مشاعل البلوشي ترسم مسيرتها في الريشة الطائرة

مسيرة متميزة لمشاعل البلوشي في الريشة الطائرة
مسيرة متميزة لمشاعل البلوشي في الريشة الطائرة

بشخصية تتسم بالإيجابية وحب المبادرة، وجدت مشاعل البلوشي في الرياضة مساحتها الخاصة للتعبير عن الذات وصقل شخصيتها، بدأت رحلتها مع رياضة الريشة الطائرة منذ عام 2021، لتتحول هذه البداية سريعاً إلى شغف حقيقي قادها نحو مسار جديد مليء بالإصرار والطموح. ولم تكتفِ مشاعل بخوض المنافسات كلاعبة، بل حملها شغفها لاكتشاف جانب آخر من اللعبة، وهو التحكيم، لتصبح واحدة من الوجوه الإماراتية الشابة التي تركت بصمة واضحة في هذا المجال خلال فترة وجيزة.

منذ اللحظة الأولى التي أمسكت فيها مشاعل المضرب، وجدت في الريشة الطائرة عالماً مختلفاً جذبها للاستمرار، بدأت مشاركاتها من خلال بطولات الكلية، وهناك تعمق ارتباطها باللعبة، حتى دفعتها الحماسة إلى تدريب زميلاتها بعد المحاضرات لتشجيعهن على ممارستها، وبعد التخرج، ارتبط اسمها بنادي النصر، الذي كان محطة البداية في مسيرتها كلاعبة، وفي تصريحات لـ«البيان»، قالت مشاعل:

«بداياتي مع الريشة الطائرة لم تكن لتتحقق لولا تشجيع شقيقتي مريم البلوشي، لاعبة نادي النصر ومنتخب الإمارات للريشة الطائرة، التي شجعتني على خوض هذه التجربة، وفتحت لي أول أبواب الشغف بهذه الرياضة، ومع مرور الوقت، تحولت اللعبة إلى عالم مليء بالإصرار والمتعة، كما أن والدي، كونه حكماً سابقاً في كرة القدم، ألهمني لأدرك قيمة الالتزام والانضباط».

وتحدثت مشاعل عن أبرز التحديات التي واجهتها في بداياتها قائلة: «في تلك المرحلة كنت أفتقر إلى الخبرة في استراتيجيات اللعب، الأمر الذي دفعني لبذل جهد مضاعف حتى أتعلم كيفية قراءة الخصم واتخاذ القرارات السريعة، هذا التحدي علمني داخل الملعب التركيز والقدرة على التصرف بذكاء تحت الضغط، وخارجه زادني ثقة وصبراً ومثابرة».

وعن انتقالها إلى عالم التحكيم، أوضحت مشاعل: «بعد فترة من اللعب، اتخذت قراراً بأن أكمل طريقي كحكم، وأن أستمر في ممارسة اللعبة كهواية أستمتع بها، وبعد التخرج اخترت أن أوجه تركيزي إلى التحكيم، إذ شعرت أن هذا المجال بحاجة إلى حضور المواطنات الشابات، وأردت أن أكون قدوة تلهم غيري من الفتيات، تجربة التحكيم منحتني منظوراً مختلفاً للعبة، وجعلتني أكثر دقة وحزماً وثقة في قراراتي».

وتطرقت مشاعل إلى أبرز محطاتها التحكيمية، مصرحة: «مشاركتي في بطولة غرب آسيا للناشئين بمسقط كانت من أهم محطاتي، فقد مثلت فيها الإمارات إلى جانب نخبة من الحكام الدوليين، سبقتها دورة متخصصة في التحكيم ساعدتني كثيراً، وأكدت لي أنني على الطريق الصحيح، وأنا ممتنة للدعم الذي يقدمه اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، برئاسة الأستاذة نورة الجسمي، التي كانت دائماً مصدر تشجيع بالنسبة لي».

أهداف مستقبلية

أما عن أهدافها المقبلة، فأكدت مشاعل: «قررت أن أركز جهدي في مجال التحكيم، وطموحي أن أصل إلى البطولات العالمية وأمثل الإمارات في أكبر المحافل، أريد أن أكون من حكام النخبة، وأن أفتح الطريق أمام المزيد من الشابات الإماراتيات في هذا المجال».

وعن رؤيتها لتطوير اللعبة، أشارت مشاعل إلى أن الشوط الحاسم يحتاج إلى لمسة إضافية لشد انتباه الجمهور، قائلة: «لو أتيح لي تعديل قاعدة، سأجعل النقطة الأخيرة أكثر تشويقاً، فمثلاً عند التعادل 29 ـ 29، إذا استمرت التبادلات لأكثر من عشر مرات، تبدأ الدقيقة الحاسمة، والفائز بالنقطة التالية يحسم المباراة، هذه القاعدة ستمنح المباريات طابعاً أكثر تشويقاً للجمهور».

وفي ختام حديثها، أوضحت مشاعل أن تجربتها كلاعبة وحكم منحتها زاويتين مختلفتين لفهم اللعبة، قائلة: «من عين اللاعب، أرى الريشة الطائرة تحدياً ومتعة وذكاء تكتيكياً، أما من عين الحكم، فالمسؤولية تكمن في الدقة والعدالة والالتزام بالقوانين، أحياناً أشعر بتعارض داخلي لأني أعرف شعور اللاعب تحت الضغط، لكن مع الخبرة تعلمت أن أفصل بين الدورين وأحافظ على حياديتي، وهذا التوازن صقل شخصيتي، ومنحني القدرة على اتخاذ القرار بثقة حتى في أصعب اللحظات».