الغياب عن المونديال جرح الطليان الغائر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تفتقد نهائيات كأس العالم «قطر 2022»، وعشاق كرة القدم بشكل عام، المنتخب الإيطالي، صاحب التاريخ العريق في البطولة، الفائز باللقب 4 مرات، الذي يغيب عن النهائيات للمرة الثانية على التوالي، والرابعة في تاريخه، بعدما غاب عن النسخة الأولى في أوروغواي 1930 ومونديال السويد 1958 ونهائيات كأس العالم في روسيا 2018.

ومع انطلاق النهائيات في قطر، يتذكر الإيطاليون مأساتهم وخسارتهم الموجعة أمام مقدونيا الشمالية بهدف دون رد مارس الماضي، ليتحول الغياب عن المونديال للمرة الثانية على التوالي إلى جرح غائر لم يندمل منذ نهائيات روسيا 2018، ولن يداويه غير الترشح إلى كأس العالم 2026 الذي ستستضيفه كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

«البيان» فتحت قضية «الغياب المرّ» عن نهائيات كأس العالم قطر 2022 وناقشت أسبابه مع أبرز نجوم الكرة الإيطالية، يتقدمهم المهاجم فرانشيسكو توتي صانع ملحمة «اللقب 4» الذي حققه «الآزوري» في 2006 على حساب فرنسا، وحارس المرمى الأسطوري والتر زينغا الحارس الأول لمنتخب إيطاليا في مونديال 1990، الذي قاده للحصول على المركز الثالث، بتألقه في الدفاع عن عرين فريقه، حيث سجل خلال هذه البطولة رقماً قياسياً بخمس شباك نظيفة متتالية، ومجموع 518 دقيقة دون أن تهتز شباكه بأي هدف، وهو رقم قياسي ما زال قائماً حتى الآن، كما ضمت القائمة المدرب المحنك فابيو كابيلو أحد أبرز الفنيين في تاريخ الكرة الإيطالية، الذي سبق أن درب أبرز أندية الكالشيو وهي ميلان وروما ويوفنتوس إضافة إلى ريال مدريد.

وقال توتي إن غياب إيطاليا عن نهائيات كأس العالم كأنها روما بلا مسرحها القديم (الكولوسيوم) الذي يعد أحد كنوزها التاريخية وأشهر معالم الإمبراطورية الرومانية وواحداً من أعظم أعمالها المعمارية والهندسية، مشيراً إلى أن هذا الغياب جعل العالم كله يشعر بمكانة الكرة الإيطالية التي طالما شكلت علامة فارقة في تاريخ كأس العالم.

وأكد توتي أن عدم تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم 2022 كان صدمة موجعة ليس فقط للإيطاليين، ولكن لعشاق اللعب الجميل في جميع أنحاء العالم، بما أن «الآزوري» حامل لقب كأس العالم 4 مرات يعد أبرز المنتخبات العالمية التي تضفي الحماس والإثارة على النهائيات وحضوره له طعم خاص.

واعتبر توتي أن عدم وصول منتخب إيطاليا إلى النهائيات مجرد عثرة وسوء حظ، سببها أنه لم يكن في يومه في مباراة الملحق أمام مقدونيا الشمالية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن مشكلة حقيقية في المنتخب الإيطالي، خصوصاً أنه بطل أمم أوروبا 2020، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة أن يستوعب «الآزوري» واللاعبون ما حدث في تصفيات كأس العالم روسيا 2018 وقطر 2022 حتى لا يتكرر الأمر في تصفيات مونديال 2026. وأضاف النجم المتوج مع منتخب إيطاليا بلقب كأس العالم 2006: «أعتقد أن تكون كأس العالم في قطر مبهرة ومختلفة عن كل النهائيات السابقة جماهيرياً وتنظيمياً وفنياً بما أنها تأتي في بداية الموسم».

في المقابل أعرب والتر زينغا حارس مرمى منتخب إيطاليا السابق والمدرب الحالي عن عدم استغرابه من تواجد إيطاليا خارج كأس العالم، وقال إن مؤشرات تراجع «الآزوري» بدأت تظهر منذ كأس العالم 2006 وأضاف: «ظهر المنتخب الإيطالي بأداء باهت في مونديال 2010 ومر بجانب الحدث بخروجه من الدور الأول، وفي نهائيات البرازيل 2014 تكرر السيناريو نفسه وخرج منتخب إيطاليا بنهاية دور المجموعات، وساءت الأمور أكثر فأكثر بعد ذلك ولم نحجز حتى بطاقة الـتأهل إلى نهائيات 2018 في روسيا، وبالرغم من نجاح منتخب إيطاليا في الفوز بكأس أمم أروبا 2020 إلا أنه عجز عن الوصول مرة أخرى إلى كأس العالم، هذا يعني أن منتخب إيطاليا كان بعيداً عن مستواه الحقيقي منذ 2006».

وأوضح الحارس الأسطوري لإيطاليا أن هناك جيلاً كاملاً لم يحصل على فرصة متابعة «الآزوري» في كأس العالم منذ عام 2014، ولن يشاهدوه حتى عام 2026 على الأقل، إذا نجح المنتخب في الترشح لكأس العالم 2026 الذي ستستضيفه كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وأعرب زينغا عن شعوره بالمرارة لغياب منتخب بلاده عن كأس العالم، وقال إنه محظوظ بمشاهدته لإيطاليا في جميع النهائيات منذ سنوات طفولته حتى وصوله للمشاركة معها في مونديال 1986 و1990 قبل أن يعيش التجربة الحزينة لافتقادها في النسختين الأخيرتين، وأضاف: إنه أمر مؤلم، لا يمكن وصفه، ربما شعوري بالمرارة لا يمكن قياسه أو مقارنته بمحب آخر لمنتخب إيطاليا لأنني كنت لاعباً، وما حققته من شهرة ومكانة في العالم كان بفضل الكرة الإيطالية والمنتخب، أنا حزين جداً لغيابنا عن مونديال قطر، وأتمنى أن نكون هناك في نهائيات 2026.

من جهته أعرب المدرب المخضرم فابيو كابيلو عن حزنه على عدم وصول منتخب إيطاليا إلى كأس العالم في قطر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن غياب «الآزوري» عن النهائيات لا يقلل من مكانته كأحد أفضل المنتخبات العالمية وصاحب اللقب العالمي 4 مرات.

وأوضح كابيلو أن منتخب بلاده فقد أسلوبه بعد تتويجه بكأس العالم 2006 وأن طريقة لعبه خلال العقد الأخير كانت تفتقد إلى الجودة بالرغم من فوزه بكأس أمم أوروبا في 2020. وشدد المدرب الإيطالي المخضرم على ضرورة أن يستعيد «الآزوري» أسلوب لعبه القديم، وأن يبتعد على الطريقة التي لعب بها في السنوات الأخيرة والتي تقترب أكثر من الأسلوب الإسباني الذي لا يتقنه اللاعبون الطليان، وختم: عرف المنتخب الإيطالي على مدار تاريخه بالقوة الدفاعية واللعب في العمق، علينا أن نطور ذلك ونعتمد على طريقة معينة حتى نحافظ على مكانتنا.

4

 

المنتخب الإيطالي أول منتخب أوروبي فاز بلقب بطولة كأس عالم لكرة القدم وكان ذلك في نهائيات 1934 وحقق «الآزوري» اللقب في 1934 و1938 و1982 و2006. أصبحت إيطاليا أول منتخب يحتفظ بلقب البطولة مرتين في 1934 و1938، وحلت في المركز الثالث في بطولة 1990. وشاركت آخر مرة في النهائيات في 2014.

10

 

لم يكن مشوار المنتخب الإيطالي في كأس الأمم الأوروبية حافلاً مثلما كان في بطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث شارك «الآزوري» 10 مرات من أصل 16 بطولة في أمم أوروبا ولكنه فاز باللقب مرتين فقط في 1968 ونسخة 2020.

35

 

يعتبر لويجي ريفا الهداف التاريخي لمنتخب إيطاليا، الذي لعب له بين 1965 حتى عام 1974، وشارك معه في 42 مباراة سجل فيها 35 هدفاً. بدأ ليفا مسيرته الكروية مع نادي ليجنانو في موسم 1961 ـــ 1962، لكن حقق شهرته الواسعة مع كالياري الذي لعب معه حتى اعتزاله في 1976 وقاده للوصول إلى الدرجة الأولى الإيطالي في 1964 وللتتويج بلقب الدوري الإيطالي في موسم 1969-1970.

176

 

يعد جانلويجي بوفون أكثر لاعب ظهر في تشكيلة المنتخب الإيطالي بـ176 مباراة، ووجد في قائمة المنتخب الإيطالي في 5 نسخ من بطولة كأس العالم، من 1998 إلى 2014، وكان الحارس الأساسي للمنتخب الأول الذي فاز بكأس العالم 2006، واستطاع خلالها بالحفاظ على شباكه نظيفة خلال 5 مباريات، كما أنه مثل إيطاليا في أربع بطولات أمم أوروبا، وفي دورة الألعاب الأولمبية 1996، وفي بطولتين لكأس القارات لكرة القدم.

 

Email