في صالة التدريب بأكاديمية «باتلدور» بدبي، كانت الضربات الأولى للمضرب، تخط بداية مختلفة لفتاتين صغيرتين، تشبهان الحلم.. تابيا وميشا عمر، شقيقتان جمعتهما الموهبة.. واليوم، وبعد سنوات من العزيمة، تسجلان اسميهما في صفحات المجد، بعدما أصبحتا أول إماراتيتين تتأهلان إلى بطولة العالم للريشة الطائرة 2025، التي تحتضنها باريس في أغسطس المقبل.
بطلة الشهر ليست واحدة هذا العدد، بل اثنتان... وكأنهما توأمان في الشغف، والمثابرة، والطموح، تابيا وميشا عمر، نجمتان إماراتيتان تلمعان على الساحة العالمية.
عبّرت تابيا، ذات الثمانية عشر عاماً، عن سعادتها بهذا الإنجاز، قائلة: «التأهل إلى بطولة العالم شعور لا يوصف، حلم تحقق بعد سنوات من العمل والالتزام، ويزداد جماله، كوني أول لاعبة من الإمارات تصل إلى هذه المرحلة».
ورغم التحديات التي واجهتها في الموازنة بين الدراسة والتدريبات، أكدت تابيا أن دعم مدرستها ومشاركتها في برنامج «رحال»، منحاها المرونة اللازمة للاستمرار، مشيرة إلى أن هذا التوازن، كان حجر الأساس في مشوارها الرياضي.
ولم يأتِ تصدرها التصنيف العالمي للزوجي تحت 19 سنة من فراغ، فقد كانت لحظة التتويج الأول بلقب دولي، هي الشرارة التي غيرت كل شيء، كما قالت: «الفوز الأول غير ثقتي بنفسي تماماً، ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة جديدة في مسيرتي»، وأضافت: «تدريبي على يد المدرب ألفاز كلام، والدعم الكبير من اتحاد الريشة الطائرة، ومن السيد جعفر إبراهيم، ممثل الاتحاد الدولي، كان له دور كبير في كل ما وصلت إليه».
تصنيف متقدم
أما ميشا، شقيقتها الأصغر، والتي لم تكمل عامها السابع عشر بعد، فوصفت شعورها بالتأهل قائلة: «كل لحظة تعب وتدريب وسهر، كانت تستحق، وما زاد سعادتي أني أمثل بلادي في بطولة بهذا الحجم». وتتميز ميشا بتصنيفات عالمية متقدمة في الفردي والزوجي، لكنها ترى أن اللعب إلى جانب شقيقتها، يمنحها تجربة مختلفة تماماً، قائلة: «عندما نلعب معاً، لا أشعر أني وحدي، بيننا تفاهم طبيعي ونكمل بعضاً، وهذا ما يجعل لكل مباراة طابعها الخاص».
ورغم حداثة سنها، إلا أن ميشا واجهت تحديات، أبرزها التأقلم مع ظروف اللعب خارج الدولة، وتخطي رهبة مواجهة لاعبات أكثر خبرة، لكنها قالت بثقة: «كل بطولة علمتني شيئاً جديداً، وأنا أرى التحديات جزءاً من الرحلة، وليست عائقاً».
أما الطموحات، فتبدو واضحة لدى الشقيقتين.. التأهل إلى الأولمبياد، ورفع راية الإمارات في أكبر المحافل العالمية، وبينما تحلم تابيا بمواصلة تصدر التصنيف العالمي للسيدات، تركز ميشا على تطوير مستواها الذهني والبدني والفني، وتؤمن بأن كل يوم يحمل خطوة نحو الحلم الأكبر.
وفي رسالة ملهمة للفتيات الإماراتيات، قالت تابيا: «الطريق صعب أحياناً، لكنه ممكن، إذا أحببتِ ما تفعلين، وطلبتِ المساعدة، وثابرتِ، فكل شيء يصبح ممكناً»، وأضافت ميشا: «بادري بالتجربة، فقد تفتح لكِ الرياضة آفاقاً لا تتخيلينها».