مروان عبادو: أغني للحلم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يغني الفنان الفلسطيني مروان عبادو للحلم، حتى ولو اصطبغ باللون الأحمر. «لا ثورات بلا دم»، هكذا يجيب. إلا أنه يحرص على الغناء لفكرة مبنية على الحرية، وهي الحلم.

حالم وساخر من الطراز الرفيع. يحلم بالربيع العربي، ويسخر من شرق المتوسط ومن إمساك العصا من المنتصف، التي يقول عنها في تقديمه لألبوم «روشنة»، أما في أغنية «شرق المتوسط» فسيبقى اعتمادي لخطابة الشعر العربي القديم بطابع ساخر، كتعليق على ثقافة عربية حديثة لم يتجاوز فعلها حدود الخطابة، خارج حدود فن الترجمة.

أيضاً قدم مع الشاعر الإماراتي الراحل أحمد راشد ثاني «أربع حمايم» ضمن ألبومه «روشنة». مروان عبادو الفلسطيني القادم من فيينا جاء جديده «من باخ إلى بيروت» خلال مؤتمر كلمة للترجمة في أبوظبي على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ويحدد موعداً مبدئياً لطرح الألبوم مطلع الخريف، على أن يبدأ التسجيل قريباً مع نهاية شهر يونيو الجاري. تحدث لــ«أرى» عن الحلم والتحدي في مشروعه الجديد.

كيف يمكن أن تقدم عملك الجديد للقارئ؟
من «باخ إلى بيروت» عملي الجديد الذي أقدمه في حفل أبوظبي، هو عمل مبني على حوار بين آلتي العود والتشيمبالو، والتي تعتبر أم البيانو. تختلف الآلة من ناحية ميكانيكية وأجدها قريبة للشرق، للأسف علاقة البيانو والعود تحمل إشكالية، لكننا لم نجد هذه الآلة في أبوظبي لذا استخدمنا البيانو.

العمل موسيقي فقط أم موسيقي غنائي؟
العمل موسيقي غنائي. الغنائي فيه أغنية مهداة للربيع العربي (بعد في حلم) سأعيد تسجيلها مع زميلي الموسيقي النمساوي بول غولدا، وهو ابن فريدريش غولدا أحد أساطير الموسيقى النمساوية وصاحب شهرة دولية في الموسيقى الكلاسيكية، كما سأقدم مقطوعة للدكتور علي بن تميم كتبها يافعاً.

كيف التقيت آلة «التشامبالو»، ولماذا اخترت تقديم باخ مع شريكك؟
المعروف عن باخ أنه لم يكن يسافر، وتاريخياً تحرك ضمن مساحة لا تتجاوز 250 كيلومتراً طيلة حياته. كانت الفكرة أننا اليوم معاصرون جداً ونطير آلاف الكيلومترات، لكن هذا لا يعني معرفة بهذا المكان الذي نهبط فيه وفي حركتنا الكثير من السطحية، بينما باخ الذي لم يتحرك كان عميق المعرفة وكل الناس عرفته مع أنه لم يتحرك.

من باخ إلى بيروت رحلة، والعمل الموسيقي مبني على رحلة تستند إلى المعرفة وتحديداً معرفة الآخر، فهناك عمل لباخ سأعزفه على العود، وهناك شيء على التشامبالو كتبه باخ، سينطق في عهد مختلف عن عهد باخ، وهذا ميزة لهذا العمل، كما أن اختيار الآلة مرتبط بباخ لكونه كتب مقطوعات لهذا الآلة تحديداً، أما بول غولدا فتعرفت عليه عبر صديق، وصار حديث عن تعاون ودعيته للمشاركة في مهرجان، وتحدثنا عن التشامبالو.

والد بول كان عنده تجربة مع منير بشير وكان مهتماً بالفلامنكو رغم أنه موسيقي بارع بالموسيقى الكلاسيكية، ففكرنا بالاتجاه نفسه لكن بعيداً عن هذا التعاون، لأنه لا يفضل أن يكرر والده، وأنا بطبيعة الحال بعيد عن منير بشير ولا أمتلك هذا الإرث، لذا أحببنا أن نقدم شيئاً لنا.

كان عندك حلم بالربيع وخاب أملك أم ما زلت على الحلم وألا يزال هناك «بعد في صديق بيوفي بالوعد»؟
الفنان ليس تاجراً. أتصور أن بعض الساسة وهم مثل التجار أنه سيضع 10 ليرات وسيحصلها بعد يومين 100 ليرة. الفنان ليس مستثمراً بالأمل، عندما يزرع شيئاً جديداً، ولا يفكر إن كان مردوده اليوم وغداً فقط. خروج الناس إلى الشارع والحراك بالنسبة لي كان شيئاً عظيماً، وبالنسبة لي يبقى ربيعاً ويبقى هناك شيء واعد، لكن هل يتحقق أو لا يتحقق أنا لست تاجراً.

حتى لو اصطبغ الربيع بالأحمر؟
لا يوجد ثورات دون دم. عدا ثورات الياسمين والقرنفل التي لم تعتمد على الدم والسلاح، وأتصور أن عامل العنف الذي دخل وتحديداً العنف المسيس خارج عن إرادة الناس. أنا لا أغني لطرف سياسي إنما للفكرة نفسها، المبنية على الحرية، حرية الحلم.

أنت منحاز لحلم الحرية؟
الانحياز للحلم أفضل من الانحياز لرأس المال، يضحك.

في ألبومك قصيدة لأحمد راشد ثاني هل هذا لقاؤكما الأول؟
نعم. التقينا في ألمانيا وكان، رحمه الله، عنده أداءً أخاذاً شعرياً، فطلبت منه هذا النص الذي سحرني إلقاؤه ولحنته.

تتعاون دوماً مع سلمان مصالحة وعبيدو باشا كما أنك تكتب لنفسك لكن ما لفت نظري كان وجود أحمد راشد، لماذا تأخر تواصلك الثقافي مع الخليج؟
أتصور أن كثيراً من المشرقيين العرب - بناءً على تجربتي المهجرية - تعرفوا مثلي إلى كثير من غير الشرقي، وهذا ما يشكل غنى، لأن المعرفة مبنية على حب وشغف للمعرفة وليست مبنية على أفكار مسبقة، وبهذا الشغف اندهشت وشغفت بأحمد راشد، لذا كان النص أخاذاً ولما ألقاه لي كان هناك شيء عجيب وحس عميق بالأسى (4 حمامات/ع راس الجبل باتوا/ ومن كتر السهر ماتو)، وفي العمل الجديد هناك قصيدة عمودية للدكتور علي بن تميم كان كتبها منذ زمن طويل، سمعتها فأخذتني وطلبتها منه.

متى تبدأ تسجيل العمل الجديد؟
سنبدأ التسجيل الحي بعد شهر 6، وبعد الخريف سيكون العمل جاهزاً كأسطوانة. هناك شيء من مقطوعات باخ سأنفذها على العود، وفي هذا تحدٍّ لأنها غير مكتوبة للعود خصوصاً أنك تنقل شيئاً كتب لآلة، وتنقله بآلة ثانية بإمكانيات لا تملكها سوى الآلة الأصلية التي كتب لأجلها العمل،

وهناك أعمال كتبتها أنا للآلتين معاً، والمميز أن آلة التشامبالو محصورة بعهد معين وجمهورها محدد في الاستماع، وأيضاً إخراج هذه الآلة من هذا العصر ووضعها في إطار مختلف يمثل تحدياً، وهذا يعني أن التحدي ليس فقط للعود لينطق بطريقة معاصرة.

لماذا انطلقت الرحلة ومن اسم باخ وانتهت بوجهة جغرافية وهي بيروت؟
يضحك. الباء يلعب دوراً في الموضوع باخ بيروت بول. بول قادم من الموسيقى الكلاسيكية وأنا قادم من (بيروت) المكان الموسيقي والجغرافي.

Email