حمدان بن زايد يأمر بمشاركة الصف الأول في النسخة 9 متفرقات حول الدورة

التميمة والتحكيم يدفعان السعودية والعراق للانسحاب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل دورات كأس الخليج رحلة عمر بالنسبة لي فقد علمتني الكثير من التجارب وأكسبتني المعارف والاصدقاء فأصبحت جزءا هاما في مسيرتي العملية والاعلامية فهي التي كونت لي شخصية على الصعيد الاعلامي ولهذا أصبح لها وضعها الخاص في قلبي ولها لي من المواقف والذكريات الحلوة والمرة التي علمتني الحب والتضحية والصبر

واليوم يتجدد الحديث عن عروس الدورات الرياضية كأس الخليج العربي التي تعود الى رياض الخير فالجميع يتمنى أن تنجح الشقيقة الكبرى في تنظيم الحدث الكبير فهي ليست غريبة عنها وسبق تنظيمها ثلاث مرات .

والآن تمر وتعود الى أرض الذكريات لنا (فوق هام السحب) تحديدا حيث كانت المشاركة الخارجية الاولى لمنتخبنا الكروي في دورات كأس الخليج العربي الثانية عام 72 حيث نتطلع للحفاظ على اللقب، ومن يسترجع هذه السنوات سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل خليجي في أعماقه فهذه تجربة عمر لما تحمل هذه البطولة الغالية علينا من ذكريات جميلة والتي علمتنا فنون الإعداد والإدارة والتنظيم والاعلام الرياضي .

وبدأت الكرة في الخليج رحلتها في عالم المنافسة الشريفة تبحث لها عن هوية وعن مكانها اللائق فلم تكن هناك دورة تحظى بسمعة تستحق الالتفاف حولها وما يميزها عن غيرها بأنها علاقة حب بين القادة والشعوب مما أدى لوجود صلة وترابط قوي مما يعزز من مكانتها شيبتني كأس الخليج.. والله من وراء القصد.

استضافت الكويت البطولة الخليجية العاشرة من 20 فبراير إلى التاسع من مارس 1990 ، وافتتحها الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت بملعب الصداقة والسلام، وشهدت تلك الدورة انسحابا غير متوقع من السعودية قبل بدء المنافسات، لاعتراض المسئولين على شكل التميمة الذي يضم جوادين، في شعار البطولة بما يشير إلى حيوانَيْن استخدمهما الكويتيون في معركة الجهراء في عام 1919، كما انسحب المنتخب العراقي في وسط المنافسات اعتراضاً على التحكيم، بعد طرد كابتن الفريق عدنان درجال خلال مباراة الإمارات.

وكان من جراء ذلك أن لعب المنتخب العراقي ثلاثة لقاءات فقط لتشطب جميع نتائجه من الدورة، واصبح وضع الدورة العاشرة غير مهيأ بالمرة للحصول على النتائج والأهداف المرجوة، وذلك رغم استمرار الدورة بمشاركة 5 منتخبات فقط، وألقى بكل تأكيد انسحاب السعودية ومن ثم العراق من فعاليات الدورة العاشرة بظلاله القاتمة على جميع المتابعين والمراقبين للبطولة.

وفازت الكويت صاحبة الضيافة باللقب للمرة السابعة في تاريخها، وحل المنتخب القطري وصيفاً، وجاء منتخب البحرين ثالثاً ونال البرونزية، في حين جاءت سلطنة عمان في المركز الرابع، تلتها الامارات في المركز الخامس والأخير وكانت تلك أسوأ مشاركة للأبيض منذ دخل المعترك الخليجي في الدورة الثانية، علماً بأنه كان وصيفاً في النسخة السابقة التي استضافتها السعودية.

العين أصابت الأبيض

ويبدو أن العين أصابت الأبيض الإماراتي في مقتل بتلك الدورة العاشرة، وخرجنا بنكسة لا تبارح الذاكرة، حيث تلقينا خسارة موجعة وثقيلة في مباراتنا الأخيرة مع الأزرق الكويتي المضيف الذي زار شباكنا ست مرات بينما اهتز مرماه مرة واحدة، وهي النتيجة التي لم تحدث من قبل على الإطلاق للأبيض في تاريخ مشاركاته بالدورة، بسبب إننا لم نحدد توجهنا الصحيح بأي فريق نشارك.

خاصة وأننا كنا على موعد مع المشاركة التاريخية للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم بايطاليا، وكانت المهمة صعبة حيث كنا نواجه خيارات وضغوطا من الأشقاء بالكويت بشكل يومي، وتحرك الراحل الشيخ فهد الأحمد وأجرى اتصالاً مع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد الكرة وقتها.

وطلب منه بأن يغير اتحاد الإمارات قراره ويشارك بالفريق الأول، حيث كانت النية تتجه للمشاركة بالصف الثاني، وبمجرد علم الشيخ فهد الأحمد بالأمر، قال في اتصاله الهاتفي بسمو الشيخ حمدان بن زايد «يا طويل العمر الدورة دورتكم نجاحها من نجاحكم فأرجو المشاركة بالنجوم»، فرد عليه سمو الشيخ حمدان «تم»، حرصاً على نجاح الدورة، وجاءت تعليماته، واضحة بالمشاركة وبكافة نجوم الفريق، مهما كان وهذا ما حدث بالضبط.

وجاءت العروض والنتائج دون المتوقع رغم أن كرة الإمارات حققت قفزات واسعة في الدورتين الثامنة والتاسعة وكانت قاب قوسين أوأدنى من الفوز بكأس الخليج، وكان يتولى تدريب منتخبنا وقتها المدرب برنارد بلاوت عقب أزمة المدرب البرازيلي السابق زاجالوا، وتم الاستعانة بمدرب فريق الشارقة بلاوت.

وجاءت النتائج عكس ما نشتهي فتعادلنا مع عمان 1/1 وقطر 0/0 وخسرنا من البحرين بهدف وكانت الهزيمة الثقيلة في اللقاء الأخير أمام الكويت 1/6 وفي هذه المباراة ظهر إسم المدرب الكويتي المعروف محمد إبراهيم حيث سجل بمفرده خمسة أهداف في مرمانا، وصار هدافاً للدورة من تلك المباراة.

دور مؤثر للفهد

ولعب الشهيد فهد الأحمد، دوراً مؤثراً في الحركة الرياضية بالمنطقة الخليجية، منذ دخل معترك الرياضة التي أحبها بدءاً من تواجده مع نادي القادسية الذي يعد احد اكبر أندية الخليج وأكثرها شعبية، حيث ترأس وفد القادسية خلال زيارته لدولة الإمارات عام 73 .

وأصبح رجلاً محبوباً لدى الجميع وتربطه علاقته الطيبة مع كل القيادات وأصبحت كلمته مسموعة، في كل دورات الخليج، والتقيت مع الراحل فهد الأحمد أول مرة عام 80 في الكويت، عندما نظمت نهائيات كأس اسيا، وكنت مرافقاً صحافياً للمنتخب الوطني في أول تجربة صحافية لي خارج الوطن، وتكررت اللقاءات بعد ذلك في دورة سنغافورة ودورات كأس الخليج لكرة القدم.

فكان رجلا استثنائياً صاحب شخصية قوية، ولا أريد أن أزيد أكثر من ذلك، فالرجل في دار الحق، بعد أن قضى نحبه بموقف مشرف في الثاني من أغسطس 1990 ليكون من أول شهداء وطنه وكان رحمة الله عليه صاحب مواقف مشهودة لا تنسى عند كافة الرياضيين في المنطقة الخليجية، ومن بين المواقف التي أتذكرها للشهيد الراحل، في دورة الخليج السابعة عام 84 بمسقط، كنت ضمن الوفد الرسمي .

وكنت قريباً من الشيخ فهد الأحمد حيث كان يتولى رئاسة الوفد الكويتي وقد نجح في تحويلها إلى أجواء مثيرة، بعد أن هدد بالانسحاب من خلال بيان صحافي قام بتوزيعه على الإعلاميين، وأذكر أنه دعاني شخصياً عندما طلبت منه التحدث إلى تليفزيون دبي.

وكان معي الزميل المصور محمد هاني عبد الجابر وعند أول سؤال أوجهه للشهيد فاجأني بأنه يدعو رؤساء الاتحادات الخليجية قبل مؤتمرهم الاعتيادي إلى دعوة اليمن السعيد للمشاركة بكأس الخليج العربي لكرة القدم وهي ما تسمى بمبادرة فهد الأحمد.

حتى جاء القرار من أعلى سلطة سياسية بدول مجلس التعاون عندما أقر القادة الزعماء والرؤساء والملوك دعوة اليمن للانضمام إلى دورات الخليج وقد بدأت بالفعل المشاركة اليمنية من الدورة السادسة عشرة بالكويت.

معاني سامية

حفل افتتاح الدورة العاشرة، امتدت فقراته لساعتين ونصف الساعة، فقد جاء رائعاً عبر خلاله 17 ألف شاب وفتاة عن المعاني السامية لتلك التظاهرة الرياضية الشبابية التي تجمع بين شباب الخليج كل عامين.

وحضر فعاليات الحفل عدد كبير من القيادات الشبابية والرياضية العربية والخليجية الى جانب عدد من الشخصيات الدولية في مقدمتهم خوان انطونيو سمارانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وقد كانت لحظة رائعة في ختام فقرات الحفل عندما توحد الجميع والذين مثلوا الدول الخليجية بأرض الملعب في لوحة رائعة تعكس المعاني النبيلة والأهداف الشريفة التي من اجلها تقام الدورة،

أقيمت 10 مباريات فقط، سجل فيها 21 هدفاً، وحصل على لقب الهداف محمد ابراهيم مهاجم الكويت (5 أهداف)، وحصل الإماراتي ناصر خميس على جائزة أفضل لاعب، وأما عن نتائج المباريات جاءت كالتالي: فوز الكويت على البحرين0/1 وتعادل الإمارات مع عمان 1/1 وقطر مع البحرين 0/0 والكويت مع عمان 1/1 وقطر مع الإمارات 0/0 والبحرين مع عمان بنفس النتيجة و فوز قطر على عمان 2/4 والبحرين على الامارات 0/1 والكويت على قطر 0/2 والكويت على الإمارات 1/6.

الدورة العاشرة كانت دورة التعادلات حيث انتهت 5 مباريات من عشر بالتعادل منها 3 سلبية واثنتان إيجابية هدف لهدف.

المنتخب العمانــي هــو الفريق البادئ بتسجيل الأهداف في كل المباريات التي لعبها باستثناء مباراته مع البحرين والتي انتهت بالتعادل السلبي وكان البادئ بإحراز الأهداف في مبارياته أمام الكويت والإمارات وقطر.

منتخب الكويت صاحــب أول هــدف بالدورة وسجـــله وائــل سليــمان فــي مرمى البحرين باللقاء الافتتاحي، وآخر هدف في الدورة احرزه الكويتي أيضاً وليد نصار.

شهدت الدورة 10 إنذارات وثلاث حالات طرد.

أسرع هدف في الدورة سجله هلال حميد لاعب منتخب عمان في الدقيقة الرابعة بمرمى قطر من ركلة جزاء.

أشرف على تدريب المنتخبات المشاركة في خليجي 10 كل من: برنارد بلاوت (الإمارات)، وأولى ماسلو (البحرين)، وجورج فيتوريو (سلطنة عمان)، وايفو داريس ورثمان (السعودية) ولويس فيليب (الكويت).

أدار مباريات الدورة العاشرة 9 حكام بينهم أربعة من أوروبا وأميركا الجنوبية، وهم: وويلسون (البرازيل)، وجورج (الاكوادور)، وتريكومارين (شيلي)، وجاكوب (هولندا)، إضافة إلى خمسة حكام من المنتخبات المشاركة هم: يوسف شريف (البحرين) وعبدالكريم (العراق) وحسن الملا (قطر) واحمد حكيم (الإمارات) ومحمد صالح (عمان).

تقدم الحكم القطري حسن الملا بطلب للجنة الحكام بتسليمه جواز سفره ليغادر فوراً عائدا الى الدوحة، بعد أن تجاهلته لجنة الحكام ولم تختره لإدارة أي مباراة في أول أربعة أيام من عمر الدورة.

الدورة العاشرة كانت أخر ظهور للمنتخب العراقي الذي انسحب أثناء البطولة، حيث تم حرمان أسود الرافدين من المشاركة في الدورة التالية عام 1992 التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بسبب الحرب الخليجية الثانية، إلى أن عادت العراق مجدداً للمنافسة في النسخة 17 التي نظمتها قطر أيضاً عام 2004.

اتخذت اللجنة المنظمة، قراراً بشطب نتائج المنتخب العراقي من الدورة، وكان قد لعب ثلاث مباريات، حيث فاز على البحرين 1/صفر وتعادل مع الكويت 1/1 وتعادل مع الإمارات 2/2.

Email