«فتاة جذابة ولعوبة وذات تقاطيع متوازنة» هكذا وصفت مجلة «فوغ» عارضة الأزياء داريا ويربو في عام 2004. وتحت عنوان «فتاة الأزياء الجديدة» اعتبرتها المجلة في تغطيتها لكل المواضيع المهمة المتعلقة بعروض الأزياء وقتئذ بأنها «إحدى العارضات اللحظيات المهمات» التي تتمنى أي امرأة أن تكون مثلهن. ونظراً لأنها مفعمة بالحيوية، فإن عروض الأزياء تكون ملازمة لها على الدوام. وقد احتلت صورتها غلاف مجلة «دبليو» في وقت لاحق من خريف ذلك العام. ووصفت عالم الأزياء وقتئذ بأنه «أشبه بالظل الذي يلاحقها ولا تستطيع الفكاك منه».

أول عقد
ولدت داريا ويربو في كراكو ببولندا عام 1983، وعلى الرغم من أصلها البولندي، إلا أنها ذات تراث أوكراني. وقد هاجرت إلى بلدة ميسيسوغا بضواحي تورنتو بكندا مع عائلتها في سن الثالثة. ولم يكن عمرها يزيد وقتئذ على 14 عاماً حينما وقعت عقداً مع إحدى وكالات الأزياء في تورنتو، وهي «وكالة سوزان لإدارة العارضات والمواهب». وقد قاومت إغراء العمل بصورة متفرغة قبل أن تبلغ سن الثامنة عشرة وتحصل على شهادتها الثانوية. وفي ذلك الوقت لم تحقق نجاحاً كاملاً إذ وصلت إلى مدينة نيويورك في عام 2001 حينما ألغيت جميع عروض الأزياء هناك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

انتقلت داريا بعدئذ إلى أوروبا، حيث مثلت بعض الأدوار السينمائية الثانوية، وأصبحت مستعدةً لهجر عالم الأزياء والالتحاق بأحد المعاهد الفنية. ولكنها أخيراً لفتت أنظار المصور الشهير ستيفن ميسل في ذلك الوقت، الذي اختارها شخصياً لكي تشارك في حملة «برادا» الترويجية لعروض أزياء خريف 2003. وكانت تلك الأولى من 3 حملات ترويجية متتالية. وفي سبتمبر 2004، ظهرت صورتها للمرة الأولى على غلاف مجلة الأزياء «فوغ» إلى جانب بعض عارضات الأزياء السوبر وقتئذ.

بعد النجاح
بحلول عام 2005، أصبحت داريا عارضة يشار لها بالبنان، ووقعت عقداً حصرياً مربحاً كعارضة تجميل مع شركة «لانكوم» المتخصصة بمواد التجميل. كما جربت حظها في التمثيل، فشاركت في فيلم ترويجي قصير خاص بعطر «برادا» يحمل عنوان «عقل صاعق ومتكامل» وصورها مصمم الأزياء الشهير كارل ليغرفيلد في أربع حملات ترويجية متتالية لحساب «شانيل»، ثم أصبحت وجه «لانكوم» الجديد.

وصفتها مجلة «فوغ» ذات مرة بأنها «تمتلك جسماً بمواصفات استثنائية». وتبدو داريا في وقت فراغها متعطشة لممارسة هواية التزلج فترتدي ملابس التزلج وتعتمر القبعة الخاصة بها. وفي عام 2007، استغلت وقت فراغها للإبحار عبر الأطلنطي مع عائلتها حيث قضت عطلة ممتعة. وعندما لا تمارس هذه العارضة السوبر عملها فإنها تعود إلى ممارسة عاداتها البوهيمية، فتترك بشرتها السمراء خالية من مساحيق التجميل، وترسل شعرها على سجيته دون عمل أي تسريحة له. واعترفت في عام 2009 أنها تحب ارتداء سراويل الجينز بحيث أنها لم تعد تستطيع إحصاء عدد السراويل الموجودة في خزانة ثيابها، وذلك بعد أن تجاوز عددها 60 سروالاً.

بطلة أفلام هيتشكوك
لطالما أبرزت مجلة «فوغ» في ملحق الأزياء الشخصي الخاص بداريا حبها للتمارين الرياضية وممارسة الألعاب المختلفة. وقد التقطت المجلة صوراً لها وهي مرتديةً ملابس المنتجعات في جزيرة خاصة خارج سواحل جزيرة بورا بورا الفرنسية. كما صورتها في داخل حلبة الملاكمة وهي تتبارز في مباراة استعراضية مع بطل الملاكمة في الوزن المتوسط جيرمين تايلور. وفي نموذج «السجل التاريخي لسان فرانسيسكو» الذي صممه المصور ماريو تستينو في يونيو عام 2008، ظهرت صورة دارين وهي ترتدي قناعاً أنيقاً وبدت أشبه بإحدى بطلات أفلام هيتشكوك. والتقط لها المصور هيلموت نيوتن اللقطة النهائية التي كانت الموضوع الرئيسي في مجلة «فوغ».

مهارة عالية
تتحدث دارين عن طبيعة عملها، وتقول: «عندما أبدأ العمل لا أفعل شيئاً أكثر من الوقوف أمام الكاميرا». ولكن من الواضح بالطبع أنها تتمتع ببراعة عالية، حيث ساعدتها براعتها في المشاركة بالعديد من الحملات الترويجية الرئيسية لماركات شهيرة مختلفة يصعب على الكثير من العارضات المشاركة بها، مثل حملات «بالمين» الخاصة بالأناقة الصعبة، وحملات «إيزابيل مارانت» الخاصة بالأنوثة المتناهية، وحملات «إيف سان لوران» الخاصة بفتاة المدينة اللطيفة والمهذبة.

قائمة النجوم
في عام 2006، ارتدت داريا فستاناً من تصميم إيمانويل أونغارو في حفل «أنغلومانيا الخيري للأزياء التراثية الإنجليزية» الذي أقيم في متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك. وفي العام التالي مثلت في حملة دعائية خاصة بشركات الأزياء «ميسوني»، «فالنتينو»، «إتش& إم» و «هيرمز». وقد أضافت في عام 2008 الممثل بييرس بروسنان وبطل التزلج الأولمبي شون وايت إلى قائمة النجوم الخاصة بها على صفحات مجلة «فوغ»، وذلك بعد أن ظهرت إلى جانب الرسام جورج كوندو ونجم كرة القدم كريستيانو رونالدو وبطل الملاكمة في الوزن المتوسط جيرمين تايلور. وقد صممت لشركة «لانكوم» مجموعة من مواد التجميل لصالح برنامج تعليم الفنون الشبابية في ريودو جانيرو.

قائمة فوربس
في عام 2009، ظهرت صور داريا في «روزنامة بيريلي» من تصوير الفنان ومصور الحياة البرية بيتر بيرد. وفي مايو أدرجت في قائمة فوربس لأكثر العارضات دخلاً في العالم، حيث قدر دخلها السنوي بنحو 4.5 مليون دولار. وفي العام الذي يليه ظهرت في ثمانية أعداد متتالية من مجلة «فوغ». ودشنت حملتها الترويجية التالية لصالح شركتي «بالمين» و«إيف سان لوران».

لم يعد هناك مزيد من الأحلام
اعترفت العارضة السوبر داريا ويربو أخيراً أنها لم تعد تستطع التعامل مع عروض الأزياء عندما تخلت عن هذا القطاع قبل سنتين. وتقول العارضة البالغة من العمر 30 عاماً، والتي ظهرت صورتها على غلاف مجلة «هاربرز بازار» أخيراً، أنها خاطرت كثيراً عندما قررت التوقف عن المشاركة بعروض الأزياء قبل عامين، لأنها لم تعد تستطع التعامل مع هذا القطاع لا جسمانياً ولا فكرياً. وأوضحت أن هذا القرار جاء بعد شعورها أنها امتلكت كل ما تريده وتحققت جميع أحلامها، ولم يعد هناك شيء يسعدها في هذا الأمر. وهكذا اتخذت قرارها بهجر عروض الأزياء.