بيانيتش: التخطيط والعمل طويل المدى طريق الإمارات إلى المونديال


أكد البوسني ميراليم بيانيتش نجم برشلونة ويوفنتوس والشارقة سابقاً، أن وصول منتخب الإمارات إلى كأس العالم يجب أن يكون هدفاً استراتيجياً، مشدداً على ضرورة تضافر جميع الجهود لتحقيقه، وقال: «أعلم أن الشعب الإماراتي يتطلع منذ سنوات لرؤية منتخب بلاده في المونديال، وهذا حلم مشروع وقابل للتحقيق. هناك مواهب واعدة، وبنية تحتية ممتازة، وما ينقص هو الاستمرارية في التخطيط والعمل طويل المدى.«مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك قاعدة قوية من المواهب وبنية تحتية وتنظيمية قادرة على دفع اللعبة إلى آفاق أرحب في السنوات المقبلة.
وقال بيانيتش لـ«البيان»: «مستوى كرة القدم في الإمارات مهم للغاية، وهناك الكثير من اللاعبين الموهوبين الذين يملكون إمكانات كبيرة، لقد لمست خلال وجودي هنا شغفاً حقيقياً باللعبة من الجميع، من اللاعبين والمسؤولين وصولاً إلى الجماهير، وهو ما يجعل الأجواء محفزة للعمل والنمو».


وأضاف: «أرى أن كرة القدم في الإمارات لديها مجال واسع للتطور. هناك اهتمام ودعم من الحكومة، واستثمارات في الملاعب والأندية، وكل ذلك يشير إلى مستقبل مشرق، ومع استمرار العمل الجاد على مستوى الاحترافية والتنظيم، يمكن للدوري الإماراتي أن يحتل مكانة أكبر على الساحة الآسيوية». وأشار النجم البوسني، الذي دافع عن ألوان نادي الشارقة لمدة عامين بين 2022 إلى 2024، إلى أن تجربته في الدوري الإماراتي كانت مميزة على الصعيدين الفني والشخصي، موضحاً: «قضيت فترة رائعة هنا، شاهدت دورياً منظماً ومنافسة قوية، وتعرفت إلى لاعبين يتمتعون بمهارات عالية. ومع ذلك، لا يزال المجال مفتوحاً لمزيد من التطوير داخل الأندية، سواء في طريقة العمل أو في مستوى الاحتراف».


وتحدث بيانيتش عن الفوارق بين التجربتين الأوروبية والإماراتية قائلاً: «الفرق الرئيسي يكمن في تفاصيل العمل اليومي. في أوروبا، وخاصة في الأندية الكبرى، كل شيء منظم بدقة، من التدريب، إلى التحضير للمباريات، إلى أسلوب الإدارة. هنا في الإمارات توجد رغبة حقيقية في التعلم والتطور، وهذا ما يجعلني متفائلاً جداً بالمستقبل».
وأشاد بيانيتش بالخطوة التي تتبعها الأندية الإماراتية في استقطاب لاعبين ومدربين من أصحاب الخبرات الأوروبية، معتبراً ذلك إضافة نوعية لتطوير المنظومة المحلية. وقال: «وجود لاعبين ومدربين سبق لهم اللعب أو العمل في أندية كبيرة بأوروبا يُعد أمراً إيجابياً للغاية. خبراتهم قادرة على نقل الثقافة الاحترافية إلى اللاعبين المحليين، وهذا ما تحتاجه كرة القدم الإماراتية في هذه المرحلة».


وأضاف: «من المهم تعزيز التواصل بين هؤلاء النجوم السابقين والأندية المحلية، وخلق حوار مستمر يهدف إلى تبادل الخبرات، لأن الهدف في النهاية هو تطوير الأندية، وبالتالي رفع مستوى المنتخب الوطني. نجاح الأندية هو الطريق الأقصر لنجاح المنتخب».
وعن تجربته مع نادي الشارقة، عبّر بيانيتش عن اعتزازه بالفترة التي قضاها مع الفريق، قائلاً: «ما زلت أتابع مباريات الشارقة بشغف، وقد شاهدت لقاءاتهم أمام الجزيرة والوصل. هذا النادي سيبقى قريباً من قلبي، فقد عشت معهم تجربة مليئة بالحب والاحترام والدعم الجماهيري الرائع». وأضاف: «الموسم لا يزال في بدايته، والمدرب الجديد يحتاج إلى وقت للتأقلم، لكنني أثق تماماً بأن إدارة النادي تمتلك رؤية طموحة، وأن الفريق قادر على تحقيق نتائج مميزة قريباً».
وفي ختام حديثه، أكد بيانيتش أن تجربته في الإمارات ستظل علامة فارقة في مسيرته الكروية، مضيفاً: «كانت تجربة مختلفة عن كل ما عشته في أوروبا. هنا وجدت الاحترام والتقدير في كل مكان، وتعلمت أشياء جديدة داخل وخارج الملعب. سأظل ممتناً لهذه التجربة».