المخرج الذي أدخل الإمارات إلى سجلات «برلين السينمائي» لأول مرة في تاريخها

المحمود: لسنا مدللين ولا في أفواهنا ملاعق من ذهب !

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيحسب دوما للمخرج الإماراتي الشاب خالد المحمود، والكاتب السيناريست محمد حسن أحمد، أنهما تمكنا من إدخال اسم دولة الإمارات إلى سجلات أحد أعرق مهرجانات السينما في العالم، «برلين السينمائي».

وبين الشاشة التي تحمل صورا من جبال جرداء نائية، تغفو بين هضابها الأسرار وحكايات الشغف والطيبة والبراءة، وبين ارض المهرجان التي اعتلتها طبقة من الجليد استقطبت عمال البلدية منذ باكر الصباح، بأكياس الملح التي تعينهم على قهر الجليد، يتنقل المخرج في فضاءات «برلين»، راصدا ردود أفعال الجمهور الأوروبي على فيلم يأتي من بلاد، لا يعرف عنها، غالبا، سوى ما يصدره الإعلام لصور الحداثة بأبراجها وحياتها الصاخبة.

 يستطلع المحمود أيضا فرصا إنتاجية، برفقة عدد من الشباب الإماراتي المشتغل في هذا المجال والذي يحضر تحت عنوان «وفد لجنة أبو ظبي للأفلام» (غدا تقرير مفضل عن الوفد). «البيان» التقت المحمود وتداولت معه مواضيع متعلقة بالفيلم ومشاركته باسم الإمارات لأول مرة في تاريخ المهرجان.

كيف تلقيت خبر مشاركتك في «برلين السينمائي» ضمن تظاهرة أجيال؟
ليست هي المرة الأولى التي يشارك فيها الفيلم في مهرجان عالمي، فقد سبق أن شارك في مهرجان «لوكارنو»، لكن ل«برلين» طعم خاص،.

 فهو من أعرق المهرجانات، كما أن التواجد العربي في الأفلام القصيرة نادر جدا في أرشيف المشاركات العربية، على قلتها، طوال تاريخ المهرجان، من هنا تكتسب المشاركة أهميتها. أذكر أن الرسالة وصلتني من المهرجان في موسم عيد الأضحى الماضي. فرحت للغاية، وكان العيد بالنسبة اليّ عيدين.

كونك أول مخرج إماراتي يمشي في أروقة «البرلينالي» وله في الصالة فيلم موقع باسمه، ماذا يعني لك الأمر؟
انه انجاز آخر لدولة الإمارات، وللمشتغلين في صناعة السينما فيها، المتحلين بالحلم والجهد والكفاءة. وهي مشاركة، سوف تحرّض، من دون شك، على مزيد من الحلم، ومزيد من الجهد من أجل تحقيق الأحلام.

لكن الفيلم عرض من قبل في مهرجانات أخرى، لوكارنو في سويسرا، كما ذكرت، وفي دبي: مهرجان دبي و«الخليج السينمائي»..

نعم، لكن تظاهرة «أجيال» في «برلين السينمائي» لا تشترط عرضاً أولاً للأفلام. من هنا تيسّرت لنا فكرة المشاركة، كما أن الجوائز التي سبق وحصل عليها الفيلم أحاطته بسمعة جيّدة.

هل تعتقد أن رؤيتك الإخراجية التي حملها الفيلم وهي تغييب الحوارات الإنسانية بين الشخصيات والاكتفاء بالأصوات الطبيعية، هذا البعد الذي يذكر بجرأة التجريب في السينما، ساهم في أن ينال إعجاب المبرمجين هنا؟

لا اعتقد أن عنصر الصمت في الفيلم كان مقياس الاختيار. السيناريو في الأساس محكم، وقد فاز بالجائزة الثانية في مهرجان الخليج السينمائي مؤخراً، وانطلاقاً من السيناريو بني كل شيء حوله. فرق العمل، من ممثلين وفنيين، قدم صورة جميلة ومعبرة.

الحديث عن فيلم القرية النائية يقودنا إلى فيلم آخر عن المدينة. كيف تنظر إلى تجربك مجايلك على مصطفى مخرج «دار الحيّ»، هذا الفيلم الذي يصوّر عمق المدينة، ويذهب إلى مناطقها المخفية والشائكة؟

هذا فيلم يثبت ما قلته بأنه لا يتوجب عليك دوماً أن تهجر المدينة من أجل أن تصنع فيلما جيدا!
هل انتقلت من «سبيل» إلى مشروعك التالي؟

لا زلت في مرحلة البحث، هناك عدة أفكار . أهتم بإيجاد سيناريو مؤثر. لدينا أزمة في ندرة كتاب السيناريو المحترفين. هناك اسم أو اسمان والجميع يتصارع على أعمالهما.

ما رأيك في المقولة التي تتحدث عن أن الدعم اللامتناهي والفرص التي يحظى بها صناع الأفلام من الجيل الشاب في الخليج قد «يفسد» طاقة الإبداع لديهم؟ هذا ما صرح به، على سبيل المثال، المنتج التونسي العالمي طارق بن عمار، قبل شهور في أبو ظبي؟

(يضحك) من يظن أن في فمنا ملعقة من ذهب مخطئ، نحن نواجه المشاكل ذاتها التي يواجهها صناع الأفلام في أي مكان. لدينا برامج دعم ضمن المهرجانات، ومسابقات ومنح، وطرق سهلة وأخرى معقدة، لكن الأمر ليس بتلك السهولة التي يتخيّلها البعض وهذا نوع من الأفكار المسبقة التي تسيطر على أذهان البعض ممن يرصدون التجربة السينمائية الخليجية.

ولكن ألا توافقني أن مسألة الجوائز باتت ترسم حولها بعض علامات الاستفهام، أتحدث هنا عن جوائز كثيرة تمنح لأعمال قد لا تقارب المستوى المطلوب للتجريب السينمائي حتى؟
ربما علينا، فعلاً، أن نكون أكثر حذرا في منح الجوائز، وبعض الجوائز أصبحت مفسدة. الاحتفاء يجب أن يكون بقدر الانجاز لا أكثر ولا اقل.

يواكب عرض «سبيل» في «برلين» تواجد لوفد «لجنة أبو ظبي للأفلام» الذي يضم شباباً إماراتياً يشتغل في السينما. هل ستشاركهم اللقاءات الاستطلاعية والتعارفية؟

بالطبع، فقد تواصلت مع اللجنة، وتلقيت مساندتها للفيلم وسأكون حاضرا في اللقاءات والاجتماعات التي تعقدها طوال فترة تواجدها في المهرجان (غدا: أبو ظبي تستطلع الفرص).

 

 

Email