سلمى المري.. موهبة إماراتية تحطم الرقم القياسي في رمي المطرقة

من ميادين سلوفينيا، عادت الإماراتية سلمى المري، لاعبة نادي أبوظبي لألعاب القوى ومنتخب الإمارات، وهي تحمل رقماً قياسياً إماراتياً جديداً يفتح أمامها آفاقاً واسعة في مسيرتها، بعدما سجلت 49.02 متراً في رمي المطرقة للسيدات، متجاوزة الرقم السابق البالغ 45.01 متراً.

وجاء هذا الإنجاز خلال مشاركتها في البطولة الدولية التي احتضنتها سلوفينيا، ضمن معسكر إعداد المنتخب الوطني، وهو معسكر يندرج في إطار الاستعداد لخوض منافسات البطولة العربية للناشئين في تونس خلال الفترة من 23 وحتى 27 أغسطس الجاري.

وما يضاعف من قيمة هذا الرقم أن مسيرة سلمى في هذا التخصص الرياضي لا تتجاوز ستة أشهر فقط من التدريب، وهو ما يعكس موهبتها الفطرية وقدرتها على التطور السريع، ويؤكد أن مستقبل ألعاب القوى الإماراتية يزخر بوجوه واعدة قادرة على المنافسة عربياً وقارياً.

في تصريحات لـ«البيان»، وصفت سلمى المري لحظة تحقيقها الرقم القياسي بأنها لحظة امتزجت فيها مشاعر الفرح بالفخر والاطمئنان، موضحة: «أدركت حينها أن كل ساعات التدريب والجهد المبذول لم تذهب هباءً، وكان هذا الإنجاز رسالة لنفسي بأنني قادرة على تجاوز التحديات وتحقيق أهدافي، رغم قصر تجربتي في اللعبة».

وانتقلت سلمى للحديث عن عوامل نجاحها، مؤكدة أن سر تقدمها يكمن في إيمانها العميق بقدرتها على التعلم السريع وتحقيق التطور، كما لم تغفل عن الإشادة بالدور المؤثر للمؤسسات الرياضية في دعم مسيرتها، حيث ثمنت في البداية دور اتحاد ألعاب القوى برئاسة اللواء الدكتور محمد المر.

موضحة أن الاتحاد كان الحاضن الأساسي لمسيرتها منذ انطلاقتها، وأن وقوفه إلى جانبها، وتوفير برامج الإعداد وفرص المشاركة الخارجية، أسهما في تطوير مستواها الفني والبدني، ومنحاها الثقة والدافع لمواصلة التقدم، وأشارت إلى أن دعم الاتحاد شمل الاهتمام المستمر ومتابعة أدق التفاصيل لضمان تهيئة الظروف المثالية للاعبين.

وأضافت أن نادي أبوظبي لألعاب القوى كان حاضراً بدعمه ومتابعته، من خلال توفير البيئة التدريبية المناسبة، مما ساعدها على التركيز في تدريباتها وتحقيق أفضل النتائج.

كما أشارت إلى الدعم الكبير الذي تلقته من الجهاز الفني، حيث قالت: «كان مدربي، الكابتن حسن جواد، المحرك الأساسي في رحلتي، فقد وضع لي خطة تدريبية دقيقة وراقب كل تفصيلة في أدائي حتى وصلت إلى أعلى مستويات الإتقان».

تحديات البداية

لم تخلُ رحلة سلمى المري في عالم رمي المطرقة من العقبات، فقد واجهت منذ الخطوة الأولى تحدياً مزدوجاً يجمع بين إتقان المتطلبات الفنية وتعزيز القدرات البدنية، وهما عنصران أساسيان لنجاح أي رياضي في هذه اللعبة، قائلة:

«أكبر التحديات كانت التوفيق بين الجوانب الفنية والقوة البدنية، لعبة رمي المطرقة تحتاج إلى تناغم بين التوازن، والسرعة، والدقة في الحركة، واجهت أيضاً تحدي التكيف مع أسلوب التدريب المكثف، خاصة أنني ما زلت جديدة في هذه الرياضة، لكن مع المثابرة بدأت أشعر بالتحسن التدريجي».

ومع مرور الوقت وتزايد حصص التدريب، كانت سلمى تدرك أن الإنجاز لا يأتي مصادفة، بل هو ثمرة صبر وعمل متواصل، ومن هنا، اعتبرت أن تحطيم الرقم القياسي في سلوفينيا ليس سوى بداية لمسار أطول، موضحة:

«هذا الإنجاز هو خطوة أولى في طريق طويل، بالنسبة لي، هو دافع كبير للاستمرار والعمل بجد أكبر، النجاح يمنح طاقة إيجابية، لكنه في الوقت نفسه يضع على عاتقي مسؤولية أكبر للحفاظ على المستوى وتحقيق أرقام أفضل في البطولات المقبلة».

أحلام مستقبلية

وترى سلمى المري أن مشاركتها في بطولة سلوفينيا كانت محطة فارقة في مسيرتها، إذ منحتها جرعة كبيرة من الثقة، ورسخت لديها الإحساس بالقدرة على مواجهة الاستحقاقات المقبلة بروح عالية وعزيمة أقوى، وقالت:

«أشعر أن أمامي فرصة كبيرة لمواصلة التطور وتحقيق أرقام أفضل، وكل مشاركة خارجية تمثل بالنسبة لي تجربة غنية أتعلم منها وأكتسب خلالها خبرات جديدة تساعدني على تحسين أدائي، وتصقل شخصيتي الرياضية».

وأضافت أن مثل هذه التجارب تمنحها رؤية أوضح لأهدافها، وتزيد من وعيها بمتطلبات المنافسة على المستويات الكبرى، وهو ما يجعلها أكثر حرصاً على الاستعداد الجيد لكل بطولة مقبلة.

وفي ختام حديثها، أكدت سلمى أن طموحاتها لا تقف عند الأرقام التي حققتها حتى الآن، بل تمتد إلى أبعد من ذلك، قائلة: «أسعى إلى رفع علم بلادي في البطولات العالمية، وأحلم بالوصول إلى الأولمبياد والمنافسة فيها، وأثبت أن الرياضة النسائية الإماراتية قادرة على تحقيق إنجازات مشرفة تليق باسم الإمارات».