دانة المسماري.. شابة إماراتية تسير بخطى واثقة في عالم المبارزة

دانة المسماري خلال إحدى المواجهات
دانة المسماري خلال إحدى المواجهات

في عمر الخامسة عشرة، تسير دانة المسماري بخطى واثقة نحو التميز في عالم المبارزة، ترفع بكل فخر راية نادي الفجيرة للفنون القتالية، وتحمل على عاتقها طموحاً كبيراً لرفع اسم الإمارات عالياً في المحافل الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية، مستندة إلى إصرارها وعزيمتها التي ترافقها منذ بداية مشوارها.

دخلت دانة عالم المبارزة عام 2023، وفي فترة زمنية قصيرة نجحت في جذب الأنظار إليها بفضل أدائها المتميز وإنجازاتها المتتالية التي تؤكد أنها لاعبة واعدة تحمل مستقبلاً مشرقاً، وكانت من أبرز هذه الإنجازات حصولها على الميدالية البرونزية في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الأردن عام 2023، والتي كانت محطة مهمة أكدت بها قدرتها على المنافسة بقوة بين لاعبي المنطقة، ثم جاء تتويجها في عام 2024 ببطولة الخليج ضمن منافسات الفرق، مما عزز مكانتها وأثبت أنها جزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضية الإماراتية التي تزخر بالمواهب الشابة.

اختارت دانة رياضة المبارزة لما تتميز به من خصائص فريدة تجمع بين التركيز الذهني والسرعة، وهو ما دفعها لخوض هذا التحدي الرياضي الذي وجدته مناسباً لشغفها وطموحها، وبعد متابعة مستمرة وحثيثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قررت الانضمام إلى هذا العالم الذي أصبح له أثر كبير في مسيرتها وتطورها كلاعبة ناشئة، وقالت دانة عن بداية رحلتها: «ما جذبني إلى رياضة المبارزة هو مزيج الذكاء والسرعة، فقد تابعت اللعبة وأحببتها، وقررت خوض التحدي والانضمام إليها».

وشكلت تجربة دانة مع المنتخب الوطني للناشئين نقطة تحول مهمة في مسيرتها الرياضية، حيث عبّرت عن مشاعرها، قائلة: «حين ارتديت زي المنتخب لأول مرة، انتابني شعور بالفخر والمسؤولية، كوني أمثل بلادي بكل قيمها وطموحاتها، خضت تدريبات صعبة تطلبت إصراراً وتركيزاً، لكن كل لحظة من الجهد والتعب كانت تستحق، خاصة لأنها منحتني فرصة رفع راية الإمارات عالياً في المحافل الدولية».

تحدثت دانة عن التحديات التي واجهتها كلاعبة إماراتية في رياضة لا تزال في طور الانتشار محلياً، مؤكدة أن «أبرز هذه التحديات كانت قلة المعرفة بهذه الرياضة بين الجمهور، مما يجعل مهمة اللاعبين أكثر صعوبة، ويتطلب جهداً مضاعفاً لتسليط الضوء عليها وزيادة الدعم والتشجيع من مختلف الجهات».

وعن الدعم الذي تلقته خلال رحلتها، قالت دانة: «عائلتي كانت السند الأكبر لي، فقد منحوني الثقة والدعم المعنوي في كل خطوة على طريقي، كما أن مدربي الكابتن صالح مجدي وفريق العمل الفني كانوا مصدر إلهام وتحفيز مستمرين، بفضل خبرتهم وتوجيهاتهم التي ساعدتني على تخطي العقبات وتحقيق الإنجازات»، وتوجهت دانة بالشكر لهم جميعاً على دعمهم المتواصل، مؤكدة أن ذلك كان له دور كبير في تعزيز ثقتها والتطلع إلى المستقبل بثقة.

ولم تغفل دانة أهمية الدور الذي تلعبه الجهات الرياضية الرسمية في الدولة، حيث قالت: «الاتحاد والأندية وفرت لي فرص التدريب والمشاركة في البطولات المحلية والدولية، وهو ما كان له الأثر الكبير في صقل مهاراتي وبناء مسيرتي الرياضية».

وأعربت دانة عن اعتزازها بمسيرتها، قائلة: «أفتخر بمشاركتي في بطولة غرب آسيا عام 2023، حيث مثلت الإمارات دولياً لأول مرة وحصلت على الميدالية البرونزية، كما أن فوزي ببطولة الخليج عام 2024 كان ثمرة جهد وتدريب طويل، كذلك تأهلي إلى دور الـ 64 لبطولة آسيا 2025 التي أقيمت في الكويت، منحني دافعاً أكبر للاستمرار ورفع علم الإمارات في المحافل الرياضية».

طموح مستمر

وحول كيفية التوازن بين الدراسة والتدريب، أوضحت دانة: «التخطيط الجيد وتنظيم الوقت كانا سر النجاح، فقد كنت أضع جدولاً يومياً يحدد أوقات الدراسة والتدريب والراحة، وأحرص على استغلال كل لحظة بشكل فعال، دعم العائلة والأصدقاء كان له دور كبير، إذ إن النجاح في الرياضة لا يقل أهمية عن النجاح الأكاديمي بالنسبة لي».

واختتمت دانة بالكشف عن أهدافها المستقبلية، قائلة: «أسعى للاستمرار في تطوير مهاراتي والمنافسة على أعلى المستويات، وتمثيل الإمارات في البطولات العالمية والأولمبية، وأطمح لأن أكون من بين أفضل اللاعبات في المنطقة، وأن أحقق إنجازات ترفع اسم بلادي عالياً، كما أهدف إلى المساهمة في نشر رياضة المبارزة محلياً، وتشجيع الجيل الصاعد، خصوصاً الفتيات، على ممارسة الرياضة لنصبح مجتمعاً رياضياً أكثر تنوعاً وإنجازاً».

وتوجهت دانة بالشكر لمدربيها الذين كانوا داعمين لها، وقدموا كل الدعم والتوجيه الذي ساعدها على تحقيق الإنجازات والتطلع إلى المستقبل بثقة.