النجاحات اليابانية لا تثير إهتمام جيل الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدرج منظّمو أولمبياد طوكيو رياضات عدّة جديدة ومنها السكايتبورد (التزلّج على الألواح)، التسلّق الرياضي وركوب الأمواج، وذلك بهدف جذب الجيل الشاب، إلا انّ الفوز بميداليات عدّة لم يكن كافياً لكسب حماسة الشبان اليابانيين.

استأنفت رياضة ركوب الأمواج نشاطها الاربعاء بعد أن تمكّن يوتو هوريغومي (22 عاماً) من الفوز بأول ميدالية ذهبية على الإطلاق ليهدي اليابان ميدالية غالية ستبقى خالدة في الاذهان. فيما اصبحت موميجي نيشيا، ابنة الـ 13 عاماً، أصغر يابانية تفوز بميدالية اولمبية بتفوقها في فئة السيدات.

كرّرت اليابان سطوتها بإحراز ساكورا يوسوزومي ذهبية المنتزه في التزلّج على الألواح، فيما حلّت ثانية مواطنتها كوكونا هيراكي.

رغم النجاحات اليابانية اللافتة في هذا المجال، غير أنّ إيميا أجيساكا وزملاءه لا يشعرون بأنّ متابعة الرياضة الأولمبية هي "أولوية".

"لا أحد يتحدّث عن الألعاب الأولمبية في محيطي"، هكذا عبَّر إبن الـ 13 عاماً لوكالة فرانس برس وهو يمارس هواية كرة القدم إلى جانب أصدقائه في حديقة ملاصقة للقرية الأولمبية.

وتابع "أفضّل مشاهدة اليوتيوب، وتمضية الوقت إلى جانب الأصدقاء أو في الاستمتاع بألعاب الفيديو" مضيفاً أنّه يخطط فقط لمشاهدة مباريات كرة القدم ضمن الألعاب الاولمبية على التلفاز.

وأضاف متوجهاً إلى اصدقائه الذين وافقوه الرأي "كأس العالم مسلية أكثر، اليس كذلك؟".
أظهرت استفتاءات للرأي انّ الجيل الشاب في اليابان تفاعل بشكل عادي مع الألعاب الأولمبية، ذلك على الرغم من أنّ الفريق الياباني فاجأ المتابعين بظهور قويّ حتى اللحظة محققا سلسلة ميداليات من بينها فضية وبرونزية في رياضة ركوب الأمواج.

يشير الاستفتاء الى انّ 63 في المئة من المشاركين في سن العشرينات يبدون أهتمامهم "بشكل أو بآخر" بالألعاب الاولمبية، مقابل 85 في المئة في سن الستينيات، بحسب البحث الذي أجري عام 2019 من قبل وحدة أبحاث الإذاعة العامة "أن أيتش كي".

يقول، ريو كاواساكي، وهو شاب يبلغ 24 عاماً ويعمل كمهندس على شبكة الإنترنت انّه "لا يكره الألعاب الأولمبية، لكن بالنسبة اليه، ليست متقدمة في سلم أولوياته" ويتابع "لا أشعر بالحماسة لمشاهدتها بشكل مباشر".

"عندما أكون في عطلة عن العمل، أبحث عن أماكن لزيارتها أو مشاهدة الأفلام. وفي حال كنت أملك وقتاً إضافياً، عندها أفكّر بمشاهدة الألعاب الأولمبية".

يعتقد مونيهيكو هارادا، رئيس جامعة أوساكا للصحة وعلم الرياضة، أنّ "جائحة كورونا شكّلت عنصراً أساسياً في تقليص حجم الاهتمام بالألعاب الأولمبية عند الفئة الشابة".

وكانت جائحة كورونا فرضت على اللجنة الأولمبية الدولية تأجيلاً غير مسبوق للالعاب الاولمبية لمدة عام واحد، كما حرمت الجمهور من متابعة رياضييهم من المدرجات.

يعبّر كوسي فوجيوارا، إبن الـ 13 عاماً، عن معارضته إقامة الالعاب الأولمبية في ظل استمرار جائحة كورونا.
وقال أثناء ممارسته لكرة السلة مع أصدقائه "إنه أمر خاطئ ان تدعو هذا العدد الهائل من الناس من حول العالم الى طوكيو حيث تتزايد الإصابات على نحو كبير".

وتابع "لو لم يكن هناك من جائحة، كنت لأدعم الألعاب الأولمبية بشدّة".

بدوره، يعتبر هارادا انّ الاهتمام بالرياضة في صفوف الشباب يبقى مرتفعاً نسبياً، حيث حرص الكثيرون على المحافظة على نشاطهم خلال فترة حظر التجوال بسبب كوفيد-19.

إلا انّ الاستاذ في التسويق الرياضي لم ينفِ "الاهتمام المنخفض تجاه الألعاب الأولمبية" مرجعا السبب إلى "تنوّع سبل التسلية في أيامنا هذه أمام الجيل الشاب".

أما هيروتو اينوي، وهو تلميذ جامعي، فيذهب برأيه إلى مكان آخر، ويشير الى انّ "الالعاب الاولمبية لا تمثّل أهمية له في الحياة اليومية ولا تجيب عن مواضيع مهمة بالنسبة اليه كالبيئة".

وتابع في حديثه لوكالة فرنس برس "لا أصرف انتباهاً كبيرا لمشاهدة الاولمبياد. أركّز على المنتدى الاقتصادي حول البيئة الذي سأنظمه في أواخر شهر  أغسطس".

يقدّم يوشيفوسا إيتشي، أستاذ الرياضة والمجتمع في جامعة ريتسوميكان في كيوتو، رأياً مهماً في نظرة المجتمع الياباني للرياضة الأولمبية، ويقول أنّ الجيل الأكبر سناً في اليابان يملك رابطاً عاطفياً أقوى مع الألعاب الأولمبية، لا سيما بعد أن استضافت "بلاد الساموراي" دورة 1964.

وأضاف "كان حدثا رمزياً أظهر للعالم بأسره كيف كانت اليابان تتعافى وتتطوّر في فترة ما بعد الحرب العالمية".

وتابع "لكنّ العديد من الشبان اليابانيين لا يشعرون بالرابط نفسه مع الالعاب الاولمبية".

غير انّ الإهتمام في صفوف الشباب تحسّن بعض الشيئ تجاه الألعاب الأولمبية وخصوصاً من خلال الرياضات الجديدة.

إذ يعبّر هارو فوجيراي إبن الـ 11 عاماً عن إعجابه الكبير بنيشيا بطلة التزلج على الالواح.
وقال فوجيراي الذي بدأ بممارسة هذه الرياضة العام الماضي "رأيت فتاة تكبرني بعامَين فقط تتمكّن من الفوز بميدالية ذهبية في الالعاب الأولمبية.

وتابع "أريد أن أتدرّب بشكل أكبر واطمح يوماً ما للمنافسة في الالعاب الاولمبية".
 

كلمات دالة:
  • اليابان،
  • نجاحات،
  • أولمبياد طوكيو 2020
Email