كيف تصير رامياً محترفاً في 20 دقيقة!

لم يخطر في خلدك وأنت تزور «نادي كاراكال للرماية» في أبوظبي أن تكون القصة بحاجة لكل هذا الشرح. أنت تتوقع أنك ستطلق النار كما تفعل من المسدسات الافتراضية في إحدى ألعاب الفيديو المجسمة، وكفى. لكن المقدمة النظرية التي عليك الاستماع إليها ستلفت نظرك إلى كثير من الأمور، بسيطة في الظاهر لكن إتقانها يتطلب تدريباً ووقتاً. الشرح المستفيض الذي قدمه عبيد بن باروت المزروعي مدير نادي كاراكال للرماية وهو يرحب بالصحفيين في دعوة لهذه التجربة المثيرة، كان أكثر من كافٍ، لكنه واضح ومختصر ودقيق ولن تحتاج أكثر من 20 دقيقة من التعليمات الأساسية حتى تنتقل إلى صالة الرماية.

في الواقع صالة الرماية شيء مختلف تماماً عن أجواء الرصاص والضجيج المصاحب، فالزجاج المضاد للرصاص الذي يفصل صالة المشاهدة عن ميدان الرماية يمنع نقل الأصوات إلى الخارج. وما إن تخطو داخل المكان حتى تنعزل عن العالم الخارجي ويصير لأصوات الطلقات صوت يشبه الأزيز الخافت، وذلك بفضل السماعة العازلة للصوت التي تعتبر شرطاً لازماً للدخول إلى القاعة. أما النتيجة، فمبجرد الانتهاء من الرماية وفراغ مخزن الرصاص ستضغط على الزر الأخضر، لتشاهد نتيجة تصويبك من خلال الفراغات التي تركتها رصاصاتك.

أول نادٍ
نادي كاراكال هو واحد من أندية شركة رماية الدولية التي تأسست عام 2009 بتوجيه من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يقول أحمد سعيد النايلي الشامسي عضو مجلس إدارة رماية الدولية: «تسعى رماية لتحقيق رؤيتها بتشجيع رياضة الرماية بدولة الإمارات، ومن هذا المنطلق، قامت رماية بافتتاح نادي كركال للرماية والذي يعد أول نادٍ للرماية في الدولة. ويعد منذ افتتاحه النادي التجاري الوحيد في إمارة أبوظبي».

عن خطط التوسع المستقبلي يقول الشامسي: «شركة رماية العالمية مملوكة بالكامل لشركة توازن، وتتعاون رماية مع شركتي كراكال وكراكال للذخائر الخفيفة فيما يتعلق بحلول الأسلحة والذخائر، وقامت رماية أيضاً بتطوير نادي العين للرماية، حيث كان الأخير ميداناً للتدريب على الرماية تستخدمه القيادة العامة لمدة 16 عاماً، وقد تم تسليمه إلى توازن في عام 2010 لتحويله إلى نادٍ تجاري للرماية. وقد قامت شركة رماية، بتوسيع وتحديث وتنفيذ أنظمة رماية جديدة في نادي العين للرماية، كما تخطط رماية لافتتاح ناد للرماية في المنطقة الغربية في عام 2015 وبصفتها المستشار الفني لهذا المشروع، تخطط لتقديم تجارب فريدة من نوعها في مجال الرماية ليس فقط على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن على مستوى الشرق الأوسط، كما تخطط للتوسع على مستوى المنطقة والمستوى العالمي في السنوات القادمة».

الشامسي أوضح أيضاً أن أعداد الذخيرة المستخدمة في النوادي التي تقوم رماية العالمية بإدارتها تصل إلى عدة آلاف خلال الدورات التي تنظمها في كل عام، وتنظم رماية جميع برامج وفعاليات الرماية لـ«مجلس أبوظبي الرياضي» و«فعاليات أبوظبي»، وفي كل عام يقوم النادي بتنظيم أربع مسابقات للأفراد ومسابقتين كبيرتين للمؤسسات والشركات، وبإمكان أي مؤسسة أو شركة في مسابقة الشركات تشكيل فرق مكونة من ست رجال وست نساء لتتم المنافسة بينهم.

الرماية للجنسين
لا فروقات تميز الرجال عن النساء في استخدم السلاح، والدليل على هذا حجم الإقبال الكبير الذي يشهده النادي من قبل الفتيات، حيث يبلغ عدد أعضاء النادي 750 عضواً منهم 300 فتاة وسيدة، حيث تعتبر هذه الرياضة وسيلة للتخلص من الضغوط كغيرها من الرياضات إضافةً إلى أنها تعطي الإحساس بالأمان لمستخدم السلاح، وأشار المزروعي إلى أن المسائل الأساسية التي تحكم دقة الرامي هي آلية التحكم وثبات اليدين، وقدرة المتدرب على الالتزام بالتدريب الصحيح للوصول إلى المستوى المطلوب، أما خطوات الأمان فيلخصها مدير النادي بالتالي:

خطوات الأمان:
1-    أمامك سلاح الرمي، وعندما يسأل المزروعي فيما إذا كان السلاح فارغاً أم مذخراً؟ يجيب: رغم أنك ترى أن مكان مخزن الرصاص فارغاً إلا أنه يوضح أن هناك حركة أمان لا بد منها، لأنه من الممكن أن يكون هناك رصاصة في بيت النار، وبالتالي لا يمكنك معرفة إن كان السلاح محشواً أم فارغاً إلا إذا قمت بحركة أمان تسحب فيها المقبض العلوي من السبطانة حتى تتأكد من خلو بيت النار.
2-    «دائماً فوهة السلاح للهدف» هكذا يلخص مدير نادي كاراكال للرماية الوصية الثانية من وصايا الأمان.
3-    «لا تضع إصبعك على الزناد عندما تمسك بالسلاح»، لأنه من الممكن أن يكون قد تبقت رصاصة وبضغطك على الزناد قد تتسبب بإطلاقها، وبالتالي لا بد أن يكون إصبعك موازياً للسبطانة قبيل عملية التصويب.

أما عناصر الرماية الأساسية فيمكن تلخيصها في 5 هي:
1-    قبضة المسدس.
2-    الوقوف.
3-    التسديد.
4-    التنفس.
5-    الضغط على الزناد.

لكن عند تعليم المتدربين المبتدئين يتم إهمال عنصرين منها وهما الوقوف: لأن هناك الكثير من الوضعيات التي تختلف بين رام وآخر، والتي يطورها الرامي حسب خبرته وراحته في استخدام السلاح. والعنصر الثاني هو التنفس: وهو بحاجة لوقت حتى يتعلم المتدرب تقنيات التنفس الصحيحة ويكتفي المتدرب بتعلم تقنية سحب الهواء من الأنف وإخراجه من الفم. وهنا تجربة عملية عن تجارب ما قبل الرماية.

1-    القبضة:
لا يطلب من المتدربين الجدد تعلم الوضعيات كلها، إنما يقتصر الموضوع على تعليم كيفية الإمساك بقبضة المسدس، وكيفية التسديد والضغط على الزناد. حيث يطلب منك المدرب الضغط على المنطقة بين الإبهام والسبابة وينبهك إلى أن هذه المنطقة هي الأهم في كيفية إمساك السلاح، ويوضح أن أكثر الناس يمسكون السلاح بطريقة تترك فجوة بين اليد والسلاح، وبالتالي يضرب السلاح على اليد، وعندما نرى المنطقة حمراء نعرف أن المتدرب لم يمسك المسدس بشكل جيد، والمسكة الجيدة هي التي لا تترك فراغاً بين اليد والمسدس، حيث تصير يدك والسلاح قطعة واحدة، ويطلب منك وضع الأصابع الثلاثة على قبضة المسدس، وإصبع السبابة على السبطانة، أما الإبهام فمرفوع، وعندما تبقى مسافة غير مغطاة فعليك تغطيتها بيدك الثانية (اليسرى)، للإمساك بشكل جيد بالمسدس.

2-    التسديد:
يقسّم مدير نادي كراكال العملية إلى مراحل، ويبدأ بسؤال عن النقاط البيض في المسدس ووظيفتها؟ التسديد تأتي الإجابة. لكنه يقول: النقاط البيض هذه تستخدم فقط في الرماية الليلية، لأن سلاحي لونه أسود والموجهات لونها أسود، لكن هذه تعطي لوناً مضيئاً في الليل، ويضيف في كل سلاح هناك موجهان أمامي وخلفي، ودوماً الخلفي مفتوح من الوسط. من الطبيعي عند التسديد أن تغمض عيناً وتفتح أخرى، ومن خلال فتحة العين في الموجه الخلفي تنظر إلى الموجه الأمامي. الموجه الأمامي دوماً لا يتحرك، ويجب أن تضعه في وسط الموجه الخلفي، ويكون الموجه الأمامي والخلفي على نفس السوية. وبالتالي أهم نقطة للتسديد هي أعلى الموجه الأمامي. يسأل المزروعي إذا سددت على الهدف ماذا يوجد أمام عيني؟ الموجه الخلفي، والأمامي، والهدف لكن هل أستطيع رؤية الجميع بوضوح؟ بالتأكيد لا. الهدف هو الجواب الخاطئ، لأن الهدف دوماً متحرك.

بينما الإجابة الصحيحة هي الموجه الأمامي، وكيفما حركت الموجه الأمامي تتحرك فوهة السلاح وبالتالي هو ما يوجه السلاح. كما أن الموجه الأمامي يقع بين الهدف والموجه الخلفي وبالتالي هو في الوسط. أما عن مرحلة التسديد على الهدف فعليك قص أي هدف في عقلك إلى نصفين. وأهم نقطة هي أعلى الموجه الأمامي حيث تأتي الطلقة فوقه برقمين (عند الحديث عن التصويب إلى دائرة الأهداف) –إذا كانت ضغطة الزناد صحيحة.

3-    الضغط على الزناد:
لو ركزت بشكل صحيح، وصوبت بشكل صحيح، ولم أضغط على الزناد بطريقة صحيحة فإن الطلقة ستضيع. «أكثر الناس يرمون خارج الهدف. ويقولون إن المشكلة من السلاح!»، يمازحك بالقول. يطلب منك رفع السلاح بإصبع واحد، فيخبرك أنك رفعته بمركز قوة الإصبع. إما الخط الأول أو الثاني، والناس يتركون مركز القوة على الزناد فيصير الإصبع أقوى على الزناد إضافةً للخوف وردة الفعل، ستجد أن السلاح نزل عند لحظة خروج الطلقة، وبالتالي أي حركة عند خروج الطلقة ستصبح الطلقة فوق أو تحت، وعند الضغط بقوة من قبل رام يميني فإن نتيجة رمايته ستكون كلها يسار والعكس صحيح. أهم شيء استخدام «الظرفة الأولى» من الإصبع بحيث لا يمر الإصبع من الزناد، وعليك أن تضغط شيئاً فشيئاً حتى تسحب الزناد بسلاسة بحيث تخرج الطلقة قبل أن يتحرك السلاح. بالتأكيد هذه مرحلة صعبة لكن مع التمرين يصير الموضوع مختلفاً.

داخل صالة الرماية:
1-    مسدس كاراكال عيار 9 ملم، ويتسع لــ 10 طلقات.
2-    سماعات عازلة للصوت للتخفيف من صوت أزيز الرصاص.
3-    أهداف متحركة تتحرك على مسافة 25 متراً، أو أقل ويمكن الاختيار من خلال جهاز التحكم أمام الرامي.
4-    لصاقات ملونة لتمييز الأهداف التي تصيبها عن التصويب مع شخص آخر بالتناوب على هدف واحد.
5-    هدف دائري مقسم إلى أرقام وعليك إصابة المركز لتحرز أكبر قدر من الأرقام.

أرقام نادي كاراكال
-    2008 سنة التأسيس.
-    6 خطوط رماية.
-    100 شخص يومياً الطاقة الاستيعابية للنادي.
-    750 عدد الأعضاء.
-    300 امرأة عضو من أصل 750 عضواً.
-    يبدأ الاشتراك السنوي بمبلغ 1500 درهم.