بطلات الإمارات في الريشة الطائرة.. حضور لافت وطموحات عالمية

نورة الجسمي خلال تتويج غدير الظاهري وفطيم الظهوري وسميرة البلوشي
نورة الجسمي خلال تتويج غدير الظاهري وفطيم الظهوري وسميرة البلوشي
سهاد عويس
سهاد عويس
موزة العليلي
موزة العليلي

في قلب العاصمة أبوظبي، وتحديداً في مقر أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، احتضنت الصالة المغلقة بطولة استثنائية، جمعت بين الشغف والتنافس، حيث تألقت مجموعة من اللاعبات المواطنات في رياضة الريشة الطائرة، لتسجل كل منهن حضوراً مميزاً، يؤكد أن المستقبل الرياضي للمرأة الإماراتية يسير في الطريق الصحيح.

البطولة التي نظمت بدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبرعاية اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، كانت منصة لإبراز المواهب الصاعدة، وتجسيد روح الالتزام التي تنمو في صمت خلف كواليس التدريب والمثابرة.

في هذا التقرير تفتح «البيان» نافذة على مسيرة أربع بطلات من فئة المواطنات هن: غدير الظاهري، فطيم الظهوري، سميرة البلوشي، وموزة العليلي، إلى جانب المدربة القديرة سهاد عويس، التي تشرف على صقل هذه المواهب، وتشارك في صناعة جيل جديد، يحمل الطموح والرغبة في تمثيل الوطن بأفضل صورة.

صوت الخبرة

منذ أكثر من عقد من الزمن كانت المدربة سهاد عويس شاهدة على انطلاقة رياضة الريشة الطائرة في الإمارات، ورافقتها في خطواتها الأولى حتى أصبحت اليوم من الألعاب النشطة بين الفتيات.

المدربة المخضرمة تتولى تدريب منتخب الإمارات للسيدات، وتشغل منصب مديرة فريق الريشة الطائرة بنادي النصر، تحدثت لـ«البيان» عن مشوار تأسيسي طويل، بدأ من بطولة «السلام والرياضة» عام 2014، أول فعالية رسمية لرياضة الريشة الطائرة للسيدات في الدولة، وقالت: «بدأنا من لا شيء تقريباً، واليوم أصبح لدينا أربعة أندية تمارس اللعبة فعلياً، من بينها نادي النصر، الذي يتصدر دائماً ترتيب البطولات المحلية، إلى جانب أندية كلباء وأبوظبي لألعاب المضرب، ومراكز تدريبية جديدة مثل مركز مدرسة عائشة بنت عثمان في كلباء».

وأضافت سهاد أن النجاح لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة دعم مستمر من الدولة ووزارة الشباب والرياضة، ومن اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، برئاسة الأستاذة نورة الجسمي، مشيرة إلى أن اللعبة شهدت تطوراً كبيراً على مستوى الإقبال والمهارات، خاصة مع دخول الأندية الرسمية على الخط منذ أربع سنوات.

وعن تقييمها للنسخة الأخيرة من بطولة أكاديمية فاطمة بنت مبارك أشادت بالمستوى الفني العالي للبطولة رغم إقامتها في يوم واحد فقط، وأوضحت أن اعتماد نظام المجموعات وخروج المغلوب أفرز عن منافسات قوية، أظهرت مهارات لافتة للاعبات، كما نوهت بالتنظيم المميز للحدث من قبل الاتحاد، والتألق اللافت للحكمات الإماراتيات.

وأكدت سهاد أن أحد أبرز التحديات الحالية يكمن في استقطاب الفئات العمرية الصغيرة، مشيرة إلى أن بعض العائلات لا تزال تتردد في إرسال أطفالها في سن مبكرة إلى الأندية، رغم أن اللعبة تعتمد في أساسها على التأسيس المبكر.

وفي ختام حديثها كشفت المدربة عن خطط تطويرية طموحة، تتضمن توسيع القاعدة من خلال المهرجانات والبطولات المدرسية، وزيادة عدد المدربين والدورات التأهيلية، إلى جانب العمل على إعداد كوادر تنظيمية وتحكيمية قادرة على مواكبة استضافة الإمارات لأكبر بطولات العالم في اللعبة.

وفي عمر الـ 18 استطاعت غدير الظاهري أن تحجز لنفسها مكاناً في صدارة التتويج، بعد فوزها بالمركز الأول في فئة المواطنات ضمن بطولة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للريشة الطائرة، لاعبة نادي النصر، التي تمارس اللعبة منذ ثلاث سنوات ونصف فقط، وصفت شعورها بعد التتويج قائلة : «شعور رائع أن أكون في المركز الأول، وأتمنى دائماً أن أكون في المكان الذي أستحقه، لأن ذلك يدفعني لتقديم الأفضل في كل بطولة».

وعن سر إنجازها الأخير، قالت غدير: «الداعم الأكبر لي هم أمي وأبي وعائلتي، إلى جانب مدربي الكابتن محمود طيفور، والكابتن سهاد، والكابتن زيد، وأشكر اتحاد الريشة الطائرة، برئاسة نورة الجسمي، ونادي النصر على كل ما قدموه لي من دعم وتحفيز».

ولا تكتفي غدير بالبطولات المحلية، إذ كشفت عن طموحاتها المقبلة بثقة، قائلة: «أسعى لتقديم أفضل ما لدي لتمثيل دولة الإمارات في الاستحقاقات المقبلة على مستوى غرب آسيا والعرب، ومن ثم العالمية»، واختتمت حديثها بالإشارة إلى مشاركتها القريبة في بطولة إيطاليا الدولية الشهر المقبل، قائلة: «آمل أن نحقق نتائج طيبة في هذه البطولة، ونرفع اسم الدولة عالياً».

ورغم أنها لم تتجاوز الـ 16 من عمرها تمضي فطيم الظهوري بخطى ثابتة في رياضة الريشة الطائرة، بعد عامين فقط من انطلاقتها مع اللعبة، أثبتت خلالها أنها تمتلك الموهبة والعزيمة معاً، ووصفت تجربتها في بطولة أكاديمية فاطمة بنت مبارك بالرائعة، مشيدة بدور البطولة في توفير فرص التنافس والتطور للاعبات، قائلة: «من أبرز اللحظات التي أذكرها كانت في المباراة النهائية، إذ كان الفارق بيني وبين المركز الأول بسيطاً للغاية، لا يتجاوز أربع نقاط، تلك اللحظة جعلتني أوقن بأن المستوى متقارب، وأن القادم سيكون أفضل بإذن الله».

وتؤكد فطيم أن طريقها لم يكن خالياً من التحديات، لا سيما في التوفيق بين التزامات الدراسة والتدريبات، وقالت: «من أبرز الصعوبات التي واجهتني كانت الموازنة بين الدراسة والتدريب، خاصة خلال فترات البطولات، لكن بفضل تنظيم الوقت ودعم أسرتي ومدربي استطعت تجاوزها بحمدالله».

وبنظرة واثقة نحو المستقبل أكدت فطيم أن طموحاتها تتجاوز البطولات المحلية، قائلة: «أعمل بجدية على تحقيق هدفي، وهو إحراز بطولات على المستويين الإقليمي والدولي».

عودة قوية

منذ أن بدأت مشوارها في رياضة الريشة الطائرة بعمر الخامسة عشر لم تفارق سميرة البلوشي شغفها باللعبة، حتى بعد التوقف لثلاثة أشهر بسبب الإصابة، لتعود من جديد وتثبت نفسها بقوة، محققة المركز الثالث في بطولة أكاديمية فاطمة بنت مبارك ضمن فئة المواطنات. سميرة، ذات الـ18 عاماً، أكدت أن البطولة كانت تجربة حماسية ومليئة بروح التحدي، قائلة: «واجهت منافسات من فئات عمرية مختلفة، وكانت البطولة مليئة بالإثارة».

وتابعت: «أصعب مباراة خضتها كانت في أولى مواجهاتي بالبطولة، لأنها كانت أول مشاركة لي بعد الإصابة، لكنها شكلت تحدياً حقيقياً». ولا تقتصر طموحات سميرة على الإنجازات المحلية، إذ تؤمن بأن حلم تمثيل الوطن عالمياً ليس ببعيد، واختتمت حديثها، قائلة: «خطتي المستقبلية أن أصبح لاعبة دولية وعالمية، أرفع اسم بلادي في كل المحافل».

وفي الـ 13 من عمرها، تسير موزة العليلي بثقة على طريق الاحتراف، اللاعبة الإماراتية الشابة بدأت ممارسة اللعبة قبل عامين فقط، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في قلب المنافسات، وتحولت الهواية إلى شغف يومي تحرص على تطويره بكل جدية، وقالت: «منذ اللحظة الأولى شعرت أن الريشة الطائرة شغف وهواية أطورها باستمرار».

وشاركت موزة في بطولة أكاديمية فاطمة بنت مبارك بكل حماس، وتمكنت من حصد جائزة أفضل ضاربة في فئة المواطنات، وهي لحظة وصفتها بالمؤثرة جداً، وأضافت: «الفوز بالجائزة كان دافعاً قوياً للاستمرار، وأشعر أن جهودي بدأت تؤتي ثمارها».

وأضافت: أركز كثيراً على السرعة وردة الفعل، وعلى تعزيز القوة في الضربات الهجومية خاصة «السماش»، كما أهتم بتحسين لياقتي البدنية وتحركاتي داخل الملعب، وأحلل مبارياتي لتفادي الأخطاء والتعلم من الاستراتيجيات الجديدة». أما عن طموحاتها فتؤمن موزة بأن الأحلام لا حدود لها، قائلة: «أتمنى أن أصبح من أبرز اللاعبات في المنطقة، وأن أرفع اسم الإمارات عالياً».