7 أسباب أساسية تؤكّد على ضرورة النوم لنمو الأطفال وتطورهم العقلي والصحي

نوم الطفل.. 7 فوائد اعرفيها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعدى فوائد نوم الطفل في وقت مبكر من مجرد حصولك على بضع ساعات من الهدوء في المساء. تشرح أحد الأبحاث الحديثة كيف قد يساعد فيتامين ZZZ الأطفال على مكافحة السمنة، تجنب نزلات البرد، والنجاح في المدرسة.

لطالما شعر الأهل أن للنوم تأثيراً مباشراً على مزاج الطفل، وسيوافق معظم الأشخاص على الأثر الكبير الذي يخلفه النوم على التعلم والسلوك. لكن آخر اكتشافات الأبحاث المتعلقة بطب الأطفال تبين أن النوم ضروري أيضاً لصحة جيدة. عندما يحصل الأولاد على النوم الذي يحتاجونه، ينخفض لديهم احتمال الوزن الزائد والإصابة بداء السكري، إضافة إلى مشاكل تعليمية أقل.

تتساوى أهمية النوم بالتغذية والتمرين، فهو الوقت الذي يعيد فيه الجسم حزم الناقلات العصبية؛ المواد الكيميائية التي تخول خلايا الدماغ على التواصل. كما وقد تمكن الخبراء مؤخراً من إثبات أن النوم يسمح لخلايا الدماغ «بالتخلص من النفايات» في كل ليلة عبر طرد المواد السامة التي تسبب الأمراض. ويلخص الأخصائيون فيما يلي الأسباب الرئيسية لحاجة جميع الأطفال لجرعة يومية من النوم العميق.

1-    تعزيز النمو
على الأغلب أنك مررت بأيام تستيقظين فيها صباحاً لتقسمي بأن طفلك قد كبر خلال الليلة، وستكونين محقة بذلك. يقول الاختصاصيون: «يتم إفراز هرمون النوم في المقام الأول خلال النوم العميق». وقد كشفت أبحاث قامت بدراسة الأطفال الذين يعانون من نقص في مستويات هرمون النمو، إنهم ينامون بعمق أقل من الأطفال الآخرين.

2-    مساعدة القلب
يتعلم الخبراء المزيد حول كيفية حماية النوم للأطفال من تلف الأوعية الدموية الناتج عن انتشار هرمون التوتر، وتلف جدران الشرايين. ويقول الاختصاصيون في هذا المجال: «نجد لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النوم يقظة زائدة في الدماغ خلال النوم، مما يحفز حدوث استجابات مئات المرات خلال النوم». ويبقى السكر في الدم والكورتيزول مرتفعاً خلال الليل، ويرتبط هذان الاثنان بمعدلات مرتفعة في السكري، السمنة، وبالتالي أمراض القلب.

3-    التأثير على الوزن
تزيد الدلائل التي تبرهن أن حصول الأولاد على مقدار قليل من النوم يتسبب بالسمنة، بدءاً من مرحلة الطفولة. وقد أظهرت إحدى الدراسات أنه عندما تم تدريب الأهل على تمييز الفرق بين الجوع ومسببات الإزعاج الأخرى، واستخدام طرق لتهدئة الطفل غير إطعامه، مثل استخدام تقنيات الغناء له وأرجحته، فأصبح نوم الأطفال أكثر عمقاً، وانخفض احتمال تحولهم إلى بدناء، ويمكن أن يبدأ هذا التدريب منذ أن يبلغ طفلك أسبوعه الثاني.

كما تابعت دراسةٌ الأطفال على مدى سنة كاملة، فوجدت أن اتباع هذه التقنيات قد أعطى ثماره. فعندما يكون الطفل منهكاً، يأكل بطريقة مختلفة مقارنة به وهو مرتاح. «أظهر البحث أن الأطفال، كالكبار تماماً، يتوقون لتناول الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات عندما يكونون متعبين، كما يميل الأطفال المتعبون إلى الجلوس كثيراً، لذا يحرقون كمية أقل من السعرات الحرارية».

4-    التغلب على الجراثيم
يُنتج الأطفال كما الكبار، خلال النوم بروتينات معروفة بالسيتوكينات. ويعتمد الجسم على هذه البروتينات لمحاربة العدوى والمرض والتوتر. بجانب محاربة الأمراض، تجعلنا هذه البروتينات نخلد إلى النوم، مما يفسر الشعور بالإرهاق الذي يصاحب الانفلونزا أو نزلات البرد، وتجبرنا على الراحة، مما يساعد الجسم في التعافي.

وتؤثر قلة النوم على عدد السيتوكينات، وقد تبين أن البالغين الذين ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة، هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بنزلات البرد عند تعرضهم لهذا الفيروس، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون ثماني ساعات أو أكثر كل ليلة. على الرغم من قلة المعلومات في هذا الشأن على الأطفال الصغار، إلا أن الدراسات على المراهقين قد أظهرت انخفاض في عدد نوبات المرض كلما زادت ساعات النوم ليلاً.

5-    تخفيف الجروح
يصبح الأطفال أكثر تهوراً وبلاهة عندما لا يحصلون على مقدار كاف من النوم، مما يهيئهم للتعرض لحوادث. كشفت إحدى الدراسات على أطفال صينيين أن الأطفال الذين يقصر نومهم، أي ينامون أقل من تسع ساعات في الليلة بسن المدرسة، كانوا أكثر عرضة للجروح واحتاجوا لعناية طبية. كما أن 91% من الأطفال الذين أصيبوا بحادثتين أو أكثر خلال فترة 12 شهراً، كانوا يحصلون على أقل من تسع ساعات من النوم في كل ليلة.

6-    القدرة على الانتباه
الأطفال دون سن الثلاث سنوات، والذين ينالون أقل من عشر ساعات من النوم كل ليلة بشكل مستمر، هم 3 مرات أكثر عرضة للإصابة بفرط النشاط ومشاكل في الاندفاع عندما يصلون إلى السادسة من العمر.

ويشرح الخبراء: «أعراض الحرمان من النوم وADHD، التي تتضمن الاندفاع و التشتت، تعكس بعضها بشكل متطابق تقريباً. يعني ذلك أن الأطفال المتعبين قد يكونوا مندفعين ومتشتتين، حتى وإن كانوا غير مصابين بـ ADHD. فما من أحد يعرف عدد الأطفال الذين يتم تشخيصهم بشكل خاطئ بهذه الحالة. لكن تحديد مشاكل النوم جزء مهم من التشخيص. وبالنسبة للأطفال في عمر المدرسة، أظهرت الدراسة أن إضافة 27 دقيقة إضافية على نومهم كل ليلة، تجعل من الأسهل عليهم التعامل مع مزاجهم وردات فعلهم كي يتمكنوا من التركيز على الدراسة.

7-    تعزيز التعلم
قد يبدو الطفل هادئاً خلال نومه، لكن دماغه يكون منشغلاً طوال الليل. وأظهرت أبحاثٌ أن الأطفال حديثو الولادة، يتعلمون خلال نومهم؛ إذ لعب المحققون أصواتاً محددةً لحديثي الولادة خلال نومهم وتبع ذلك نفخة لطيفة من الهواء على جفونهم. وخلال عشرين دقيقة أصبح الأطفال النائمون، الذين تتراوح أعمارهم بين اليوم واليومين، قادرين على توقع نفخة الهواء من خلال حولهم لعينهم.

أما بالنسبة للحركة التي يقوم بها جميع الأطفال خلال نومهم، فهي على الأغلب الطريقة التي يفحص من خلالها الجهاز العصبي الترابط بين العقل والعضلات. إن الحرص على حصول العائلة مقداراً كافياً من النوم ليس بالأمر السهل، خاصة بفعل عمل الأهل لوقت طويل، ووجود نشاطات ما بعد المدرسة، أو امتلاء غرفة النوم بالألعاب الإلكترونية الشيقة والضغوطات اليومية. ويقول أحد الأطباء: «لقد قمنا بعمل رائع في تعليم الأهل السبب الذي يجعل الأطفال يحتاجون إلى التمارين والأطعمة الصحية». مع ذلك، الحقيقة هي أن الأولاد يحصلون اليوم على مقدار من النوم أقل من الذي اعتادوا عليه، وما لم نبذل جهداً لكسب وقت النوم، سيعاني أطفالنا من صحتهم.

Email