فرنســا.. الصلابة والخبرة طريق الــــنجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت فرنسا أمام إنجلترا أنها لا تعتمد حصراً على كيليان مبابي الذي وجد نفسه محاصراً من قبل دفاع «الأسود الثلاثة»، فكان مخضرمو أبطال العالم على الموعد بأداء جماعي منح فريق ديدييه ديشان بطاقة العبور (2 - 1) إلى نصف نهائي مونديال قطر.

بعدما وجد طريقه إلى الشباك في كل من المباريات الأربع التي شارك فيها أساسياً في النهائيات القطرية، بدا مهاجم «الديوك» ونجمهم الأول عاجزاً عن إيجاد الحلول أمام الدفاع الإنجليزي المحكم في لقاء ملعب البيت في الخور.

ولم يجد نجم باريس سان جرمان طريقة للتخلص من كايل ووكر الذي أقفل عليه المنافذ، واكتفى بمحاولة واحدة على مرمى الحارس جوردان بيكفورد، في سيناريو مغاير تماماً لمبارياته السابقة التي شهدت كل منها خمس تسديدات له على أقل تقدير، باستثناء اللقاء ضد تونس (1 - 2) الذي شارك فيه كبديل لمدة 40 دقيقة واكتفى بالتسديد خلاله ثلاث مرات.

ورغم الخسارة التي أودت بهم خارج النهائيات، تباهى الإنجليز بنجاحهم في إيقاف مبابي مثل ما فعل ديكلان رايس بقوله: نجحنا في تكتيكنا لعبنا كما يجب، كنا عدائيين وأوقفنا مبابي. لكنهم لم يوقفوا مبابي بالكامل، إذ تسبب في الهدف الأول الذي سجله الفرنسيون عبر أوريليان تشواميني.

ووضع مبابي الأنانية جانباً، واحتفل بصخب بعدما سجل أوليفييه جيرو هدف التقدم الثاني لفرنسا، ثم انفجر فرحاً عندما شاهد قائد إنجلترا هاري كين يفرط بالتعادل 2-2 بعد إهداره ركلة جزاء لبلاده. أمام المغرب اليوم على ملعب البيت، يعرف «كيكي» أن بلاده تعول عليه ليخرج فائزاً من مبارزته مع صديقه العزيز وزميله في سان جرمان أشرف حكيمي.

من جهته، رفع جيرو «36 عاماً» غلته من الأهداف في البطولة إلى أربعة، بعدما صام عن التهديف في نسخة 2018. اعترف ابن غرونوبل أن هذا الهدف الدولي الـ53 «ربما كان أجمل أكثر» من الهدف 52 المرادف لرقم قياسي «لقد كان شعوراً لا يوصف».

ولن تكتمل الوصفة بدون إضافة المكون الآخر أنطوان غريزمان، الذي أصبح أفضل ممرر في تاريخ المنتخب الفرنسي في سن الحادية والثلاثين مع 28 تمريرة.

وبعدما تلقى ضربات موجعة بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرض لها قبل البطولة «بول بوغبا، كريم بنزيمة، لوكا هرنانديز، بريسنل كيمبيمبي»، بدا المنتخب الفرنسي متلاحماً.

كان الصمود ضرورياً أمام الهجمات المتكررة للإنجليز واستعادة التوازن بعد خطأين فادحين داخل المنطقة كان بإمكان تشواميني وتيو هرنانديز تجنبهما.

واعترف تشواميني قائلاً: كان يتعين علينا أن نفعل ما هو أفضل في كلتا الحالتين، أنا أولاً، لقد عانينا كثيراً، لكننا كنا أقوياء أمام العاصفة. وفوق كل شيء، كنا حاسمين عندما اقتضت الضرورة ذلك، مصراً على العامل الذهني للاعبين.

كلمات القائد تردّد صداها لدى المدرب، الجودة ليست كافية، في هذه المجموعة يوجد أيضاً الذهنية، وربما أيضاً بعض الخبرة.

Email