مونديال المفاجآت ومعاناة الكبار

أوروبا تتقاسم التأهل مع القارات.. وإنجاز آسيوي كبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

استحق الدور الأول لكأس العالم 2022 بعد نهاية دوري المجموعات أن يكون مونديال المفاجآت ومعاناة الكبار، لا أدل على ذلك من خروج منتخبات كبيرة؛ مثل ألمانيا وبلجيكا وأوروغواي، وخسارة أبطال حققوا الكأس أكثر من مرة أمام منافسين بعيدين عن الترشيحات.

وفي المقابل حدثت نقطة تحوّل كبيرة على صعيد المنتخبات الأفريقية والآسيوية، أهمها فوز منتخبات القارة السمراء 7 مرات، وتأهل 3 منتخبات آسيوية للمرة الأولى.

وكان المنتخب المغربي أفضل تمثيلاً للكرة العربية بما حققه من نتائج منحته صدارة مجموعته عن جدارة، وبلا خسارة. وشهدت النسخة الحالية من كأس العالم عدداً من النتائج التاريخية لعمالقة كرة القدم في جميع أنحاء العالم، بعدما سقطت الأرجنتين أمام السعودية، وفرنسا أمام تونس، وإسبانيا أمام اليابان، وتتصدر قارة أوروبا قائمة المنتخبات المتأهلة للدور ثمن النهائي، وذلك بصعود 8 منتخبات من القارة العجوز من أصل 16، وهي:

«إسبانيا، سويسرا، كرواتيا، بولندا، البرتغال، هولندا، إنجلترا، فرنسا»، وتأهلت 3 منتخبات من قارة آسيا، وهي: «كوريا، اليابان، بالإضافة إلى أستراليا» وتساوت أفريقيا وأمريكا الجنوبية في عدد المتأهلين، بعد صعود منتخبين من كل قارة، إذا تأهل المنتخبان المغربي والسنغالي من القارة السمراء، مقابل العملاقين البرازيل والأرجنتين من أمريكا الجنوبية، وكانت أمريكا الشمالية هي الأقل حضوراً في دور الـ16، وذلك بتأهل المنتخب الأمريكي فقط.

نتائج تاريخية

وعلى صعيد النتائج التاريخية، حققت السعودية الفوز الأول لقارة آسيا على حساب الأرجنتين، فيما حقق المنتخب الياباني الفوز الأول لآسيا على ألمانيا، بينما حققت تونس أول فوز عربي على حساب فرنسا، وحقق المنتخب الكاميروني الفوز الأول للأفارقة على البرازيل.

وتصدرت إسبانيا قائمة أكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف مناصفة مع إنجلترا برصيد 9 أهداف، لكل منهما، فيما تساوت 6 منتخبات كأقوى خط دفاع باستقبالها لهدف واحد، وهي: «البرازيل، المغرب، هولندا، أمريكا، تونس وكرواتيا».

المنتخبات الأكثر حصداً للنقاط هي إنجلترا والمغرب وهولندا «7 نقاط» لكل منهم، ولم يفلح أي منتخب في تحقيق العلامة الكاملة للمرة الأولى منذ نسخة 1994، 5 منتخبات لم تتجرع الخسارة هي هولندا والمغرب وكرواتيا وإنجلترا وأمريكا، كرواتيا وأمريكا هما المنتخبان الأكثر تحقيقاً للتعادل «مرتين»، 5 منتخبات لم تتذوق الفوز وهي قطر وكندا وويلز وصربيا والدنمارك.

وأكثر المنتخبات تسجيلاً إسبانيا وإنجلترا، سجل كل منهما 9 أهداف، وأقل المنتخبات تسجيلاً قطر وتونس وويلز والدنمارك وبلجيكا، كل منهم سجل هدفاً واحداً، الأقل استقبالاً للأهداف هم تونس والمغرب وكرواتيا والبرازيل وهولندا وأمريكا، سكن شباك كل منهم هدف.

أسرع هدف في الدور الأول لكأس العالم 2022 سجله ألفونسو ديفيد لاعب كندا في مرمى كرواتيا، وأول أهداف الدور الأول جاءت بواسطة الإكوادوري فالينسيا والأخير عن طريق الكاميروني فنسان أبوبكر، والمنتخب الكوستاريكي هو الأضعف دفاعاً، بعدما دخل مرماه 11 هدفاً، مقابل 7 أهداف دخلت مرمى كل من كندا وغانا وإيران وقطر.

ميسي ورونالدو

خطف الثنائي الأسطوري ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو الأنظار في المحفل الدولي، بالمشاركة في 5 نسخ مونديالية متتالية، في رقم عادلا به إنجاز الثلاثي؛ الألماني لوثر ماتيوس والثنائي المكسيكي رافائيل ماركيز وأنطونيو كارباخال.

لكن رونالدو تفوق على ميسي وبات أول لاعب في تاريخ كأس العالم يهز شباك المنافسين خلال 5 نسخ متتالية وذلك بين عامي 2006 و2022، في المقابل، تفوق ليو على رونالدو على صعيد التمريرات الحاسمة، وصنع هدفاً واحداً على الأقل في 5 نسخ متتالية، وهو رقم قياسي في تاريخ المونديال.

الخزري والدوسري

على الصعيد العربي، ارتقى التونسي وهبي الخزري والسعودي سالم الدوسري إلى صدارة أكثر اللاعبين العرب تسجيلاً للأهداف في تاريخ كأس العالم بواقع 3 أهداف، بالتساوي مع الأسطورة سامي جابر، وتأهل لدور الـ 16 منتخب عربي وحيد هو المنتخب المغربي بعد خروج المنتخبات الـ 3 الأخرى «تونس، قطر، السعودية».

إنجاز ياباني

لم يقتصر نجاح منتخب اليابان على التأهل فحسب، لكنه بات ثالث فريق فقط في تاريخ كأس العالم يعود بالنتيجة بعد التأخر بين الشوطين في مباراتين خلال نفس النسخة، بعد البرازيل في 1938 وألمانيا 1970، كما حقق اليابانيون إنجازاً فريداً وهو أول فريق آسيوي يتغلب على بطلين سابقين لكأس العالم وهما ألمانيا وإسبانيا.

وظهر التحكيم النسائي للمرة الأولى في تاريخ المونديال بعد 92 عاماً من ضربة البداية، حيث تولت الفرنسية ستيفاني فرابارت إدارة مباراة ألمانيا وكوستاريكا.

وشهد كأس العالم 2022 للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، تحقق المنتخبات الأفريقية 7 انتصارات هي فوز المغرب على بلجيكا 2 - 0 وعلى كندا 2 - 1 وتونس على فرنسا 1 - 0 والكاميرون ضد البرازيل بنفس النتيجة وغانا على كوريا الجنوبية 3 - 2 والسنغال على قطر 3 - 1 وعلى الإكوادور 2 - 1، ولكن رغم كل هذه الانتصارات اكتفى منتخبان بالتأهل عن القارة السمراء لدور الـ 16 هما السنغال والمغرب.

أصعب موقف لألمانيا خلال 92 عاماً

خرج المنتخب الألماني من الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم الممتد 92 عاماً، في نسختين متتاليتين، في 2018 وكان مرشحاً للاحتفاظ بلقبه الذي أحرزه في 2014.

وفي 2022، بعدما خسر المباراة الافتتاحية أمام اليابان 1 - 2، واستعاد توازنه بعض الشيء بالتعادل مع إسبانيا 1-1، ثم الفوز على كوستاريكا 4 - 2، لكن لم يكن مصير «المانشافت» في يديه، فوجهت له اليابان ضربة جديدة من خلال فوزها على إسبانيا 2 - 1 لتخرجها مبكراً من السباق بعد أربع سنوات من الفشل الذريع في مونديال روسيا.

التعايشة : تطوير كبير لمنتخبات أفريقيا وآسيا

أوضح المدرب السوداني فوزي التعايشة مدرب شباب الأهلي الأسبق، أن النسخة 22 لكأس العالم 2022، تبشر بمستويات فنية عالية، مرجعاً ذلك لتوقيت البطولة في فصل الشتاء وفي موسم اللعب في كل دول العالم، وأشار التعايشة لنتائج المنتخبات الأفريقية والآسيوية، بالتأكيد على تطور الكرة في القارتين .

وقال إن المنتخب المغربي يعد الحصان الأسود للبطولة حتى الآن بما قدمه من نتائج تساوى فيها مع أفضل منتخبات العالم، مشيراً إلى أن الجهاز الفني للمنتخب المغربي بقيادة المدرب وليد الركراكي ومساعده رشيد بن محمود المحترف الأسبق في شباب الأهلي نجح في التعامل مع المباريات بشكل دقيق في مواجهة منتخبات قوية مثل كرواتيا وبلجيكا.

وأثنى التعايشة على ما قدمه منتخبا تونس والسعودية رغم عدم تأهلهما إذ حققا الفوز على منتخبين فازا بالكأس مرتين من قبل، وتمنى فوزي التعايشة استمرار تنظيم كأس العالم في التوقيت الشتوي لما يعود بالفائدة الفنية في ظل استمرار اللعب في هذه الفترة وجهوزية اللاعبين بعكس ما يحدث في فصل الصيف الذي يأتي فيه اللاعبون من نهاية الموسم في معظم بلاد العالم.

أصبح الكاميروني أبو بكر أول لاعب يسجل ويطرد في مباراة واحدة بالمونديال، منذ أن فعلها الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي 2006، كما بات ثالث لاعب أفريقي يهز شباك السيليساو في كأس العالم بعد الإيفواري دروغبا في 2010 ومواطنه جويل ماتيب 2014.

وسجل الكاميروني المخضرم هدفاً قاتلاً لمنتخب بلاده (90+3)، لكنه ودع المونديال بعده مباشرة، حيث طرد لحصوله على إنذار ثان بعد خلع قميصه أثناء الاحتفال.

عبد الوهاب: التكتيك أزال الفوارق

 

أكد المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، عميد المدربين في الإمارات وصاحب التجربة الكبيرة مع عدد من الأندية، الاختلافات الكبيرة في نتائج الدور الأول لكأس العالم 2022، عن النسخ السابقة، مشيراً إلى النتائج التي حققتها المنتخبات الأفريقية والآسيوية، زيادة على تقارب النتائج في معظم المباريات.

وأرجع عبدالقادر التنافس المتكافئ، والمفاجآت التي حدثت في بعض المباريات، إلى التغيير الذي حدث في كرة القدم، حيث أصبح التكتيك التقني عنصراً فعّالاً، تستطيع من خلاله المنتخبات تعويض الفوارق النظرية والمهارات الفردية.

وأشار عبد الوهاب إلى الطفرة الواضحة في المنتخبات الآسيوية من خلال ما حققته من نتائج، ولكن نبه في نفس الوقت إلى ضرورة امتلاك «دكة احتياط» جيدة من اللاعبين تساعد على الاستمرارية في ظل التنافس القوي وإلى التجهيز البدني الجيد باعتبار أن المنتخبات الكبيرة تكون قادرة على التعويض والاستفاقة.

كما حدث للمنتخب الأرجنتيني بعد خسارته في الجولة الأولى أمام السعودية، وتوقع عبد الوهاب استمرار سيطرة المنتخبات الكبيرة صاحبة الألقاب السابقة، على مراكز المقدمة بنهاية المونديال، مع التأكيد على أن المباريات المقبلة في مرحلة خروج الخاسر ستكون أكثر قوة وشراسة.

39

أصبح داني ألفيس، لاعب منتخب البرازيل، أكبر لاعب في تاريخ منتخب «سيليساو» يمثله في بطولة كأس العالم، بعد مشاركته ضد الكاميرون في المواجهة القوية التي جمعتهما على ملعب «لوسيل»، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة السابعة. وأصبح داني ألفيس «39 عاماً و6 أشهر و27 يوماً» أكبر لاعب في تاريخ البرازيل يبدأ مباراة في كأس العالم.

3

ترتب على خسارة بعض المنتخبات للتأهل للدور الثاني، إعلان 3 لاعبين اعتزالهم اللعب مع منتخبات بلادهم هم: المخضرم الألماني توماس مولر «33 سنة»، والتونسي وهبي الخزري «31 سنة» والمخضرم الكوستاريكي براين رويز «37 سنة».

2002

أسهمت ركلة الجزاء التي أهدرها، آندريه آيو، قائد منتخب غانا في مباراة أوروغواي، في رقم استثنائي في المونديال الجاري، وذكرت شبكة «أوبتا» العالمية للأرقام والإحصاءات أن تصدي روشيت لركلة الجزاء هو خامس ركلة جزاء يتم التصدي لها في النسخة الحالية للمونديال، وهو رقم أعلى عدداً من التصديات لركلات الجزاء في نسخةٍ واحدة بالتساوي مع نسخة 2002 التي أقيمت في اليابان وكوريا الجنوبية.

الدقيقة 20: أندريه أيو يضيع ركلة جزاء لغانا.

الدقيقة 26: سواريز يسهم بالهدف الأول لأوروغواي.

الدقيقة 30: سواريز يصنع الهدف الثاني لأوروغواي.

5

انتهت العلاقة بين 5 منتخبات ومدربيهم بعد الخروج من المونديال في أول رد فعل وهم البرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران، والأرجنتيني جيراردو مارتينو مدرب المكسيك، والإسباني‏ روبيرتو مارتينيز مدرب بلجيكا، والغاني‏ اوتو اودّو مدرب منتخب بلاده، والأوروغواياني دييغو الونسو مدرب منتخب بلاده.

Email