العرب في 2022 نتائج تاريخية.. ووداع حزين!

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت المنتخبات العربية في كأس العالم الحالية قطر 2022 نتائج تاريخية هي الأفضل في مشاركاتها بالمونديال منذ انطلاقته عام 1930، وبعدد انتصارات هي الأكبر والأفضل في نسخة واحدة من البطولة.

وجاء تأهل المنتخب المغربي المستحق لدور الـ 16 كمتصدر لمجموعته عن جدارة على حساب كرواتيا وصيف النسخة الماضية، وبلجيكا المصنف الثاني عالمياً ليبرهن على تلك المشاركة التاريخية، إلى جانب الانتصارات التي حققتها السعودية على الأرجنتين 1-2 في الجولة الأولى، وتونس على فرنسا في الجولة الثالثة من دور المجموعات. ولكن مع النتائج الأفضل في المشاركة التاريخية للعرب في المونديال ودعت السعودية وتونس وقبلهما قطر، وباتت المغرب الممثل الوحيد للعرب في الأدوار الإقصائية.

بداية

ولم تكتمل فرحة الأخضر الذي حقق بداية قوية بالتغلب على المنتخب الأرجنتيني «التانغو» أحد أبرز المرشحين لنيل لقب كأس العالم، بعد خسارته من بولندا ثم المكسيك، بينما خطف المنتخب الأسترالي الفرحة التونسية والطموح بالتأهل إلى الدور الثاني بعد تعادل «نسور قرطاج» مع الدانمارك ثم الفوز على فرنسا، فيما كان المنتخب القطري هو الوحيد الذي خيب الآمال ليس على صعيد النتائج فقط بعدم حصده أي نقطة وخسارته لمبارياته الثلاث.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا لم تنجح المنتخبات العربية رغم تلك النتائج التاريخية والمشاركة الأبرز في مواصلة المسيرة والتأهل إلى الدور التالي؟

نتائج

الدكتور عبد الله مسفر مدرب المنتخب الوطني السابق، أكد أن المنتخبات العربية في كأس العالم الحالية في قطر، حققت نتائج تاريخية في مونديال هو الأفضل للعرب على مر التاريخ، ولكن لم نستغل تلك النتائج في التركيز على الأهم وهو التأهل للدور القادم باستثناء المنتخب المغربي، وأضاف: عدم الواقعية في التعامل مع النتائج والمبالغة في الفرحة أدى إلى الخروج الحزين رغم تلك النتائج التاريخية، مشيراً إلى أن العاطفة تسيطر على المنتخبات العربية، ولم يكن التركيز على التأهل في المقام الأول، وأفرطنا فيما تحقق عند الفوز على المنتخبات الكبرى المرشحة للقب، واعتبرت أنه الإنجاز الأكبر وليس التأهل، ولو وضعت المنتخبات العربية التأهل هدفاً لها منذ البداية لأختلف التعامل مع البطولة.

احتفال

وأضاف عبد الله مسفر: المنتخب السعودي ظل يحتفل بفوزه على الأرجنتين وتعامل بعاطفية مع الفوز، صحيح أنه إنجاز أن تفوز على منتخب كبير يعد من المرشحين الأبرز، والنتيجة بالفعل تاريخية، ولكن في النهاية لم يتمكن من التأهل، موضحاً، أن المغرب المنتخب الوحيد الذي لم يتعامل بالعاطفة وإنما بواقعية بعدما تعادل مع كرواتيا وفاز على بلجيكا لأن هدفه الأساسي كان التأهل لدور الستة عشرة. وشدد مسفر، على أن عوامل الخبرة والتركيز أسهمت بشكل كبير في عدم استغلال تفوق المنتخبات العربية على منتخبات عريقة في كرة القدم، مشيراً إلى أن الفوارق في كرة القدم أصبحت ضئيلة، وكان من المفترض استغلال تلك النتائج بشكل أفضل. وعن كيفية البناء على المونديال التاريخي للعرب أكد مسفر، أن هناك العديد من الدروس التي يجب التعلم منها لمن يريد التطور والاستفادة، وكيفية تجهيز منتخبات قوية وبتخطيط واضح لمدد زمنية طويلة، وبتأسيس صحيح وثقة بالنفس.

أداء

وقال عبد الرحمن محمد لاعب منتخبنا الوطني السابق، إن المنتخبات العربية أبلت بلاء حسناً في مونديال قطر خاصة من الناحية الفنية والذي تعدى 80%، وقدمت أداء جيداً للغاية خلال مبارياتها في الدور الأول، وكنا نتمنى أن يتأهل للدور الثاني أكبر عدد من المنتخبات العربية ولكن للأسف لم يحالفها التوفيق.

وأضاف: «نهنئ المنتخب المغربي على كل ما قدمه في الدور الأول وتأهله المستحق كمتصدر للمجموعة الأقوى على حساب كرواتيا وبلجيكا، وهو ما يحسب لـ«أسود الأطلس»، الذي نتمنى له الذهاب لأبعد نقطة في البطولة لما يملكه من إمكانيات أفضل من العديد من المنتخبات الأخرى».

وتابع: «المونديال الحالي عكس تطوراً في الكرة العربية وأنها على المسار الصحيح، ولكن يجب البناء على ما تحقق والنظر للأمام وعدم المبالغة في الفرحة مثلما حدث بعد فوز السعودية على الأرجنتين على سبيل المثال، وأن يتم وضع الخطط التي تمكن المنتخبات العربية من الارتقاء وتحقيق نتائج أفضل في البطولات القادمة».

نتيجة

وأوضح عبد الرحمن محمد، أن من خيب الآمال هو مستوى المنتخب القطري رغم التحضيرات الطويلة والمشاركة في تصفيات أوروبا وبطولة كوبا أمريكا، وكنا نتوقع أن يقدم مستوى فني أفضل، ربما خرج بهذه الطريقة نتيجة الضغوطات وخوضه لكأس العالم لأول مرة وإقامة البطولة على أرضه والضغط الجماهيري، وكل هذه العوامل ربما أثرت وأدت لظهوره بهذا المستوى المتواضع.

ورأى لاعب المنتخب الإماراتي السابق، أن الاحتراف من أهم العوامل لتطوير اللاعب العربي إلا أنه يواجه صعوبة خاصة في الدول الخليجية نتيجة ما يتقاضاه اللاعبون من مبالغ كبيرة تحد من رغبتهم في خوض تجربة الاحترافي الخارجي في أوروبا، وقال: أتحدث عن قطر والإمارات والسعودية وفي ظل صعوبة احتراف لاعبينا في الخارج يجب التخطيط لخمس أو 10 سنوات لتكوين منتخبات قوية، صحيح المنتخب السعودي لديه منتخب قوي وبفارق عن بقية المنتخبات الخليجية، ونجح في تحقيق طفرة هائلة في المستوى، ولذلك يجب التركيز على تطوير الدوريات المحلية وجلب لاعبين أجانب تخدم الدوري ومدربين على أعلى مستوى وتوسيع قاعدة اللاعبين في المراحل السنية نظراً لأن قلة المواهب واحدة من الأسباب التي تعيق تكوين منتخبات عربية قوية. وجاءت مشاركة 4 منتخبات عربية في النسخة الحالية من كأس العالم هي الأكبر في عدد المنتخبات في المونديال بالتساوي مع نسخة روسيا 2018، ووصل عدد الانتصارات العربية إلى 7 انتصارات في المونديال.

Email