ثنائي إماراتي واعد.. حور وهند تحلمان بالأولمبياد عبر الريشة الطائرة


حور العبيدالله
حور العبيدالله

هند العبيدالله
هند العبيدالله

في عمر الزهور، تكتب الشقيقتان حور وهند العبيدالله فصولاً جديدة في رياضة الريشة الطائرة بالإمارات، بعدما خطفتا الأنظار بموهبتهما المبكرة، وحققتا إنجازات تجاوزت حدود البطولات المدرسية، لتصل بهما إلى منصات التتويج في البطولات الرسمية.

لم يقتصر حضورهما على كونهما أصغر الوجوه في المنافسات، بل تحولتا إلى نموذج للجيل الصاعد الذي يطرق أبواب المستقبل برياضة آخذة في النمو والانتشار داخل الدولة.

وفي الوقت الذي تمثل فيه الرياضة تحدياً لكثير من الصغار بين الدراسة والالتزام التدريبي، أثبتت حور (13 عاماً) وهند (7 سنوات) أنه بالإصرار والدعم الأسري يمكن الجمع بين النجاحين معاً، ليظهرا صورة مشرقة للموهبة الإماراتية الناشئة، ومن خلفهما يقف الأب طارق العبيدالله، الذي آمن بقدرات ابنتيه منذ البداية، وحرص على أن يهيئ لهما البيئة المناسبة لاكتشاف موهبتهما وصقلها، ليروي لـ «البيان» تفاصيل الحكاية، وأبرز المحطات التي مرتا بها، والطموحات التي تتطلعان إليها في المستقبل.

رحلة الشقيقتين ارتبطت منذ اللحظة الأولى باهتمام العائلة بفتح أبواب الرياضة أمامهما، وإتاحة الفرصة لاكتشاف قدراتهما في سن صغيرة، وفي هذا السياق، روى الأب تفاصيل الانطلاقة قائلاً: «انطلاقة حور كانت من المدرسة، حيث اكتشفنا شغفها باللعبة، قبل أن تنتقل إلى نادي النصر لتجد البيئة المثالية لصقل موهبتها، أما هند، فدخلت عالم الريشة الطائرة وهي في السابعة من عمرها فقط، متأثرة بشقيقتها، وواصلت تدريباتها حتى صارت اليوم المصنفة الثانية على مستوى الدولة في فئتها العمرية».

وأضاف: «على الرغم من أن حور لم يمض على ممارستها للريشة الطائرة سوى عامين فقط، فإنها تمكنت خلال هذه الفترة القصيرة من إثبات حضورها بين لاعبات فئتها العمرية، بعدما أحرزت المركز الثاني في بطولة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للريشة الطائرة، وهي محطة بارزة في مشوارها الناشئ، كما خاضت بطولات مدرسية وبطولات عدة على مستوى الدولة، ما منحها خبرة تنافسية مبكرة، ومن أبرز المحطات مشاركتها في معسكرات التطوير التي نظمها اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، حيث لم تقتصر الفائدة على صقل مستواها الفني، بل وفرت لها أيضاً فرصة احتكاك مميز مع لاعبات أخريات، وأسهمت بصورة واضحة في تعزيز ثقتها بنفسها داخل الملعب».

أما عن هند، فأوضح: «رغم صغر سنها، فقد أثبتت حضورها بشكل لافت، إذ حصدت المركز الأول في بطولة المدارس، وشاركت في بطولات الدولة، لتبرهن أنها قادرة على مقارعة لاعبات يكبرنها سناً وخبرة، وما حققته في هذه المرحلة العمرية المبكرة يؤكد أنها تسير في الطريق الصحيح، وأن لديها ما يلزم لتكون واحدة من المواهب البارزة في اللعبة خلال السنوات المقبلة».

توازن ودعم

وأكد طارق العبيدالله أن الموازنة بين الرياضة والدراسة تمثل ركيزة أساسية في حياة ابنتيه، قائلاً: «نحرص كعائلة على تنظيم وقتهما بشكل دقيق، بحيث لا تطغى التدريبات والبطولات على التحصيل الدراسي، ولا تكون الدراسة عائقاً أمام التمرين والتطور الرياضي، نحن نؤمن أن النجاح الحقيقي لا يكتمل إلا عندما يسير الجانب الأكاديمي جنباً إلى جنب مع الرياضي، فالتفوق في الملعب ينبغي أن يوازيه تفوق في قاعات الدراسة».

وعن أحلام الشقيقتين، قال الأب: «حور تطمح إلى تطوير أدائها بصورة مستمرة، والمشاركة في بطولات خارجية تحمل اسم الإمارات وتبرز إمكاناتها لاعبة قادرة على المنافسة، أما هند، وبرغم صغر عمرها، فإن رؤيتها واضحة منذ الآن، فهي تحلم بارتداء قميص المنتخب الوطني يوماً ما، والمشاركة في الأولمبياد، والوصول إلى قائمة أفضل المصنفات عالمياً في اللعبة».

واختتم العبيدالله حديثه، قائلاً: «نحن كعائلة نضع كل إمكانياتنا وجهودنا لدعمهما، ونؤمن أن المستقبل يحمل لهما فرصاً كبيرة، فالإصرار والشغف هما رأس المال الحقيقي لأي رياضي، ومع ما تقدمه الدولة من دعم لرياضة الريشة الطائرة وللمواهب الصاعدة، فإن الطريق أمامهما يبدو واعداً ومفتوحاً نحو إنجازات أكبر تعكس طموح هذا الجيل الجديد».