تتجه الانظار في الساعة الخامسة و25 دقيقة اليوم الثلاثاء إلى استاد نادي الغرافة في العاصمة القطرية الدوحة، حيث لقاء «القمة الكلاسيكية» الخاص جداً بين الجارين منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس اسيا الخامسة عشرة لكرة القدم، وصراع ساخن مشترك بينهما على حجز مقعد في النهائي، تطلعاً لمعانقة الكأس القارية. والمنتخبان الياباني والكوري الجنوبي اكدا انهما الافضل في القارة الاسيوية في الاعوام الماضية كما انهما باتا ممثلين ثابتين لها في نهائيات كأس العالم، وحققت كوريا الجنوبية افضل انجاز اسيوي في المونديال حتى الان، بوصولها إلى نصف النهائي في النسخة التي استضافتها مع اليابان عام 2002، قبل ان تخسر أمام المانيا وتحل رابعة.
التفوق لـ «الساموراي»
ويتفوق «الساموراي» الياباني على نظيره الكوري الجنوبي في بطولة كأس اسيا، فتوج بطلا ثلاث مرات اعوام 1992 و2000 و2004 وفرض ذاته مرشحا دائما للقب رغم ان مشاركته فعليا في البطولة تأخرت إلى النسخة التاسعة عام 1988 في قطر بالتحديد حين خرج من الدور الأول.
وكانت اليابان خاضت تصفيات البطولة الرابعة في إيران عام 1968 لكنها فشلت في بلوغ النهائيات، وغابت كذلك عن نهائيات الدورات الخامسة عام 1972 في تايلاند، والسادسة عام 1976 في إيران، والسابعة عام 1980 في الكويت، والثامنة عام 1984 في سنغافورة.
واما «شمشون» الكوري الجنوبي فما يزال يبحث عن لقب طال انتظاره 51 عاما،اذ انه توج بطلا في النسختين الأوليين عامي 1956 و1960 ، وفشل لاحقا في رفع الكأس رغم انه كان قريبا منها في ثلاث مناسبات خسر فيها النهائي، عام 1972 في إيران أمام منتخب البلد المضيف 1-2، وعام 1980 أمام الكويت صفر-3، وعام 1988 في الدوحة أمام السعودية 3-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي صفر-صفر.
وصحيح ان تاريخ البطولة لم يجمع المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي كثيرا حتى الان، فقد التقيا مرتين فقط في نهائياتها، الأولى في النسخة التاسعة في الدوحة وفاز فيها الكوري بهدفين نظيفين ضمن منافسات الدور الأول، والثانية في النسخة العاشرة في اليابان عام 1992 وتعادلا 1-1، وفي مقابل سطوة المنتخب الياباني منذ دورة 1992، سجل المنتخب الكوري الجنوبي تراجعا كبيرا في هذه البطولة فاكتفى بالوصول إلى نصف النهائي عام 2000 في لبنان وخرج أمام السعودية، و2007 في جاكرتا وخسر أمام العراق.
الطريق لنصف النهائي
وطريق المنتخبين إلى نصف النهائي كان مختلفا، فخاضت اليابان اربع مواجهات ضد منتخبات عربية حتى الان، فتعادلت مع الاردن 1-1 في الثواني القاتلة وتغلبت بصعوبة على سوريا 2-1 واكتسحت السعودية 5-صفر في الدور الأول، ثم عانت كثيرا قبل ان تتغلب على قطر المضيفة في ربع النهائي 3-2 رغم انها لعبت نحو نصف ساعة بنقص عددي بعد طرد المدافع مايا يوشيدا
واما كوريا الجنوبية فتغلبت على البحرين بصعوبة 2-1، ثم تعادلت مع استراليا 1-1 قبل ان تفوز على الهند المتواضعة 4-1 في الدور الأول، وحققت فوزا صعبا على إيران 1-صفر بعد التمديد في ربع النهائي.
قمة خاصة
واسباب كثيرة تجعل مباراة المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي قمة خاصة، فانهما من ابرز المرشحين للقب، كما انهما يضمان عددا وافرا من النجوم المحترفين في اوروبا، ويعتمدان معا على السرعة في الاداء والانضباط التكتيكي في الدفاع والهجوم، ويبرز في المنتخب الكوري المتألق بارك جي سونغ، والمدافع الفذ تشا دو ري ولي يونغ راي وكوو جا تشيول وجي دونغ وون، وفي المنتخب الياباني شينجي كاغوا، والذي يتردد عن تلقيه عرضا من مانشستر يونايتد الانجليزي، حيث يحترف بارك جي سونغ، وشينجي اوكازاكي وكيسوكي هوندا وماكوتو هاسيبي وياسوهيتو ايندو.
تعليقات مدربين
ورفض مدرب منتخب اليابان الايطالي البرتو زاكيروني مقولة ان «مواجهة أربعة منتخبات عربية في الطريق إلى نصف النهائي قد تؤثر سلباً في فريقه أمام كوريا الجنوبية»، وأما مدرب منتخب الصين تشو كوانغ راي قال: المباراة مع اليابان من المباريات القوية جداً التي سنخوضها، أوافق على أن مستوى منتخب اليابان يتحسن بشكل تدريجي من مباراة إلى أخرى، لكن لم أخف أبداً لدى مواجهة اليابان حتى عندما كنت لاعباً.
وسبق لزاكيروني ان قاد منتخب اليابان في مواجهة نظيره الكوري الجنوبي في مباراة ودية في أكتوبر الماضي انتهت بالتعادل السلبي، ويعتبر المدرب الايطالي ان اليابان وكوريا الجنوبية من ابرز القوى في آسيا على صعيد كرة القدم، وكل من المنتخبين يملك الأوراق التي تمكنه من الفوز بالمباراة، ولذلك توقع ان تكون المباراة صعبة وقوية جداً.
وأضاف: يمتاز منتخب كوريا الجنوبية بالسرعة والمهارة وانا احترم قدراته كثيراً، لكنني اركز على فريقي، لأننا سنلعب من اجل الفوز للوصول إلى المباراة النهائية ومن ثم احراز اللقب.
اليابانيون سعداء بتألق فتاهم المدلل كاغاوا
عكست الصحافة اليابانية الصادرة خلال اليومين الماضيين حالة الفرح التي سادت الشارع الرياضي الياباني بعد تألق مهاجم الساموراي الشاب شينجي كاغوا الذي تعلق عليه آمالاً كبيرة لرفع راية البلد عالية باعتباره واحداً من المواهب القادمة إلى عالم الأضواء في المستقبل، وظهرت علامات الارتياح على وجوه اليابانيين الذين أثنوا على قدرات فتاهم المدلل التي فجرها أمام العنابي في لقاء ربع النهائي يوم الجمعة الماضي واعتبرتها البداية لمسيرة حافلة بالتألق يعولون على استمرارها في اللقاءين المقبلين للعودة إلى طوكيو بالكأس الغالية بعدما كبرت طموحات الجميع عقب تجاوز العقبات التي مروا منها حتى الآن. وكانت مشاعر القلق قد تسربت إلى نفوس الكثيرين بعدما فشل كاغاوا في التهديف في الدور الأول من البطولة في ثلاث مباريات أتاح له خلالها الإيطالي ألبرتو زاكيروني الفرصة كاملة ولم يتسرع في الحكم عليه أو استبداله، فعوض ذلك في لقاء ربع النهائي وسجل هدفين وأسهم بشكل وفير في تسجيل الثالث الذي منح بطاقة التأهل لمنتخب بلاده للمرور للدور الثاني.
اللاعب نفسه عبر عن سعادته الكبيرة بالتسجيل في البطولة الآسيوية التي يتوقعها أن تكون انطلاقته الحقيقية مع المنتخب، حيث أسهم الهدفان اللذان سجلهما في تخلصه من الآثار النفسية السلبية التي عانى تبعاتها خلال الأيام الماضية بسبب عجزه عن هز الشباك في مباريات الدور الأول.
بارك سونغ: تمنيت مواجهة اليابان في النهائي
أعرب النجم الكوري الجنوبي بارك جي سونغ عن قلقه من هذه المواجهة التي تجمعه بمنتخب بلد شهد خطوته الاحترافية الأولى مع نادي كيوتو بوربل الياباني، وأضاف موضحاً وجهة نظره: أعتقد أنه من الواجب أن نواجههم في النهائي، لكننا ملزمون بذلك في مرحلة نصف النهائي، سيكون لقاء قوياً بأداء جيد من الفريقين معاً خصوصاً أنهما قدما مستويات جيدة حتى هذه المرحلة، اليابان وكوريا من أفضل الفرق في آسيا وأتمنى أن نثبت ذلك خلال مواجهتنا الثنائية، لاعبونا الشباب اكتسبوا خبرة جيدة في هذه البطولة، وقد أكدوا ذلك خلال المباريات السابقة.
واقعية
إيوامازا: لا مجال للخطأ وصولاً للنهائي
أعرب دايكي إيوامازا عن سعادته باللعب في مباراة اليوم أمام المنتخب الكوري الجنوبي في مباراة نصف نهائي كأس آسيا، رغم حسرته على كون الأمر تم على حساب زميله في الفريق مايا يوشيدا الموقوف بسبب طرده في مباراة ربع النهائي أمام العنابي، مضيفاً أن مواجهة المنتخب الكوري الجنوبي تزيده حماساً للعب بقوة بغية الدفاع عن مرمى فريقه الذي اهتز مرتين في اللقاء السابق، وهو أمر يستحق أن تراجع الأوراق من أجله، لأن الأمر أكد وجود بعض الهفوات من وجهة نظره تحتاج تركيز كبير تفادياً لتكرارها وطموحاً في بلوغ النهائي، مؤكداً أن الجانب الهجومي كان جيداً فى اللقاء الأخير لكن الشق الدفاعي من المجهود لم يكن في مستوى الطموحات.
وأضاف إيوامازا أن المنتخب الياباني يملك حظوظاً للمنافسة على اللقب وليس التأهل فقط إلى المباراة النهائية لذلك سيدافع عن حظوظه كاملة حتى النهاية مهما كان الخصم، مقللاً من حجم القلق من مواجهة منتخب الجيران انطلاقاً من إيمانه أن من يلعب من أجل التتويج لا يرى فارقاً بين جميع المنتخبات المشاركة وعليه أن يكون مستعداً لجميع المنافسين وكل الاحتمالات مهما كانت صعبة، لأن اللقب في النهاية يستحق بذل مجهود أكبر.
رغبة
ماكوتو: متحمس لمواجهة «النمر»
قال ماكوتو هاسيبي عميد منتخب «الساموراي» الياباني، إنه كان يفضل الاصطدام بالمنتخب الكوري الجنوبي في المباراة النهائية، لكن ما دام الأمر كذلك فمواجهتهم أمر حتمي آجلاً أو عاجلاً، وأضاف: أنا جد متحمس للعب أمام «النمر» الكوري، وأعتقد أن كل من سيتابعها سيستمتع بها حتى النهاية، فالمنتخب الكوري لعب بشكل أفضل من المنتخب الإيراني ويمكننا القول إن رغبتهم كانت أكبر في بلوغ الهدف، وسيكون علينا أن نلعب بكل ما أوتينا من قوة أثناء مواجهتهم، وتخطيهم بنجاح وبلوغ المباراة النهائية ومواصلة مشوار المنافسة على اللقب القاري.
حقائق
نجوم تصنع الفارق لكوريا الجنوبية
كشفت مباريات البطولة الحالية عن تألق بعض العناصر التي لعبت دوراً مؤثراً في مسيرة المنتخب الكوري الجنوبي خلال الدور الأول، وجعلت النمر يقترب من الانقضاض على فريسته، والحصول على كأس البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، ولعل من أبرز هؤلاء اللاعبين هداف الفريق اللاعب كوجا شول صاحب الأهداف الثلاثة، والتي جعلته يقترب من المنافسة على لقب الهداف، خاصة أن هناك مباراتين قادمتين يمكن أن يحدث فيهما الكثير إذا حالفه الحظ مع الفريق للتسجيل، رغم أن الفرص قائمة حتى لو خسر فريقه مباراة نصف النهائي أمام اليابان على اعتبار أن هناك مباراة التصنيف لتحديد المركزين الثالث والرابع في البطولة إذا تخلى عنه التوفيق في الوصول بفريقه إلى المباراة النهائية.
كما يضم الفريق أيضاً بعض العناصر المهمة التي صنعت الفارق مع النمر الكوري في مسيرته الآسيوية منها تشا دور ري لاعب سيلتيك الاسكتلندي، وبارك جي سونغ لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي وجي دونغ وون، ولي جونغ سو لاعب نادي السد، وتشو يونغ هيونغ لاعب نادي الريان.
