مهرة البستكي.. موهبة إماراتية تفرض حضورها في الريشة الطائرة

مهرة البستكي
مهرة البستكي

من داخل ملاعب الريشة الطائرة في دبي، تبرز ملامح موهبة إماراتية شابة تحمل الكثير من الطموح وتخطو بثقة نحو مستقبل واعد.. مهرة البستكي، لاعبة نادي النصر، التي لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، لكنها استطاعت في فترة قصيرة أن تضع اسمها ضمن الوجوه الواعدة في اللعبة، وتفرض حضورها في بطولات محلية مهمة، أبرزها دورة ند الشبا الرياضية.

بدأت رحلة مهرة عام 2024 كهواية، لكنها سرعان ما تحولت إلى شغف حقيقي دفعها إلى خوض غمار المنافسات وتطوير مهاراتها، حتى أصبحت اللعبة جزءاً أساسياً من حياتها اليومية، وخلال مسيرتها القصيرة، شاركت في بطولات عدة، اكتسبت من خلالها خبرة وثقة أكبر داخل الملاعب.

في تصريحات لـ «البيان»، استعرضت مهرة البستكي بدايتها مع رياضة الريشة الطائرة، موضحة أن علاقتها بها انطلقت كهواية بسيطة تمارسها في أوقات الفراغ، لكنها اكتشفت شغفها باللعبة التي تجمع بين السرعة ودقة التركيز، وهو ما يتناسب تماماً مع شخصيتها الرياضية وحبها للتحدي، وأشارت إلى أن دعم أسرتها، وخصوصاً والدتها نورة الجسمي رئيسة اتحاد الريشة الطائرة، كان عاملاً حاسماً في انتقالها من ممارسة اللعبة كهواية إلى السعي نحو الاحتراف، قائلة: «بدعم من أسرتي، قررت أن أحول الهواية إلى مسار احترافي، وبدأت بالمشاركة في البطولات، خطوة بعد أخرى، لاكتساب الخبرة وخوض تحديات أكبر، حتى أصل إلى منصات التتويج».

وعن مشاركتها في دورة ند الشبا الرياضية هذا العام ضمن فئة الزوجي المختلط، وصفتها مهرة بأنها من أهم المحطات في مشوارها حتى الآن، معتبرة أن البطولة كانت ساحة لاختبار قدراتها وصقل خبرتها وسط أجواء تنافسية عالية، قائلة: «كانت تجربة رائعة، الأجواء حماسية والمستوى الفني قوي، واجهنا لاعبين مميزين يتمتعون بخبرة واسعة، وهذا ساعدني على اختبار قدراتي الحقيقية في ظروف تنافسية قوية، تعلمت من خلالها أهمية التفاهم مع الشريك داخل الملعب، والتنسيق في كل كرة، إلى جانب كيفية التعامل مع ضغط المباريات».

وأضافت: إن خوضها لهذا التحدي منحها جرعة إضافية من الثقة، وفتح أمامها آفاقاً جديدة للتطور، مشيرة: «هذه المشاركة أعطتني دافعاً أكبر للاستمرار، والعمل على تطوير أدائي للوصول إلى مستوى تنافسي أعلى يؤهلني لتمثيل الإمارات في بطولات أكبر».

أكدت مهرة أن مسيرتها في رياضة الريشة الطائرة حظيت منذ بدايتها بفرص تطوير متواصلة، مشيرة إلى أن اتحاد الإمارات للريشة الطائرة وفر لها ولزميلاتها البيئة المناسبة لصقل مهاراتهن، من خلال زيادة عدد البطولات المحلية وتنظيم المعسكرات التدريبية، ما أتاح للاعبات الاحتكاك بمدارس فنية متنوعة واكتساب خبرات أوسع على المستويين الفني والذهني.

ولم تغفل مهرة الإشادة بالدور المحوري الذي لعبته أسرتها في دعم مسيرتها، مؤكدة أن وجود شخصية رياضية بارزة في العائلة كان مصدر إلهام دائم لها، في إشارة إلى والدتها نورة الجسمي، التي كانت السند الأول لها في كل المراحل، قائلة: «أمي كانت الداعم الأكبر لي، فهي من شجعتني على الاستمرار، وقدمت لي كل ما أحتاجه من دعم معنوي، وكانت تتابع تدريباتي ومشاركاتي عن قرب».

كما خصت مهرة بالذكر مدربتها سهاد عويس، التي آمنت بقدراتها منذ الخطوات الأولى، وعملت على تطوير أدائها عبر خطط تدريبية ومتابعة مستمرة، ما ساعدها على رفع مستواها الفني والذهني.

وترى مهرة أن اللعبة في الإمارات تسير في الاتجاه الصحيح، بفضل تزايد الأندية المهتمة بها، والدعم المؤسسي من الاتحاد، إلى جانب ارتفاع معدلات المشاركة في البطولات المحلية والدولية، مضيفة: «نحن نشهد نقلة نوعية في مستوى الريشة الطائرة، ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً يعزز حضور اللعبة محلياً وعالمياً، ويفتح الطريق أمام جيل جديد من اللاعبات الموهوبات».

أما عن أهدافها المقبلة، فأكدت مهرة أنها تضع نصب عينيها تمثيل الإمارات في البطولات الآسيوية والعالمية، مشيرة إلى أن هذا الحلم يشكل الدافع الأكبر وراء التزامها بالتدريب والعمل الجاد يومياً، قائلة: «أعمل على تطوير نفسي باستمرار، وأسعى لأن أكون جاهزة للمنافسة على أعلى المستويات، أتمنى رفع اسم بلادي في المحافل الدولية، وتحقيق إنجازات تليق بالرياضة الإماراتية وتلهم الأجيال القادمة».

وأوضحت مهرة أن طموحاتها لا تقف عند حدود المشاركة، بل تتطلع إلى الصعود على منصات التتويج وكتابة فصل جديد في مسيرة الرياضة النسائية الإماراتية، معتبرة أن كل بطولة تشارك فيها تمثل خطوة إضافية نحو هذا الهدف.