من فصول الدراسة التي غرست فيها أولى بذور الطموح، إلى ملاعب الخماسي الحديث التي شهدت انطلاقتها الرياضية، بدأت ميثا سلطان رحلة مفعمة بالشغف والتحدي، تحمل في خطواتها حماس الطفولة وعزيمة الأجيال الجديدة الساعية لاكتشاف ذواتها وصقل مواهبها.. وبرغم صغر سنها، إذ لا تزال في الحادية عشرة من عمرها، تمكنت ميثا من اقتحام عالم رياضة الخماسي الحديث، وهي واحدة من الرياضات الأولمبية المعقدة التي تجمع بين مهارات متنوعة، وجاء دخولها إلى هذا العالم عبر بوابة برنامج الألعاب المدرسية، المبادرة التي أطلقتها اللجنة الأولمبية الوطنية بهدف اكتشاف المواهب الصغيرة وتوجيهها نحو المسار الرياضي الصحيح، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى بناء جيل واعد من الرياضيين الإماراتيين.
وفي تصريحات لـ«البيان»، تحدثت خلود ملاح والدة ميثا عن البدايات الأولى لابنتها، قائلة: «ميثا بدأت مشوارها الرياضي مبكراً في الصف الرابع الابتدائي عام 2023، حين بدأت ملامح شغفها بالرياضة تظهر بوضوح، وجاء هذا الشغف نتيجة فضولها لاكتشاف مهارات جديدة تنمي شخصيتها وتطور من قدراتها».
وتابعت قائلة: «لفت انتباهي وإعجاب معلميها إصرارها على تعلم رياضتي الرماية والجري، فقد كانت تبحث دائماً عن التحديات التي تختبر قدراتها، سواء البدنية أو الذهنية.. اختارت الرماية لما تتطلبه من تركيز وانضباط، والجري لما يمنحها من قوة تحمل ولياقة عالية، وكلاهما كانا سبيلها لتكوين قاعدة متينة لبناء شخصيتها الرياضية».
وأوضحت: «هذه البداية المبكرة كانت ثمرة ملاحظة دقيقة لمواهبها، وحرصها الشخصي على المشاركة في الأنشطة المدرسية التي تعزز من ثقتها بنفسها، إلى جانب دعمنا الأسري المستمر، ودور معلماتها اللاتي وقفن إلى جانبها وساعدنها في اكتشاف هذا الطريق مبكراً، من خلال التوجيه والمتابعة داخل المدرسة».
دور محوري
وأشارت خلود ملاح إلى الدور المحوري الذي لعبته المدرسة في دعم هذه البداية، موضحة: «منذ اللحظة الأولى، أدركت معلمتها رشا أحمد علي أن ميثا تملك موهبة واعدة في رياضات الخماسي الحديث، ولا سيما في الرماية والجري، حيث لاحظت عليها سرعة الاستيعاب والقدرة على التركيز والالتزام خلال التدريبات.. كانت معلمتها الداعم الأول لها، وساعدتها على اكتشاف شغفها بهذه الرياضة، وشجعتها على خوض غمار البطولات المدرسية، الأمر الذي شكل نقطة الانطلاق الحقيقية لموهبتها».
وعن أولى محطات الإنجاز في مسيرتها الرياضية، أوضحت والدتها، قائلة: «رغم أن ميثا لا تزال في بداية طريقها مع رياضة الخماسي الحديث، إلا أنها استطاعت خلال فترة قصيرة أن تثبت موهبتها وتحقق حضوراً مميزاً في البطولات المدرسية، حيث نجحت في سنتها الأولى في تحقيق المركز الثالث في منافسات الرماية على مستوى الدولة.. جاء هذا الإنجاز خلال مشاركتها في بطولة الأولمبياد المدرسية التي احتضنتها مدينة إكسبو عام 2025، وهي واحدة من البطولات الكبرى التي تشهد مشاركة واسعة من الطالبات الموهوبات في مختلف الألعاب الرياضية على مستوى المدارس الإماراتية».
وأضافت: «كانت هذه البطولة بمثابة اختبار حقيقي لمستوى ميثا وقدراتها، حيث واجهت لاعبات يمتلكن خبرات سابقة وتجربة أطول في المنافسات، لكنها أظهرت شجاعة وثقة بالنفس رغم حداثة تجربتها، وتمكنت من تقديم أداء جيد في الرماية، التي تعتبر واحدة من أصعب التخصصات في الخماسي الحديث نظراً لما تتطلبه من تركيز عالٍ وثبات انفعالي كبير أثناء المنافسة».
وتابعت خلود ملاح : «حالياً، تستعد ميثا لخوض تحدٍ جديد في بطولة الرماية خلال الموسم الدراسي المقبل (2025 ـ 2026)، حيث تواصل تدريباتها بوتيرة منتظمة، وتعمل على تحسين أدائها وتطوير مهاراتها تحت إشراف مدربيها، وبمساندة أسرتها ومدرستها».
وتحدثت والدتها عن طموحات ابنتها، قائلة: «ميثا تضع نصب عينيها هدفاً كبيراً، وهو تمثيل دولة الإمارات في أكبر المحافل الرياضية، وتسعى بخطوات واثقة لتحقيق الإنجازات، حيث تعمل بجد منذ الآن لتطوير مستواها والاستعداد للتحديات المقبلة.. وتحلم بأن تحمل يوماً علم الإمارات فوق منصات التتويج في دورة الألعاب الأولمبية، ليكون ذلك ثمرة لرحلة بدأت مبكراً بدعم الأسرة والمدرسة، ومسيرة اجتهدت فيها منذ سنواتها الأولى».
