شهدت النسخة الحالية من نهائيات كأس العالم «قطر 2022» تألقاً لافتاً لحراس المرمى، وكان لهم دور كبير في ترجيح كفة منتخبات بلادهم في الكثير من المباريات منذ مرحلة المجموعات وحتى الأدوار النهائية، استحق أن يطلق عليه مونديال الحراس.
ومع الوصول إلى لحظة الختام تدور التساؤلات حول من يستحق جائزة القفاز الذهبي وأفضل حارس في البطولة مع التألق غير العادي لعدد كبير من الحراس، ويبدو الرباعي المغربي ياسين بونو والأرجنتيني إيميليانو مارتينيز والفرنسي هوغو لوريس والكرواتي ليفاكوفيتش في الواجهة كأفضل الحراس ظهوراً في المونديال بعدما كان لهم دور بارز مع منتخباتهم وربما لن تخرج جائزة أفضل حارس عن أي منهم.
ياسين بونو
ويأتي العملاق ياسين بونو حارس مرمى «أسود الأطلس» في مقدمة الحراس الذين قدموا أداء مذهلاً مع المنتخب المغربي في كأس العالم، ونجح في خطف الأنظار كواحد من أفضل الحراس في النسخة الحالية بعد أن كان له دور كبير في الإنجاز الذي حققه المغاربة بالوصول إلى المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ منتخب عربي وإفريقي يصل لهذا الدور، وأطلق عليه «جدار كازابلانكا».
وتصدرت المغرب قائمة أكثر المنتخبات حفاظاً على نظافة الشباك بأربع مباريات، ويأتي كذلك ياسين بونو في مقدمة الحراس حفاظاً على نظافة شباكهم بـ 3 مباريات بعد غيابه عن مباراة وحيدة أمام بلجيكا في دور المجموعات، ويعد الحارس الأقل استقبالاً للأهداف بين الحراس الأربعة، حيث استقبلت شباكه 3 أهداف فقط حتى ما قبل مباراة أمس، منها هدف من نيران صديقة في لقاء كندا، وهدفان في مباراة فرنسا في نصف النهائي.
ويتساوى بونو مع حارس الأرجنتين إيميليانو مارتينيز في صدارة قائمة الحراس حفاظاً على نظافة الشباك في 3 مباريات، ولكن استقبلت شباك مارتينيز 5 أهداف في 6 مباريات، وهو نفس العدد من الأهداف الذي استقبلته شباك هوغو لوريس حارس مرمى فرنسا، فيما استقبلت شباك الحارس الكرواتي ليفاكوفيتش 6 أهداف.
سد منيع
ونجح ياسين بونو في أن يكون سداً منيعاً مع «أسود الأطلس» في كل المباريات باستثناء استقباله هدفين في لقاء فرنسا، إلا أنه ظهر بشكل خطف الأنظار خصوصاً في مباراتي إسبانيا والبرتغال في الدورين ثمن وربع النهائي، وتمكن من التصدي لجميع المحاولات والهجمات لاسيما في مواجهة «الماتادور» الإسباني سواء في الوقت الأصلي أو الأشواط الإضافية، لتأتي ركلات الترجيح ليعلن عن نفسه بقوة ويتصدى لركلتي ترجيح كانت حاسمة في تأهل المغرب على حساب المنتخب الإسباني.
كما تألق بونو في مواجهة البرتغال في ربع النهائي ووقف حائط صد أمام جميع هجمات المنتخب البرتغالي، قاد معها بلاده إلى إنجاز تاريخي لنصف النهائي، واستحق النجومية بالحصول على جائزة رجل المباراة في مواجهتي إسبانيا والبرتغال، وأشاد«فيفا» بالحارس المغربي بعدما كان قد نشر على حسابه الرسمي تغريدة مرفقة بصورة بونو معلقاً «سد مراكش، جدار كازابلانكا، حارس المغرب».
إيميليانو مارتينيز
ومن المؤكد أن حارس الأرجنتين إيميليانو مارتينيز الذي يشارك في كأس العالم للمرة الأولى في مشواره سيكون أحد أبرز المنافسين على جائزة أفضل حارس في البطولة بعدما قدم أداء جيداً للغاية، وظهر بدور كبير مع «راقصي التانغو» بالوصول إلى المباراة النهائية.
ونجح مارتينيز في الحفاظ على نظافة شباكه في 3 مباريات أمام المكسيك وبولندا في دور المجموعات، وكرواتيا في نصف النهائي، ولكن استقبلت شباكه في المباريات الست التي خاضها 5 أهداف، فيما يملك أكثر من 22 تصدياً ناجحاً خلال المباريات. وتعد مباراة الأرجنتين وهولندا في ربع النهائي أكثر المباريات التي شهدت تألقاً للحارس الأرجنتيني بعدما ساهم في تأهل بلاده إلى نصف النهائي وتصدى لركلتي ترجيح.
هوغو لوريس
ورغم أن هوغو لوريس حارس مرمى فرنسا هو الأقل بين الحراس الأربعة في الحفاظ على نظافة الشباك بمباراة واحدة فقط، إلا أن تأهل «الديوك» إلى النهائي سيكون له دور في منافسة لوريس على جائزة أفضل حارس، خصوصاً لو واصل تألقه في النهائي أمام الأرجنتين.
وشهدت النسخة الحالية دخول لوريس إلى عالم الكبار والأرقام القياسية بعدما عادل رقم الألماني مانويل نوير كأكثر حراس المرمى مشاركة في تاريخ كأس العالم بـ 19 مباراة، وسينفرد بالرقم القياسي بعد خوض النهائي، كما وصل في المونديال الحالي إلى المباراة رقم 144 في تاريخه مع منتخب فرنسا، وأصبح أكثر اللاعبين الفرنسيين مشاركة في المباريات الدولية متفوقاً على ليليان تورام، إلى جانب أنه أكثر لاعب تمثيلاً لمنتخب فرنسا في البطولات الكبرى برصيد 33 مباراة.
ليفاكوفيتش
أما دومينيك ليفاكوفيتش حارس مرمى كرواتيا وعلى الرغم من ثلاثية الأرجنتين في شباكه في نصف النهائي، إلا أنه واحد من الحراس الذين تألقوا في مونديال قطر وكان له دور بارز في صعود بلاده إلى نصف النهائي واللعب على المركزين الثالث والرابع، حيث يعد ليفاكوفيتش أكثر الحراس تصدياً للتسديدات بـ 24 تصدياً في 6 مباريات، وحتى ما قبل مباراة أمس أمام المغرب، وحافظ على نظافة شباكه في مباراتين، وتألق بشكل خاص في مباراتي اليابان والبرازيل جعلته يفوز بجائزة رجل المباراة، في المباراتين في دوري الـ 16 والـ 8 في ركلات الترجيح، وبات ثالث حارس يتصدى لأربع ركلات ترجيحية في نسخة واحدة من كأس العالم.