منتخب المغرب «أيقونة» بر الوالدين

أمهات نجوم «أسود الأطلس» سر تألقهم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عوامل كثيرة تكاملت في تألق «أسود الأطلس» في كأس العالم 2022، قادت منتخب المغرب لصدارة مجموعته عن جدارة وبلا خسارة، محققاً أفضل نتائجه في تاريخ مشاركاته في المونديال، بالفوز في مباراتين والتعادل مرة واحدة تفوق بها على إنجازه في مونديال المكسيك 1986 عندما تصدر مجموعته أيضاً بالتعادل مع بولندا وإنجلترا ثم الفوز على البرتغال، وتجسدت أهم عوامل تفوق «أسود الأطلس» في مونديال 2022، في الحالة الاجتماعية الخاصة لنجوم المغرب حتى أصبحوا «أيقونة» في بر الوالدين، ترجمها الارتباط الوثيق بين اللاعبين وأمهاتهم اللائي حرصن على الحضور لملاعب المونديال، ومساندة أبنائهن وزملائهم في مشهد اجتماعي خطف القلوب وزاد من تعاطف الشعوب مع المنتخب المغربي.

وحرص نجوم المنتخب المغربي على الاحتفال مع أمهاتهم بعد كل مباراة، في صورة كانت تمثل الدافع والحافز الأكبر لتكرار الانتصارات وتتويجها بتصدر مجموعة وصفت بـ «الحديدية» وهي تضم المصنف الثاني عالمياً «بلجيكا» ووصيف نسخة المونديال الماضي «كرواتيا» وأحد المنتخبات المستضيفة للمونديال المقبل «كندا»، بدأت تباشير الملحمة الاجتماعية بين نجوم المغرب وأمهاتهم بالتعادل مع وصيف العالم ثم انفجرت الفرحة بالفوز على ثاني التصنيف العالمي واكتملت بالفوز الثاني وانتزاع الصدارة.

انفجرت أفراح اللاعبين والجماهير المغاربية على حد سواء، بمشاركة بعض أمهات اللاعبين، ووثق مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، صعود سفيان بوفال، متوسط ميدان منتخب المغرب ونادي أنجيه الفرنسي، إلى المدرجات من أجل تقبيل رأس والدته ومعانقتها، وبدورها، قامت والدة بوفال بمساعدة ابنها على خلع القميص، الذي أهداها إياه، ولاقى الفيديو انتشاراً واسعاً أشادت باللاعب، الذي بات أساسياً في تشكيلة المدرب وليد الركراكي.

كما ظهر نايف أكرد، مدافع منتخب المغرب، على الهواء برفقة والدته، حيث احتضنته بحرارة وسبق لأشرف حكيمي، نجم «أسود الأطلس» وباريس سان جيرمان، الاحتفال مع والدته بالفوز على بلجيكا، على ملعب الثمامة في الجولة الثانية من دور المجموعات، وقامت والدة حكيمي التي كانت موجودة على المدرجات، بمساعدة نجم باريس سان جيرمان، على خلع قميص المغرب، قبل أن يتعانقان بطريقة عاطفية ومؤثرة للغاية.

وانتشرت بشكل كبير صور ومقاطع فيديو نجم المنتخب المغربي حكيمي وهو يعانق ويقبل والدته بعد الفوز ويهديها قميصه، ونشر حكيمي، الصور عبر حسابه الخاص في «تويتر» معلقاً بالقول: «أحبك أمي».

وقال حساب كأس العالم FIFA على «تويتر»، تعليقاً على الصور: «حماس وأمومة وبنوة وقبلة مغربية في حب الوطن بعد الانتصار التاريخي أمام بلجيكا». وأضاف: «أشرف حكيمي ووالدته كانا نجمين أمام عدسات المصورين».

حكيمي ووالدته

وجسد أشرف حكيمي - المولود في 4 نوفمبر 1998 في مدريد، إسبانيا، في أسرة من أصول مغربية، والده من وادي زم ووالدته من مدينة القصر الكبير شمال المغرب - ارتباطه الوثيق بعائلته في علاقته الأسرية وحبه الكبير لوالدته التي لا ينسى فضلها فيما وصل له من تألق ونجومية، ساعدته على الانتقال من «الهامش» ليبزغ نجمه في سماء كرة القدم العالمية.

حكيمي لم يتردد في التصريح، في مناسبات عدة، بأن والده كان بائعاً متجولاً، وأنه وأمه عانيا كثيراً من أجله، وكانا يضحيان بجهدهما وبما يملكان من أجل تمكينه من أن يمارس كرة القدم، مدثراً بدعوات أمه له بالنجاح في مسيرته، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام المغربية.

وفي إحدى المناسبات التي تم تكريمه فيها كـ«أفضل لاعب في أفريقيا»، في مصر، ظهر حكيمي ووالدته على شاشة إحدى الفضائيات المصرية في لقاء قصير، حيث تحدث بالإسبانية عن علاقته بوالدته وارتباطهما ببعض.

وقال حكيمي إن والدته كانت دوماً سنداً له، وهي دائماً بجواره، منذ الصغر، معرباً عن حرصه في اصطحابها إلى أي مكان حيث يلعب أو يتم تكريمه، حيث «إنها تعبت كثيراً وتستحق بعض المرح»، بحسب قوله.

والدة حكيمي أعربت عن شعورها بالفخر والسعادة من أجل ابنها، مؤكدة أنها لا تشعر بأي توتر أثناء المباريات، لأنها تثق بابنها وأكدت أنها دائمة التواصل معه أثناء المعسكرات وقبل وبعد المباريات وتمنت أن يحفظه الله دائماً.

فخر وتواضع

ورغم تألقه ومجاورته لنجوم كبار، ظل حكيمي محافظاً على تواضعه؛ إذ لا يجد حرجاً في التصريح في مقابلاته مع الصحافيين بافتخاره بأسرته البسيطة، لعب حكيمي لفرق عالمية مثل إنتر ميلان بوروسيا دورتموند، وريال مدريد الذي تربى في أحضانه منذ الصغر، حكيمي لعب كظهير أيمن ووسط دفاع في بدايته الكروية. وانضم اللاعب العربي المغربي لنادي ريال مدريد الإسباني، ومثل بلده المغرب بعد تفضيله المنتخب الوطني المغربي رغم تكوينه في مدرسة الملكي ريال مدريد.

وكانت المباراة الأولى لأشرف مع النادي الملكي سنة 2016 في مباراة ودية جمعته مع النادي العاصمي باريس سان جيرمان، استطاع تحقيق العديد من الألقاب مع ريال مدريد وانضم إلى المنتخب المغربي المشارك في كأس العالم 2018، تم إعارته إلى نادي بوروسيا دورتموند 2018 - 2020، ثم لعب لنادي إنتر ميلان 2020 - 2021، وحالياً هو يلعب لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، حصل على العديد من الجوائز، وصار اسمه يتردد على ألسنة الجمهور المغربي، حتى إن زميله في فريق باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي وصفه بـ«أفضل ظهير أيمن في العالم».

Email