رسالة على موقع للوظائف تقود لاعباً إلى كأس العالم 2026


لم يكن المدافع بيكو لوبيز يتوقع يوماً أن رسالة على موقع «لينكد إن» الشهير والمخصص للوظائف ستفتح له أبواب المجد الكروي، وتقوده إلى نهائيات كأس العالم 2026 وبشعار منتخب لا يعرف عنه شيئاً وبلد لم يرها بعينه حتى عمر الـ 27 عاماً.


تعود قصة لوبيز المولود في إيرلندا، تحديداً العاصمة دبلن من أم أيرلندية ووالد من الرأس الأخضر، إلى أنه كان يعيش حياة هادئة في بلاده التي نشأ فيها ويلعب مع فريق «شامروك روفرز» في الدوري الممتاز، حتى تلقى عام 2019 رسالة أعتبرها غامضة على موقع «لينكد إن» من اتحاد الكرة في الرأس الأخضر الذي كان يبحث عن لاعبين للمنتخب، لكنه تجاهل الرسالة لأنها كانت مكتوبة باللغة البرتغالية، وأعتبرها محاولة للنصب، لكن الاتحاد الكابفيردي تدارك الأمر بعد فترة قصيرة وأرسل رسالة قصيرة أخرى باللغة الإنجليزية يخبره برغبته في ضمه إلى صفوف المنتخب والتواصل معه، وحينها لم يتردد في الموافقة والدفاع عن قميص منتخب بلد والده.


ومن تلك الرسالة بدأت رحلته من دبلن إلى برايا عاصمة الرأس الأخضر، والتي كانت بداية فصل جديد في مسيرته، حيث شارك لأول مرة بقميص كاب فيردي في نهاية 2019، وسرعان ما أصبح أحد أعمدة الدفاع في المنتخب وتألق معه في بطولتي أمم أفريقيا 2021 و2023، بعد أن جمع في مستواه الفني بين القوة والهدوء والثقة.


ومؤخراً أسهم بيكو لوبيز في كتابة التاريخ لنفسه وبلاده بقيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الرأس الأخضر، التي تعتبر ثاني أصغر دولة تتأهل للمحفل العالمي في تاريخ المونديال بعد آيسلندا التي شاركت في نسخة 2018، ونجح بيكو في تحقيق الإنجاز التاريخي بعد مشوار حافل بالإصرار والعزيمة في إنجاز صنعته الظروف ورسالة إلكترونية حولته إلى أحد الأساطير، وسط جماهير بلاده التي تدين له بالفضل في تحقيق حلم التأهل إلى المونديال، الذي عبر فيه لوبيز القارات من أوربا إلى أفريقيا ومنها إلى موقع الحدث المرتقب في أمريكا الشمالية.