9 عبارات تدمر طفلك .. تجنبيها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرفي على العبارات المستخدمة بشكل شائع والتي تنتهي في كثير من الأحيان إلى إحداث أضرار في نفسية طفلك دون أن تنفعه.

صحيح أن هناك تعابير خاطئة ومؤذية تقال للطفل، مثل «ليتني لم أنجبك»، أو «أنت السبب في طلاقي من والدك»، ولكنك قد تتفاجئين باكتشاف بعض العبارات التي تبدو غير ضارة ولكنها في الحقيقة يمكن أن تؤدي إلى شعور لديه بالاستياء. طبعاً، لدى الأهل نوايا حسنة، فيظنون أنهم بقولهم لبعض العبارات يؤثرون بشكل إيجابي على أطفالهم، ولكن الأطفال قد يتلقونها بشكل مختلف، مما تؤثر بشكل سلبي في نفوسهم وتحدث الأضرار.

وهنا 9 عبارات عليك التفكير بها مرتين قبل قولها وتكرارها أمام أطفالك.

1 . «أنا أعرف بأنه يمكنك بذل مجهود أكبر»:
هل أنت محبطة من ابنتك التي يمكنها بذل مجهود أكبر؟ هل تظنين أنها قادرة على أكثر من ذلك فيما يتعلق بالمدرسة، بالرياضة، بالموسيقى، وما إلى ذلك؟ في حين أنك تتمنين أن لا تقولي لها عبارات واضحة بهدف الأذية، مثل: «أنت كسولة جداً»، فإن أي تعليق آخر تقولينه وتعبرين من خلاله عن عدم رضاك على مجهوداتها، يمكنه أن يحبط من عزيمتها وبالتالي لا يحفزها على بذل مجهود أكبر. إذا كانت عبارة «ابذلي مجهوداً أكبر» تتعلق بالمهام والأعمال المنزلية فكوني واضحةً بما تريدينه، وقولي لها: «عندما تنظفين غرفتك، يمكنك حينها الخروج للعب». أما إذا كنت تتكلمين عن أشياء أكاديمية مدرسية، فاستفيدي من الأوقات التي حققت فيها ابنتك إنجازات معينة، وقولي لها: «واو! إن الوقت الإضافي الذي قضيتيه في كتابة تقريرك المدرسي هو حقاً رائع ومفيد».
 
2 . «هل أنت متأكد من أنك تحتاج إلى قطعة (كاب كيك) ثانيةً»؟:
حسناً، أنت لديك نوايا حسنة، وهي المحافظة على صحة طفلك ولياقته البدنية، ولكن من الأفضل لك تجنب أي كلام يعزز صورة الجسم السلبية لديه. فإذا كنت قلقة بخصوص ما يتناوله طفلك في المنزل، قومي بأفعال وإجراءات وليس بمجرد كلام، مثلاً، قومي بتجهيز مطبخك بالأطعمة الصحية عوضاً عن الأطعمة الضارة بصحة عائلتك، وأيضاً شجعي جميع أفراد عائلتك على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة بعد تناول الوجبات الغذائية، كالقيام بالنزهات مشياً على الأقدام، فبهذه الطريقة إذا كانت ابنتك مدعوة لدى صديقتها وقدمت لها الحلويات فأنت على يقين بأنها لن تؤثر على صحتها لأنها تمارس الأنشطة الرياضية التي من خلالها تحرق السعرات الحرارية الزائدة، وقومي أنت بالمثل، فلا تطلبي من طفلتك عدم تناول شيء مضر بينما أنت تفعلين ذلك! فهنا أنت تقدمين النصيحة لابنتك ولكنك لا تعملين بها، بحيث يصبح من الصعوبة على ابنتك القيام بما تطلبين منها. بالمناسبة، الشيء نفسه ينطبق على قولك لطفلك «أنت آكل عظيم»، وهي تشبه عبارة «إن طفلي صعب الإرضاء»، أو قولك عن ابنتك «هذه فتاتي الأكولة، العظيمة والمغامرة».. تجنبي مثل هذه العبارات، فكلها يجب أن تبقى بعيداً عن منطق المفاوضة، لأنك لا تريدين تحويل الغذاء إلى قضية سلطة، فأفضل ما يمكنك فعله هو المحافظة على قول التعابير المحددة والإيجابية والتي تكون ذات صلة بالأغذية، مثل: «ما هذا! إنه نجاح باهر أن أراك تجرب تناول حساء الفطر».

3 . «أنت دائماً... »، أو «أنت أبداً لن... »:
لا تنكري، إنه من المغري أحياناً وبشكل غير إرادي أن تقولي لطفلك عبارة «أنت دائماً تنسى وضع جواربك في سلة الغسيل» أو «أنت أبداً لا تتذكر الاتصال بي عندما تعمل لوقت متأخر». ولكن كوني حذرة لأن هاتين العبارتين تشكلان حقل ألغام، لأن فيهما شيء يلتصق بنفسية طفلك طوال حياته، فالأطفال يصبحون كما تقولين لهم بأنهم كذلك، لذا قولك لطفلك بأنه ينسى «دائماً» أن يتصل أو يفعل، وكأنك تقولين له بأنه سيبقى هكذا طوال عمره. بالمقابل، اسألي طفلك كيف يمكنك مساعدته ليتغير، مثلاً: «أنا ألاحظ بأنك لديك مشكلة ما بما يتعلق بتذكر الأمور وبإحضار كتبك إلى المنزل، ماذا يمكننا أن نفعل لمساعدتك في التركيز وعدم النسيان؟».
 
4 . «لماذا لا يمكنك أن تكون مثل شقيقك أو شقيقتك»؟:
إن علاقة الأخوة والمنافسة هما أمران يسيران جنباً إلى جنب، وأي شيء تقولينه أو تضعينه للمقارنة يمكنه أن يشعل فتيل الحرب. فإذا كنت تقولين لابنتك على سبيل المثال: «إن أخاك يمارس العزف على البيانو وأداؤه يبدو رائعاً، لماذا لا يمكنك أن تفعلي ذلك؟». هنا كأنك تقولين لها إن عزف البيانو هو من إختصاص أخيها، وهي لن تفلح به. و لا يمكنها أن تصل إلى مستواه.

المقارنات تحدث شرخاً بين الأخوة وتقسمهم إلى فئات، «أطفال أذكياء»، «أطفال رياضيين»، وهذا يؤدي بالطفل إلى عدم ثقته بنفسه وقدرته على القيام بأي أمر، وإلى الإحباط من محاولاته الدائمة لمنافسة أخيه أو أخته. عوضاً عن ذلك حاولي تشجيع كل أطفالك على ما يحبون القيام به، مع تجنب المقارنات.

5 . «لقد قلت لك إن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة هو أمر خاطئ»:
كنت قد أبلغت طفلك مراراً وتكراراً بأنه إذا استمر باللعب بواسطة ألعاب الفيديو لفترة ما بعد الظهر، فسوف يقل الوقت الذي من المفترض أن يدرس فيه لاختبار الرياضيات. واحذري ماذا أيضاً؟ فإنه تأخر بالنوم، وذهب إلى المدرسة وهو يشعر بالنعاس وعدم الاستعداد للاختبار، ولم يحل المسابقة جيداً كما كان متوقعاً منه لو درس دروسه.

ولكن في أي وقت تقولين لابنك: «لقد قلت لك ذلك»، فكأنك تقولين له بأنك فعلياً دائماً على حق، وهو في المقابل غالباً ما يكون مخطئاً أو فاشلاً. عندما يعود طفلك إلى المنزل مع علامة امتحان متدنية قاومي قول العبارة التي تلح عليك «لقد قلت لك ذلك»، وعوضاً عن ذلك اسأليه ما إذا كان بإمكانكما طرح أفكار جديدة لبعض الطرق الذكية للدراسة استعداداً للاختبار الثاني في المرة القادمة.

وكذلك الأمر أشيدي بالإيجابيات التي يقوم بها طفلك حينما ينجز شيئاً ما، على سبيل المثال إذا قام بتنظيف غرفته، قولي له: «أليس من الأسهل لك العثور على أغراضك عندما تكون غرفتك منظمة ومرتبة؟»، وامنحي الفضل وبعض التحكم له وليس لك.

6 . «أنت الأفضل في لعبة كرة القدم»:
أنه يبدو واضحاً أن تشويه محاولات طفلك من الممكن أن تكون مدمرة، كأن تقولي له: «أنت لست فناناً». ولكن في الواقع حتى بعض التصريحات الإيجابية يمكن أن تكون سيئة بالنسبة له لأنها سوف تحده وتجعله يعمل في إطار ضيق. فقولك لابنتك دائما بأنها «ذكية» يجعلها تخاف مع مرور الوقت من تجربة شيء جديد كي لا تفشل، فتفضل البقاء على ما تعرفه وتقوم به. كما أنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية إذا كانت طفلتك تعاني من عمل ما وأنت تقولين لها: «ولكنك كنت ذكية جداً، كيف لم توفقي؟»، فهذا القول لن يزيدها إلا سوءاً لأنها ستشعر بأنها لن تصل إلى المستوى الذي تتوقعينه منها.

لكن ماذا لو كان ابنك ليس لاعب كرة قدم عظيم؟ ولكنه يستمتع بهذه اللعبة! وهذا يكفي، فلا تطلبي الكمال منه بكل ما يقوم به، فهو بالنهاية له قدرات معينة، وإذا شعر بأنها ليست كافية فإنه لن يقوم بتجربة شيء آخر كان من الممكن أن يكون متميزاً به. بدلاً من ذلك ركزي على عمل جاد وشاق قام به، وقولي له: «افعل ما تستطيع القيام به قدر استطاعتك، فلا تحمل نفسك أكثر مما تستطيع»، أو «يا له من عمل رائع قمت به في هذا المشروع العلمي».
 
7 . « لأنني قلت ذلك!»:
كلنا مررنا بذلك، أنت مستعجلة تريدين الخروج من المنزل وليس لديك الوقت الكافي لتشرحي فيه لابنك لماذا عليه إيقاف تشغيل جهاز الكمبيوتر، بينما أنت ذاهبة إلى حدث عائلي، موعد مع طبيب، أو لحضور اجتماع عمل. فتقولين له: «أطفئه، لأنني قلت ذلك»، واضعةً بهذه العبارة كل عناصر التحكم والسيطرة بين يديك وقاطعة بذلك الطريق عليه ومانعة إياه من شعوره المتزايد بالاستقلالية وبالقدرة على تصور الأشياء والتصرف بها.
« لأنني قلت ذلك»، تمنعك من اعتبارها فرصة تعليمية محتملة لطفلك. مثلاً لنقل إن طفلك لا يريد زيارة عمته الكبيرة المتقدمة في السن، في يوم مشمس وجميل لأنه يفضل الخروج ليركب دراجته الهوائية. «لأنني قلت ذلك»، تجعلهم يشعرون بأنهم غير قادرين على التصرف والتحكم بما هم يستطيعون القيام به. عوضاً عن ذلك قولي له: «أنا أعلم أنك كنت تفضل الخروج وقيادة دراجتك الهوائية، ولكن عمتك تحب حقاً رؤيتك، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتكريم عائلتنا وللمحافظة على صلة الرحم». وبهذه الطريقة، حتى لو استمر أولادك بالتذمر، إلا أنهم سيعرفون بأن المشاعر العائلية أهم، كما أنهم سيتعلمون درساً ثميناً حول كيفية وجوب تصرفهم تجاه أفراد العائلة.
 
8 . أنا أتمنى ألا تقضي وقتاً كثيراً مع صديقك... أنا لا أحب هذا الصبي»:
نعم الكثير من الأهل لا يحبون صديقاً معيناً لأطفالهم دون سبب كاف، ولكن تأكدي بأنك في اللحظة التي تقولين فيها لابنك بأنك لا تفضلين صديقه هذا حتى يصبح أكثر مرغوباً بالنسبة له!. حددي أولاً ما هو الذي لا يعجبك في هذا الولد، هل هو غير مهذب، أم لديه تصرفات تشكل خطورة معينة بحيث أنك لا تريدين لطفلك أن يتعرض لها. وإذا كان أمراً سابقاً، صرّّي على أسنانك، أما إذا كان أمراً لاحقاً، اسألي طفلك بعض الأسئلة المفتوحة مثل: «لماذا تحب قضاء الوقت معه؟»، «ما الذي تفعلانه في وقتكما معاً؟» الفكرة هي في إبقاء خطوط التواصل بينكما مفتوحة، بأمل أن يثار النقاش حول القيم، الصواب والخطأ، الحق والباطل، إلى ما هنالك من أمور جيدة.
 
9 . «لا يجب فعلها هكذا! اسمحي لي... »:
أنت طلبت من طفلتك تحريك الشوربة أو طي المناشف. بالتأكيد، أنت تريدين منها المساعدة، ولكنك تجدينها لا تقوم بالعمل المطلوب منها على أكمل وجه، وهنا طبعاً معيار نجاحها يكون مرتبطاً بمدى حرفيتك ومهاراتك الشخصية في القيام بالأمور، وبالتالي سيكون صعباً عليك أن تضبطي نفسك من الذهاب واستلام العمل الذي تقوم به ابنتك لأنه لم يعجبك. هذا أمر خاطئ، لأنها لن تتعلم حينها كيف تقوم بمثل هذه الأعمال إذا لم تدعيها تجرب وتتعلم من أخطائها. لذا لا تعلقي أهمية كبيرة على كيفية تحريكها للشوربة، أو طيها للمناشف، بل فوتي الأمر ودعيه يمر واشكريها. كما يمكنك مصارحتها وتعليمها الطريقة الصحيحة، وذلك من خلال قولك لها: «دعيني أريك خدعة متقنة علمتني إياها جدتك في طي المناشف».
 

Email