سامي الطرابلسي لـ «البيان»: «نسور قرطاج» أضاع فرصة تاريخية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشل المنتخب التونسي في تحقيق حلم الجماهير التونسية، التي كانت تحلم بمشاهدة منتخب بلادها يصل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم قطر 2022، لكنه ودّع البطولة سريعاً، رغم الانتصار على المنتخب الفرنسي بطل العالم في اللقاء الثالث.

المدرب سامي الطرابلسي، الذي سبق له تدريب منتخب تونس منذ 2011 وقاده للحصول على بطولة أفريقيا، ثم المشاركة في كأسي أفريقيا 2012 و2013 ويعمل منذ سنوات في الدوري القطري مع نادي السيلية، إضافة إلى أنه كان قائد المنتخب التونسي في كأس العالم 1998، تحدث عن المشاركة التونسية في المونديال.

تأهل

كيف تحكم على المشاركة التونسية في مونديال قطر؟

من الواضح أنه هناك حسرة بسبب الفشل في التأهل إلى الدور ثمن النهائي، لقد توافرت فرصة كبيرة لكرة القدم التونسية من أجل الوصول إلى الدور الثاني المرة الأولى ولكننا أضعنا هذا التأهل، ورغم أهمية الفوز التاريخي على المنتخب الفرنسي بالنظر إلى قيمة هذا المنتخب إلا أن ذلك لا يحجب قيمة الفرصة التي ضاعت عن كرة القدم التونسية التي تنتظر التأهل للدور الثاني منذ سنوات وأعتقد أن الفرصة كانت ذهبية.

برأيك ماذا حدث في لقاء أستراليا حتى خسر المنتخب المباراة؟

هو نوع من الاستسهال الذي ارتكبه المنتخب في عدد من البطولات، في مثل هذه البطولة نحتاج إلى جهوزية فنية وبدنية وتكتيكية، ولكن بعض المقابلات تحسم ذهنياً والمنتخب الذي يحسن التعامل مع مختلف مجريات اللعب هو الذي ينتصر، الإشكال أن المنتخب التونسي اعتقد أن مستواه المقنع ضد الدنمارك يضمن له الانتصار على أستراليا وخاصة بعد هزيمة المنافس ضد فرنسا.

ولكن المقابلات تحسم في الميدان وليس في الورق وهذا ما لم يتفطن له المنتخب الذي أضاع نصف الساعة الأولى وفي مثل هذه المقابلات فإن المنتخب الذي يبادر بالتسجيل يضمن بنسبة كبيرة الانتصار وهذا ما حصل فعلاً.

هل تدعم فكرة اللعب بخمسة مدافعين ضد أستراليا؟

ليس المهم عدد المدافعين ولكن الأهم التنشيط ومنطقة الكرة، المدرب هو الأقرب لمجموعته وهو من يعرف أكثر اللاعبين وله قناعاته التي يجب احترامها.

ولكن ربما كان من الأفضل القيام بالتعديلات التكتيكية في وقت أسرع بعد أن ثبت أن الطريقة لم تكن مجدية إذ لاحظنا تحسناً بعد العودة إلى الرسم الكلاسيكي، ولكن في النهاية فإن المدرب هو الوحيد الذي يعرف أهدافه من المقابلة وهو من يحدد الطريقة التي تناسب قدرات لاعبيه ومصادر القوة عند المنافس.

قوة الدفاع

هل القوة الدفاعية مصدر نجاح المنتخب؟

دفاعياً كانت كرة القدم التونسية متميزة طوال السنوات الماضية والمنتخب التونسي استند إلى عديد اللاعبين على مرّ التاريخ ونجح بفضل دفاعه في التعامل مع منافسين أكثر قوة.

ولهذا لم يكن مفاجئاً أن ينجح المنتخب دفاعياً باحتساب أن هناك ميلاً لتدعيم منظومة الدفاع على حساب الهجوم، إذ ليس من المنطقي تسجيل هدف واحد طوال البطولة وهي نقطة الضعف البارزة في المنتخب فعدد الفرص الخطيرة لم يكن كبيراً وعلينا البحث في هذه الأسباب.

من شد انتباهك من اللاعبين؟

لقد كان المنتخب التونسي طوال تاريخه معتمداً على قوة المجموعة أساساً ولا يعتمد على الفرديات ولهذا لا يمكن القول إن هناك فرديات برزت بشكل كبير لأن الحديث عن نجم يكون حينما ينجح في قلب الطاولة وصنع الفارق وهذا لم يحصل رغم أن علي معلول أثبت في مشاركته في اللقاء الأخير ضد فرنسا أن له إمكانات فنية متميزة جعلته يترك بصمته في المقابلة.

إضافة إلى عيسى العيدوني الذي تألق طوال البطولة وأعطى دفعاً معنوياً كبيراً لرفاقه في البطولة بسبب حسن استعداده وروحه التنافسية العالية.

جدل

هل أثرت المشكلات التي واجهت منتخب تونس قبل البطولة في مستواه؟

هذه المشكلات تحدث باستمرار، لم يعد الأمر يقتصر على المنتخب التونسي، فكل المنتخبات تواجه ضغطاً قوياً، في تونس أصبح الوضع في السنوات الأخيرة غير منطقي ولكن لاحظنا في البطولة أن اللاعبين لم يتأثروا بذلك وخاصة بعد الدعم الكبير الذي تمتعوا به من قبل الجماهير التي حضرت في الدوحة وساندتهم بشكل كبير للغاية ولعبت دوراً مهماً في توفير الحافز المعنوي.

ما تعليقك على اعتزال الخزري؟

لكل بداية نهاية، الخزري اختار التوقيت المناسب في اعتقادي للاعتزال رغم أنه ما زال قادراً على تقديم الإضافة ولكن في النهاية فقد كان مخلصاً للمنتخب واختار الاعتزال بعد المشاركة الثانية في المونديال، لقد خبرت بدايته في المنتخب وهو لاعب لا يبخل على المنتخب واعتزاله خسارة ولكن المنتخب التونسي قادر على إيجاد البديل بمواصلة العمل.

Email