سلام برغش.. الحرب تحول بينها وبين «أغلى الناس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعرف سلام بطفولتها المبكرة سوى درعا، حيث بدأت كارثة الحرب من هناك، وكانت أولى موجات النزوح. بين القسمين الأول والثاني من طفولتها، حيث تقيم في مخيم الزعتري، جدّة تقيم في درعا وتتواصل يومياً مع الأحفاد في المخيم. سلام طفلة في المكانيْن معاً، وتتضرع مع والدها يومياً كي يحل السلام في سوريا.

 

للطفلة «سلام» من اسمها نصيب، فهي رغم صغر سنها إلا أن تفكيرها يقودها إلى محطات عميقة وواسعة، سلام التي تبلغ من العمر 13 عاماً ومستقرة هي وأسرتها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين لم تنس يوماً سوريا وبالذات محافظة درعا، حيث تقطن جدتها «أغلى الناس» وأقاربها ولا تعرف غيرها درعا.

هذه الطفلة الصغيرة كغيرها من الأطفال تفكر دوماً بمستقبلها وكيف ستحقق طموحها، وفي ذات الوقت تتخيل دوماً طريق عودتها إلى وطنها الحبيب، حيث الماضي والحاضر، تقول سلام برغش: يومياً أتواصل مع جدتي في سوريا وأخبرها عن مدى اشتياقي لها، ومدى أسفي بأن شهر رمضان جاء ولم تكن معنا في هذا الشهر الفضيل. حبنا لجدتي نابع من حبنا لوطننا، فلا يمر يوم دون أن يذكرنا أبي بأسماء المحافظات والأماكن المهمة، رافعاً يده تجاه السماء داعياً المولى عز وجل أن ينهي الحرب وأن يعم السلام وأن يسود الاستقرار حتى تصبح عودتنا أسهل وأيسر.

تضيف: إننا كأطفال في المخيم يجمعنا الأمل دوماً عند التحدث عن سوريا وندرك أن هذا الأمل والحب سيجعلنا قادرين على إعادة إعمارها من جديد، من خلال شغفنا وطموحنا. حين ننظر للأطفال الآخرين في دول أخرى كيف يعيشون في ظروف الحرب ولا يحصلون على التعليم أو الغذاء أو الدواء نتمنى لهم أن تزول عنهم هذه الظروف الصعبة وأن يتمكنوا من استرجاع حياتهم الطبيعية.

تقول سلام: في جائحة كورونا تغيرت الكثير من تفاصيل الحياة، فأصبحنا نتعلم عن بعد وأغلقت المدارس وعن طريق الهاتف نتواصل مع المعلمة لنسألها عن أي أمر لا نفهمه هذا في حال توفرت شبكة الإنترنت بشكل يومي وبشكل قوي كونها ضعيفة لدينا. إنني أحب اللغة العربية وفي أوقات فراغي أقرأ القصص والروايات فهذه اللغة بحر وتحتاج إلى المتابعة والدراسة.

تتمنى سلام بأن تصبح مديرة شركة عندما تكبر، فهي ترى في نفسها القدرة على قيادة أي فريق، ولديها القدرة أيضاً على الابتكار والإبداع والخروج بحلول جديدة، سلام لديها عائلة تتكون حالياً من عشرة أشخاص، وتعمل دوماً على مساعدة والدها ووالدتها على الوقوف إلى جانب إخوتها فيما يتعلق بتعليمهم ومتابعة دروسهم.

تختم قائلة: أتمنى أن يسود السلام في العالم، لأننا كأطفال نستحق أن نكون في بيئة خالية من هذه الحروب والمشكلات التي تقف عائقاً أمامنا فنحن شباب المستقبل، أيضاً أتمنى أن أستطيع زيارة درعا ولقاء عائلتي هناك والتعرف إلى كل الأماكن التي أخبرنا عنها والدي ورأيناها عن طريق البحث في شبكة الإنترنت وعن طريق الصور، فهذا التعرف زاد من حنيننا لها.

Email