تعيشان أجواء ستينيات القرن الماضي ضمن قالب درامي وحدوتة مشوقة تلبي شغف الحنين إلى التراث

أمل ورانيا.. حنين إلى زمن الإمارات الجميل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حكايات وتفاصيل عشناها مع العمل الدرامي «القياضة» في جزئه الثاني الذي أعادنا للوراء؛ إلى ستينيات القرن الماضي في أجواء تحمل عبق التراث وأصالته، ليستكمل «القياضة» مشوار نجاحه الذي حققه في موسمه الأول، ويقربنا أكثر من طبيعة المجتمع الإماراتي البسيطة البعيدة عن التكلف. وفي موقع قريب من قرية البدية في دبا الفجيرة زارت «أرى» موقع التصوير، لتتعرف أكثر إلى تفاصيل العمل الذي يضم نخبة من نجوم الخليج، والذي قام بإخراجه سلوم حداد، عن قصة أشعار محمد سعيد الضنحاني، وسيناريو وحوار فيصل جواد، وإنتاج شركة «أرى الإمارات».

اللقاء كان مع الفنانة أمل محمد، والفنانة رانيا آل علي، اللتين صرحتا لنا عن طبيعة أدوارهن في الجزء الثاني، وحكاية حمل أمل وقله ظهورها الإعلامي، واللقب الذي تسعى إليه، كذلك تطلعنا رانيا على الأدوار التي تطمح إلى القيام بها، والفنانات اللائي يسعين فقط إلى الاستعراض وفيلم الرعب الإماراتي الذي أوقف تصويره.

أمل محمد: أنا حامل!

المشاهد في أغلب الأحيان يرى أن الجزء الأول من أي عمل درامي يكون الأفضل، ألا تخشين من متابعته لـ«القياضة» في جزئه الثاني؟
العمل الجديد دائماً ما يجذب المشاهد، و«القياضة» في جزئه الأول كان مليئاً بالأحداث، ونهايته تُركت مفتوحة، الأمر الذي أثار فضول المشاهد ليعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، لتبدأ التوقعات، إضافة إلى أن الجزء الثاني من «القياضة» أحداثه مختلفة، وسيكون فيه الكثير من المفاجآت التي ستجذب المشاهد بكل تأكيد.

ماذا عن تفاصيل دورك في العمل؟
وضحة كانت معاناتها مع زوجها الذي توفي، لتبدأ معاناتها في الجزء الثاني مع أخيها، ومع محاولة الحفاظ على حملها، إضافة إلى أنني اعتبر هذا العمل «إماراتي من الزمن الجميل» ويحمل الكثير من التفاصيل التراثية التي أدهشني سلوم حداد مخرج العمل بمعرفتها والإلمام بها إلى درجة كبيرة، لذلك كنا نسأله أثناء التصوير من أين يعرف بهذه التفاصيل الدقيقة، وهو ممثل ومخرج معروف بقراءته الدقيقة وبحثه عن مراجع عدة للعمل.

حينما يرى القارئ صورك وأنت حامل سوف يتساءل هل تزوجت أمل محمد، فهل من الممكن أن توضحي الأمر لجمهورك؟
تضحك.. وضحة هي الحامل وليست أمل، فأنا ما زلت أدرس في الجامعة، ولكن من يدري ربما أتزوج هذا العام، فالأمومة غريزة موجودة بداخل كل امرأة، ولكني حتى الآن لم أجد الرجل المناسب، ولست على عجلة من أمري، ففي الماضي كانت المرأة في مجتمعنا الخليجي ترغب في الزواج، لكي تنال حريتها خارج إطار منزل العائلة، أما اليوم فالوضع مختلف، حيث تملك المرأة كامل الحرية.

هل هناك شروط معينة لزوج المستقبل؟
ليس هناك شروط معينة، لأن المعايير تتغير مع اختلاف كل مرحلة عمرية، فلم أعد أحلم بفارس الأحلام على الحصان الأبيض، وإنما برجل بمعنى الكلمة، وكما ذكرت لا أريد الاستعجال، لأن الغالبية للأسف يرون أن علاقات الزواج في الوسط الفني فاشلة، وهذا بالتأكيد أمر خاطئ لأن هناك الكثير من القصص الناجحة، ولكن هناك من لا يرغب سوى في رؤية الجانب السلبي، لذلك أريد أن أكون مستعدة لهذه الخطوة المهمة.

هناك غياب واضح للممثلات الإماراتيات على الساحة؛ فما السبب وراء ذلك من وجهه نظرك؟
الإمارات تعد من أكثر الدول المحافظة، وحتى الآن بعض العائلات ترفض دخول بناتها مجال التمثيل، على الرغم من أن المرأة الإماراتية تبوأت أهم وأقوى المراكز، في مختلف القطاعات. فبحضور أكثر من 60 شخصية دبلوماسية من البعثات العاملة في الدولة، ألقت ريم الهاشمي، وزير الدولة ومدير عام اللجنة العليا لاستضافة معرض إكسبو 2020 العالمي، كلمة كانت في غاية الأهمية.

لماذا أنت مقلة في ظهورك الإعلامي؟
أتواجد في المناسبات الرسمية مثل الأعياد واليوم الوطني، ولكن في الحوارات الفنية، أعتبر نفسي مقلة بالفعل، وذلك لسببين؛ أولهما أنني أيضاً إعلامية، وأفضل أن أمسك دفة الحوار وليس العكس، ثانياً أنه في بعض الحوارات يتدخلون في أمور شخصية، لا أحب التحدث فيها، خاصة أنني إذا فتحت هذا المجال فسوف تنطلق الشائعات حولي، وأنا لا أحبذ الأمر، لذلك أفضل الظهور بأعمالي.

ولكن بعض الفنانات يسعين إلى إثارة بلبلة حولهن بين الحين والآخر للفت الانتباه، فأحلام من أكثر الفنانات المثيرات للجدل، واللائي يفضلن الأضواء عليهن باستمرار؟
أنا دخلت المجال حباً فيه، وليس لأنني أسعى وراء الشهرة، أما أحلام فأنا أعشق فنها وقوتها وجرأتها، ولكن لكل فنان طريقته في التعامل، فأنا بطبعي مسالمة، وأتلقى كل الانتقاد والأمور الإيجابية وحتى السلبية بابتسامة، فمن الجميل أن تتعامل مع المواقف التي تتعرض لها ببساطة.

هيفاء حسين وشهد الياسين من الممثلات اللائي أكدن في حوار سابق معنا، أن مستوى الدراما الخليجية في تراجع، فماذا عنك؟
هيفاء وشهد من أكثر الممثلات اللائي أعشقهن على المستوى الشخصي والفني، وقريباً سيجمعني معهن مسلسل «لو أني أعرف»، وأعتقد أن نظرتهن أشمل في هذه النقطة، فأنا ما زلت أتعلم، ولكن من وجهة نظري أن الدراما الإماراتية على وجه الخصوص تتقدم بشكل ملحوظ.

شيلاء سبت تعرضت لهجوم لاذع بعد حصولها على لقب ملكة جمال الفنانات، فكيف وجدت الأمر؟
شيلاء دخلت المجال الفني، وهي ملكة جمال البحرين، وملكة جمال الشرق الأوسط، وهي فنانة مجتهدة وتعمل على نفسها، وبالتأكيد تضايقت بسبب الهجوم الذي تعرضت له، فهي فنانة جميلة وتستحق كل الألقاب التي تحصل عليها، ومبروك لها التاج.

ماذا عنك، ألا ترغبين في الحصول على لقب ما؟
أهتم بأن يكون لقبي متعلقاً بمجال التمثيل، وقد حصلت على جوائز عدة، بعد تأديتي مختلف الأدوار والشخصيات.

كيف كانت أجواء العمل بينك وبين رانيا؟
حينما عملت معها الجزء الأول من «القياضة» لم أكن أعرفها، واليوم رانيا تطورت كثيراً ونضجت فنياً، فقد لمست في هذا الجزء أداءً أفضل، وهذا الأمر يسعدني كثيراً.

أيهما أقرب إلى قلبك التقديم أم التمثيل؟
بدأت عملي كمذيعة، ولكن حينما دخلت مجال التمثيل، ولاحظت تفاعل الجمهور معي على خشبة المسرح، وشعرت بلذة حب الجمهور والجوائز التي أحصل عليها، أصبحت عاشقة للتمثيل، وخصوصاً خشبة المسرح التي لا يمكن أن استغني عنها.

 


رانيا آل علي: «القياضة» شهادة ميلادي فنياً

حدثينا عن دورك في الجزء الثاني من مسلسل «القياضة»
فاطمة حمامة المنزل التي تحتوي مشكلات عائلتها، وفي الجزء الثاني تتغير الكثير من الأحداث حولها، ولكن يبدو أن قصة حبها وخصوصاً الغيرة سوف تجعلها تقع في الكثير من المشكلات، فهذه الفتاة الطيبة أصبحت أكثر نضجاً بسبب المواقف التي تتعرض لها، ونظرتها للحياة كذلك تختلف.

أكدت أمل محمد بأنك أصبحت أكثر نضجاً على المستوى الفني؛ فما تعليقك؟
بالفعل أشعر بذلك؛ فالعمل مع المخرج سلوم حداد أفادني كثيراً، فـ«القياضة» بالنسبة لي ورشة عمل أتعلم منها واكتسب خبرات جديدة، فالملاحظات التي يعطيني إياها سلوم حداد، تصقل موهبتي، فهو يعلمني كيف أشعر بالمشهد، وكيف أتوتر وأضحك وأبكي، فهو يهيئني كلياً قبل تجسيد كل مشهد.

أنت ممثلة مسرح، فكيف وجدت الفرق بين المسرح والدراما؟
المسرح لا يكذب، فلا يوجد مكياج أو مونتاج كما في الدراما، فقدرات الفنان الحقيقة تظهر على المسرح، ولكن في الوقت نفسه الدراما تحقق انتشاراً جماهيرياً أكثر للفنان؛ فالتلفزيون موجود في كل بيت، وأنا في حاجة إلى ذلك، فجمهور المسرح مختلف عن جمهور التلفزيون، ولكن هذا لا ينفي أن عشقي الأول هو المسرح، وللعلم أكثر من 95% من الممثلين في «القياضة» هم في الأساس نجوم مسرح.

هل وجودك في عالم الدراما بالأمر الهين؟
تجمعني علاقات جيدة بالجميع، ولكن الظهور في الدراما ليس أمراً هيناً، لأن المنتج يبحث عن اسم كبير، يستطيع من خلاله أن يبيع العمل للفضائيات التي هي بدورها ترفض المجازفة بأسماء لاتزال جديدة، فنحن للأسف لا يوجد لدينا صناعة نجم، على الرغم من أن النجوم الكبار لم يولدوا كباراً، ولكن ماذا نفعل، نحاول أن نثبت أنفسنا، ونوجد في الأعمال الدرامية، فأنا اليوم أعتبر نفسي في مرحلة تعليم، يتعود من خلالها المشاهد على وجهي، ويتعرف أكثر إلى موهبتي في التمثيل.

ما طبيعة العلاقة التي تجمعك بأمل محمد، هل أنتما صديقات أم مجرد زملاء عمل؟
أنا وأمل لسنا مجرد صديقات بل أخوات، فأنا أحبها كثيراً، هي وأختها إلهام، وتوطدت علاقتنا أكثر أثناء تصويرنا العمل، فمعظم مشاهدنا نكون معاً، كذلك في الكواليس دائماً بصحبة بعضنا بعضاً.

كثير من النجوم يفضلون أداء الأدوار المركبة، فماذا عنك؟
الأدوار المركبة على المسرح وليست في الدراما، فهناك شخصيات طيبة وأخرى شريرة، ومن النادر أن تجد أدواراً مركبة على شاشة التلفزيون، وأغلب الأدوار التي تعرض علي، تتمثل في الشخصية الطيبة المغلوب على أمرها، الأمر الذي يجعلني أتمنى تجسيد شخصية شريرة، وقد قمت أنا ومجموعة من الممثلين الموهوبين الشباب بتجسيد فيلم رعب، ولكننا للأسف لم نكمله.

لماذا أوقفتم التصوير؟
بسبب عدم وجود شركة إنتاج، لأنني كما ذكرت لا يوجد عندنا فكرة صناعة نجم، على الرغم من أن الفيلم يحمل بين طياته قصة مميزة، فأذكر في أحد المشاهد أنني ظللت تحت الماء لمدة ساعة في حوض السباحة في فصل الشتاء من أجل مشهد لا يتعدى الدقيقتين، حيث أجسد في الفيلم دور جني، وفي هذا المشهد كان الجني يقوم بالصراخ دون فقاعات في الماء. صراحة أتمنى أن يرى هذا العمل النور وأن نجد من يدعمنا لتكملته.

هل أنت من الفنانات اللائي يحرصن على التواصل مع الجمهور؟
بالتأكيد، فأنا على تواصل دائم معهم عبر الانستغرام وتويتر، وأحرص على سماع تعليقاتهم الإيجابية والسلبية حول أعمالي، ومعظم التعليقات التي أسمعها من جمهوري تكون إيجابية، الأمر الذي يجعلني حريصة دائماً على العمل أكثر وبصورة أفضل.

مَن مِن الفنانات اللائي عندما تشاهدينها تقولين لها «برافو»، والأخرى التي تطفئين بسببها التلفزيون؟
حينما أشاهد حياة الفهد وسعاد العبدالله من الجيل القديم، ومن الجيل الحالي شهد الياسين وأمل محمد أقول لهم «برافو» على أدائهم الرائع، أما التي أطفئ بسببها التلفاز فهم كثر، ولا أحب أن أذكر أسماءهن، لأنهن بصراحة لا يعرفن ما هو الفن، فقد يذهبن إلى البلاتو للاستعراض، متناسين أن لديهن مسؤولية وشخصية من المفترض أن يتقمصنها بدلاً من فرد العضلات ووضع الماكياج، فهناك فنانة عملت معها إحدى المسلسلات الدرامية التي لم تعرض بعد، وللأسف لم تكن تهتم سوى بشكلها بغض النظر عن الشخصية.

هل يمكن أن تعلني عن اسمها؟
لا أفضل ذلك، ربما إذا ذكرت اسمها تعتقد أنني أغار منها، فهي أثناء العمل كانت تجسد دور امرأة فقيرة، ولكنها كانت تحاول طيلة الوقت أن تظهر بأبهى حلة، دون الالتفات للشخصية، فقد تريد أن تظهر جمالها متناسية أن الجمال يكمن في الأداء وليس في الشكل الخارجي.

إلى أي مدى يرى بعض الفنانات أن الجمال هو الأساس وليس الموهبة؟
في السنوات الخمس الماضية، زاد أعداد الفنانات اللائي يعتمدن على جمالهن بشكل مبالغ فيه، فاليوم نجد على الساحة أن أكثر من 85% دخلن المجال فقط للاستعراض، وكأنهن يقولن «تعالوا شوفوا جمالي»، فالجمال بالنسبة لهن أصبح عنصر تسويق.

Email