الأسطورة مارادونا.. احتفل بيننا في الإمارات يوماً ما بـ «عيد الاتحاد»


ليلة 14 مايو 2011، وصل الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا إلى الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً مدينة دبي الساحرة، في زيارة خاصة بدعوة من إدارة نادي الوصل، بعدها بيومين طارت وكالات الأنباء العالمية بخبر تعاقد الوصل مع مارادونا، ليصبح مدرباً للفريق بعقد لموسمين. وبالفعل قدّم «الإمبراطور» مارادونا في مؤتمر صحافي عالمي، في صفقة مدوية.. مارادونا الأسطورة أفضل من ارتدى الرقم 10 في عالم الساحرة المستديرة سيكون بيننا في بلاد «زايد الخير»، وسيسكن «دانة الدنيا» في أغلى وطن.
منذ اللحظات الأولى له في الإمارات، بدأت ملامح قصة حب لوطن عظيم، وقال في إحدى مقابلاته: «أعد نفسي إماراتياً، وسأحب هذا البلد حتى آخر يوم في حياتي»، كان مولعاً بـ«بلاد زايد»، وعشق دبي، ارتدى الزي الوطني واحتفل بعيد الاتحاد، وانضم للفرق الشعبية في الرقصات التراثية والابتسامة تملأ الوجه وتسعد القلب، قالها ذات مرة: «أتمنى العيش في الإمارات بقية حياتي، إلى درجة أنه عبّر في إحدى المرات عن أمنيته بأن يموت فيها».


راحة البال

قال في إحدى المقابلات الصحافية معبّراً عن حبه للإمارات: «أدهشني الناس المحترمون هنا، بإمكاني التجول والذهاب إلى السوبر ماركت، عندما كنت أريد قضاء عطلة، كنت أحاول اختيار بلد بعيد لا يعرف الكرة، لكني وجدت دبي، ووجدت كل ما كان ينقصني، مثل راحة البال أثناء التجول، والذهاب إلى السينما وحضور الأفلام، ولأن العمل يجب أن تتوافر فيه سبل الراحة مع أناس يحترمونك، حتى إن قام شخص بطلب توقيع أو صورة فهو يطلبها بلباقة، وهكذا يتصرف الناس في دبي، أما في أي مكان آخر فالوضع سيكون مختلفاً»، هكذا قال ساحر الكرة الأبدي.
منذ البداية، ارتبط الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا بعلاقة قوية ومميزة بالإمارات، وبدبي على وجه الخصوص، وذلك على مدى السنوات الماضية، وقالها صراحة: «الإمارات بلدي الثاني بعد الأرجنتين، ودبي من أجمل مدن العالم، وأرتاح حين أقيم بها».


التسامح
وكتب كثيراً عبر حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي: «ما وجدته خلال عملي بالإمارات مديراً فنياً للوصل والفجيرة، وسفيراً شرفياً للرياضة، يؤكد أن الإمارات تمثل أسمى معاني التسامح وتقبل الآخر من دون تمييز، وهو ما يتجلّى في أسلوب حياة الإماراتيين اليومية، إيماناً منهم بأن الجميع سواسية».
ارتبط أسطورة كرة القدم العالمية، الراحل الأرجنتيني دييغو مارادونا، بعلاقة حب وعشق للدولة على مدى سنوات، ظل مقيماً فيها، وقاد فيها فريقَي الوصل والفجيرة، وشهدت الكثير من القصص المميزة، والمواقف الإنسانية واكتشاف مواهب كروية.


رحيل مارادونا 

25 نوفمبر 2020.. ليلة بكت فيها كرة القدم.. توفي مارادونا عن 60 عاماً إثر أزمة قلبية أثناء فترة نقاهة بعد جراحة للأعصاب خضع لها. 5 سنوات كاملة مرت على الرحيل ولا يزال مارادونا باقياً بيننا.. رسائل من الحب والتقدير ما زالت تتدفق على قبره وصورة نعشه القابع تحت علم الأرجنتين ذي اللونين الأبيض والسماوي هي الباقية في الذاكرة لأسطورة خالدة في عالم الساحرة المستديرة لن تتكرر.. أبناء مارادونا أعلنوا نهاية 2024 عن مشروع إقامة ضريح في قلب بوينس آيرس، ليكون مكاناً للذاكرة تُنقل إليه رفاته، الموجودة حالياً في مقبرة خاصة خارج العاصمة، لكن المشروع الذي كان مقرراً في 2025، لن ينفذ قبل انتهاء الإجراءات القضائية، وفق مصادر قريبة من الملف. مارادونا رحل ولا يزال حبه للإمارات باقياً.. صورة بالزي الوطني وسعادة تملأ الوجه ورقصة شعبية في احتفالات الوطن الغالي.