رغم العذابات ما زال لدى قسّام متّسع للحلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا لعب بعد اليوم، فقد انتقل الطفل اليمني، قسام موسى، من تعز إلى عدن، ثم إلى مخيم شمالي العاصمة المؤقتة. الحرب الحوثية اقتلعته من مسقط رأسه، ولكن في رحلة النزوح ذاتها فقد شقيقه أيضاً، الذي راح ضحية قنبلة حوثية، رغم ذلك ما زال لدى قسّام متّسع للحلم بمستقبل أفضل، يعمه الأمن والسلام.

قبل خمس سنوات هاجمت ميليشيا الحوثي القرية التي يقطن فيها الطفل قسام موسى (11عاماً) في مديرية الوازعية غربي محافظة تعز، فغادرها متجهاً مع أسرته، إلى عدن، ولم يعد إليها منذ ذلك الحين.

في العاصمة اليمنية المؤقتة، التي كانت لا تزال خارجة من حرب ميليشيا الحوثي العبثية، بحثت أسرة موسى عن منزل لتأوي إليه، ولم تجد سوى عمارة قيد الإنشاء، استقرت بها مؤقتاً حتى جاءت منظمة إغاثية، ونقلتهم إلى أحد مخيمات النزوح شمالي المدينة.

كان موسى يشتاق لمشاهدة مدينة عدن عن قرب حين يأتيها زائراً ويشتاق أكثر للقاء شقيقه الأكبر قصي (12 عاماً)، الذي انتقل إليها قبل أشهر مع أحد أقاربه، ولكن ميليشيا الحوثي سرقت حلمه مرتين، مرة حين أجبرته على دخول مدينة أحلامه هارباً مرعوباً لا سائحاً مستأنساً، والأخرى، وهي أشد مرارة وغصة وغبناً، أنه عوضاً عن عناق شقيقه ذهب لاحتضان قبره، حيث كانت قنبلة حوثية من مخلفات الحرب قد انفجرت به، وقتلته بينما كان يلهو بها.

حلم العودة

في مساحة ضيقة من المخيم الصغير يلهو موسى مع أقرانه، ويفتقد لفسحة الريف وروابيه الواسعة، التي حولتها الميليشيا الحوثية إلى حقول ألغام. وبلسان عذب الحديث يروي لـ«البيان» كيف كانت حياته هادئة وتنعم بالسلام قبل جائحة الميليشيا.

وأضاف: «جاء الحوثيون ومنعونا من كل شيء حتى اللعب لم نكن نستطيع ممارسته في المساحات المفتوحة كما اعتدنا، ولو فعلنا ذلك يطلقون علينا الرصاص مباشرة، ثم رحلنا عن قريتنا وتفرقنا، ونصف الأطفال قتلوا أو جرحوا، وآخرون أخذهم الحوثيون لجبهات الحرب، الكثير من الأبرياء ماتوا، وهم لا علاقة لهم بالحرب».

ويختم موسى حديثه قائلاً: «أحلم بالعودة إلى قريتي وأتمنى أن تنتهي الحرب، التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في شهر رمضان الكريم، ويتحرر اليمن كله من عصابة الحوثي الإرهابية، لنعيش بأمن وسلام، كما كنا من قبل».

وفي حديثه لـ«البيان» يسرد قسام أحلامه البريئة المتمثلة بتوقف الحرب، وتمكنه من العودة لقريته البعيدة، في الشهر الكريم.

ويضيف: أتمنى أن تنتهي الحرب في شهر رمضان الكريم، وأن نعود لبلادنا سالمين غانمين، ونعود للدراسة، وتعود بلادنا كما كانت، بسلام لا حرب، لا قتال، لا ألغام لا مفجرات، وأن نعيش بسلام، ولا نخاف من شيء، وأن يعم السلام اليمن والعالم، إن شاء الله لن يطول بنا البقاء في النزوح، لأن بلادنا فيها عزنا، ورمضان هناك غير رمضان هنا، ففي القرية يكون رمضان أحسن بكثير.

Email