تشارك في تحكيم جائزة «أول فيلم»

غولينو: أنوثتي مقعّرة والمخرجون يأكلون أدمغتهم ليلاً

فاليريارسخت مهنتها السينمائية في المحافل الأوروبية والعالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منطقي جداً، أن تكون الممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا غولينو، واحدة من ثلاثة محكمين لاختيار جائزة "فيلم أول لمخرج" التي يمنحها "برلين السينمائي" منذ العام 2006، لكي يعطي المجال لمخرجين شباب، أن يخترقوا الأقسام الرئيسية لبرامج الأفلام، بأعمالهم الأولى، جنبا إلى جنب مع مخضرمين.

ومنذ بدايتها في العام 1984، وظهورها في الفيلم الأميركي الشهير "رجل المطر" لباري ليفنسون، يندر أن تخرج فاليريا من مهرجان، من دون جائزة او شهادة تكريم، رغم قلة أفلامها. لقد نالت في السنوات الأخيرة جوائز وتقديرات من "البندقية" و"كان" و" برلين"، وعملت إلى جانب مخرجين مهمين مثل شين بين وغابرييل سالفاتوريس وسيلفيو سولديني.

إلى أن قررت أن تصنع فيلمها "العسل" الذي أثار حفيظة "الفاتيكان" في إيطاليا لموضوعه الشائك.

من "رجل المطر" إلى "ريسبيرو"، مروروا بـ" هوت شوت"، رسخت فاليريا مهنتها السينمائية في المحافل الأوروبية والعالمية. "البيان" تسلط الضوء على هذه الفنانة الجدلية في هذه المقابلة، التي أشارت فيها إلى الإيطاليين لم يعودوا يكترثون، وأنها تنتمي ، إلى "الأنوثة المقعرة"، معتقدة أن المخرجين في الليل يأكلون أدمغتهم.

قصة وفاة

إلى جانب كونك ممثلة في السينما الإيطالية والأوروبية، وأيضا العالمية، أنت أيضا مخرجة. العام الماضي قدمت فيلم "العسل" الذي عرض ضمن تظاهرة "نظرة ما" في "كان السينمائي" ونال أيضا جوائز في مهرجانات أخرى. هل صحيح أن ما شجعك على اخراج الفيلم موت والدك؟

إلى حد ما، الفيلم يتحدث عن سيدة تعمل في جمعية تعنى بتهيئة المرضى الميؤوسة حالتهم على تقبل الموت، والتواصل معهم في مراحل حياتهم الأخيرة. ثم تكتشف أن أحد المرضى بصحة جيدة تماما، وأنه يعاني من الاكتئاب، وترفض أن تشترك في قراره بالانتحار وتحاول منعه. بالطبع، قصة وفاة والدي مختلفة. لكنني رافقته في مراحله الأخيرة واكتشفت صعوبة التواصل مع إنسان في هذه المرحلة. لم ارد أن أصنع فيلما يشكل "سيرة ذاتية" بمقدار ما رغبت بفيلم يمسني، يشبهني إلى حد ما.

الواقعية والاحترام

هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة أشخاص مختلفين يغادرون الحياة في الفيلم. المشاهد بدت قاسية، وهادئة وأليمة في الوقت ذاته. قال لي مخرجون كثر أنهم يعانون عادة من حالة كئيبة لدى تصويرهم مشهد موت فيلم. انت صورت ثلاثة مرة واحدة، كيف كانت الحالة؟

كان الأمر مؤلما جدا خلال التصوير. كان يشغلني أمر واحد: على المخرج، في هكذا أوضاع الا يكون "حقيقيا"، بقدر ما أن يكون "محترما". عليك أن تتعامل باحترام مع تصوير قصة شخص يفارق الحياة. اننا معتادون على رؤية الموت كل يوم، في كل مكان، ولكن اظهار شخص يموت ببساطة وبهدوء، هذا أمر صعب. لذلك، صورت آنذاك المشاهد الثلاثة دفعة واحدة، بعد أن أكملت تصوير مشاهد الفيلم كاملة. أردت أن أعيش، وطاقم الفيلم، في حالة "قدسية" جامحة، تجعلنا قادرين على التصوير مرة واحدة، ولا تؤثر علينا في مشاهد من نوع آخر.

أزمة مع الفاتيكان

عرض فيلمك في العام ذاته الذي قدم فيه المخرج الفرنسي ستيفان بريزي فيلمه "ساعات قليلة في الربيع"، الذي تناول أيضا قصة أم تقرر أن تنهي حياتها عبر اللجوء الى جمعية تساعد في هذا الأمر. في دول أوروبية كثيرة، لا يزال موضوع انهاء الحياة اختياريا، من دون دواعي مرضية، يحيط به جدل كبير، لا تنفصل عنه الكنيسة والآراء الأخرى. فيلمك أيضا أثار حفيظة الفاتيكان.

أوافق أن هذا الموضوع يطرح بكثرة في السينما الأوروبية في محاولة لنشر الوعي حوله. "الفاتيكان" عبر عن عدم راحته من فيلمي، وأنا أفهم ذلك تماما، فهذه الموضوعات ليست المفضلة لدى الفاتيكان. لكن، بالحديث عن الجدل، أجد أن هذا الأمر صحي، وارغب أن يعود إلى بلدي إيطاليا "جدل الأفكار". لم نعد نعيش هذا الأمر، كما في أزمنة سابقة، لم يعد أحد يكترث، حتى للفضائح!

ملاك الموت

لماذا اخترت الممثلة جاسمين ترينسا للقيام بدور ملاك الموت في فيلمك. نعرف أيضا أنها المفضلة لدى المخرج ناني موريتي؟

جاسمين بالنسبة اليّ تشكل نموذج المرأة المعاصرة. بقصة شعرها الذكورية، تعكس أنوثة أسميها " الأنوثة المحدبة". أنا انتمي، لا زلت، إلى "الأنوثة المقعرة"، التقليدية، الأقرب الى الأنثى المرتبطة بوظيفة الأم بشكل رئيسي.

توم الرائع

في تجربة الإخراج لديك فيلم قصير، وفيلم طويل. ما الذي يضيفه الإخراج إلى ممثل؟

انها تجربة مختلفة تماما. انك تهدي ثلاث سنوات من حياتك الى فيلم واحد. يؤرقك طوال الوقت ان تكون في أفضل حالاتك. في الليل، أن تكون مخرجا، يعني أن تأكل دماغك، تقتات منه ليلا!

 

رجل المطر

عن تجربتها الأميركية في "رجل المطر" (1989) مع الرائعين داستن هوفمان وتوم كروز، تتذكر فاليريا غولينو عن هذا الفيلم ، قائلة : كانت هي المرة الأولى التي أمثل فيها خارج إيطاليا.

كنت في الثانية والعشرين من عمري. تستطيع القول أنني كحصان جامح، متحمسة، لا أعرف الكثير، أتجّول في الاستوديو ويديّ في جيوبي. أذكر أن المخرج باري ليفنسون قال لي:" حسنا، أيتها الجميلة، الآن ، حان وقت العمل، ومنذ ذلك الحين، لا أذكر أنني توقفت عن العمل. أتذكر العملاق داستان هوفمان، لكن بالطبع العمل مع توم كروز كان "سوبر" .

Email