذا الموضوع آلمني واردت التحدث عنه". وتفعل فيوليت ذلك عبر شخصية المحامي القبطي الذي يلتزم بهذا الملف مدافعا عن مبان لها طابع مسيحي وأخرى لها طابع إسلامي.

خط ثوري

أيضا في الفيلم شخصية الفتاة المسلمة التي تمثل "ثورة يناير"، والتي لا يمنعها حجابها من كونها منفتحة على جميع الأفكار، وتضعها المخرجة في الفيلم في خط مواجه أو مواز لخط ثوري من جيل سابق، يمثل الروائي علاء الديب صاحب كتاب "زهر الليمون"، الذي يظهر في الفيلم ليرد على نقاش الثورة بين عبد الناصر ويناير!

وعن سبب اختيارها الأقصر مجددا موضوعا لعملها، وما إذا كانت "طيبة" القديمة هي بمثابة بديل عن "القاهرة" اليوم الغارقة في تحولاتها وفوضاها، ترد:" أعتقد أن القاهرة فاجأت أهلها وأهل مصر أنفسهم خلال ثورة يناير، اذ اكتشف الجميع فجأة في ميدان التحرير تنوعا هائلا على المستوى الاجتماعي والفكري والطبقي، وتحول هذا الميدان الى بوتقة تصهر الجميع. لقد بزغ الأمل مجددا بأهمية العودة إلى اكتشاف الهامشي والمهمش وجره إلى المركز، وقد قام الكثير من الشباب بإنتاج أعمال فنية وابداعية ضمن هذا التوجه، من وحي آمال الميدان، ومن هنا، لم يكن بالنسبة لي مستغربا العودة إلى الصعيد المهمش بشكل غير عادي".

وراء الشمس

يعرض فيلم فيولا اليوم، الثاني عشر من فبراير، في "المنتدى الممتد" الذي يعرض فيه فنانون شباب أعمالا خارج المنافسة، إلى جانب فيلم «من خلف الآثار» للمخرجة ياسمينة متولي، و«مشروع الشيخ إمام» للمخرج اللبناني غيث الأمين، و«نص خطوة» للبناني جو نعمي، و«مونديال» للمخرج اللبناني روي ديب، والفيلم الكويتي «وراء الشمس».

Email