«بوتسدامر بلاتز» حشدت مهتمين بأحوال السينما والمجتمع في الدولة

«أبو ظبي للأفلام» تروّج الإمارات سينمائياً في برلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس أكيدا أن عدد الحضور من المشتغلين في السينما الذين توافدوا على قاعة «هوغان لوفيلز» في «بوتسدامر بلاتز»، صباح أمس الأول في برلين، كانت لديهم معلومات وافية عن الفرص السينمائية في أبو ظبي، أو عن المدينة ذاتها. لكن من المؤكد انه بنهاية الجلسة التي شارك فيها ديفيد شيبرد، مدير «لجنة أبو ظبي للأفلام»، وحملت عنوان:» ما هي الآفاق المحتملة لانتاجات مشتركة مع ابوظبي، وبين أوروبا والامارات»، حصل كثر منهم على اجابات.

وتشارك اللجنة في المهرجان عبر وفد يضم اداريين، ومشتغلين في السينما، اماراتيون وأجانب عاملون في الإمارات، وتهدف من خلال هكذا ندوات إلى الترويج للمدينة كوجهة لتصوير الأفلام الروائية والوثائقية.

«حين قرأت اعلانا عن الندوة خطر سؤال مباشر إلى بالي: هل يريدون استقطابا لأفلام تصور في البيئة الصحراوية.. لكنني تعرفت على جوانب أخرى في النهاية»، يقول خورخي هانز، صاحب شركة انتاج سينمائية في برلين.

وفعلا، ربما تخطر الصحراء على البال فورا، كونها تستهوي العديد من منتجي الأفلام الهوليودية مؤخرا، لكن شيبرد يوضح للبيان: «لا يتعلق الأمر بالصحراء. انه قالب متكامل. الصحراء موجودة في نيفادا في أميركا، ولن يتوجب عليك قطع آلاف الاميال للتواجد في أبوظبي من اجلها.

لكنك ستصور لدينا في الصحراء يوما، وتصور في امكنة اخرى في أيام اخرى. اللجنة بوسعها أن تؤمن اذونات التصوير في مناطق كثيرة، وبعضها قد يكون صعبا، ولا يتخيل المخرج ان بوسعه أن يصور فيه».

 ويضيف: «على سبيل المثال، نستطيع ان نؤمّن أذونات تصوير في امكنة ذات طابع عسكري. وفي فيلم «المملكة» الذي صورت مشاهد كثيرة منه في أبوظبي، تمت الاستعانة بتجهيزات حكومية على مستوى المجاميع. كل ما يتوجب على المنتج هو أن يخاطبنا، وبدل أن يلجأ إلى عشرات الجهات الرسمية من اجل استصدار الأذونات، نحن نصدرها له نيابة عنها».

 وعن ردة الفعل التي تصادفهم حين القيام بعملهم في المحافل السينمائية الدولية يقول:» ردة الفعل الأولى هي التساؤل «لماذا»، فهم بالطبع يعرفون الدولة والمدينة، لكنهم ليسوا متأكدين من الامكانات التي باتت متواجدة في أبوظبي لدعم صناعة السينما على مستويات الأمكنة والتجهيزات والمواهب المحلية وغيرها من الأمور. نقوم بالشرح واظهار النماذج والصور، ونحصل منهم على حماسة هائلة».

وتعتبر مشاركة هذا العام الثانية بالنسبة إلى «لجنة أبو ظبي للأفلام»، حيث تواجدت اللجنة العام الماضي ضمن احتفاليات الدورة ستين من المهرجان. ولا يقتصر الأمر على هذا الدور، فالوفد يهدف إلى خلق فرص للشركات السينمائية، أو المعنية بصناعة السينما، التي تتخذ من الامارات مركزا لها، في أسواق خارجية.

وتسعى أبو ظبي، عبر «لجنة أبو ظبي للأفلام» إلى ترويج أماكن فيها كوجهات مرغّبة لمنتجي الأفلام في العالم. لكن هذا لا يعني الموافقة على «أي شيء» .

كما يوضح مدير اللجنة في اشارة إلى المشاريع التي لا تتناسب مع ثقافة البلاد وتقاليدها. وقبل عام ونيّف، رفضت أبوظبي اعطاء تصريح لتصوير فيلم «الجنس والمدينة».

ويقول ديفيد شيبرد أن ذلك الرفض لم يؤثر سلبيا على صورة الامارات، بل على العكس تماما، لقد وجه رسالة قوية إلى صناع السينما أننا لا نسعى إلى الترويج لمجرد الترويج.

 كان بوسعنا ان نقبل تصوير الفيلم في أبوظبي ونستفيد من بثه على نطاق جماهيري كبير في دول العالم اجمع، وهو صدر على مئة مليون نسخة دي في دي، لكنه لم يتناسب البتة مع التقاليد والقيم والاخلاق التي تميز بيئة أبوظبي والامارات والمنطقة العربية بشكل عام.

رسالتنا هي المساهمة في تعريف الغرب بالثقافة العربية والاسلامية المشرقة، وليس المساهمة في تشويهها. ويضيف: يحدث هذا طوال الوقت في الافلام الهوليودية، أن يتم اختيار أمكنة واطلاق اسماء مختلفة عن واقعها. لكن المشاهدين يعرفون تماما ان ما صور لم يكن في أبوظبي.

Email