عصر الاحتكار يصنع «أولمبياد صامت»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتسن لجماهير الألعاب الأولمبية في العالم العربي، متابعة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو الأولمبية كما جرت العادة في السابق، بعد أن دخلت الأولمبياد لأول مرة عصر الاحتكار والتشفير، إثر إسناد الحقوق الحصرية في النقل والبث في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط لقناة خاصة، وانسحاب اتحاد إذاعات الدول العربية بسبب المغالاة في قيمة الحقوق.

ووضعت هذه الظروف، التي غلب فيها منطق الربح على الميثاق الأولمبي، دورة الألعاب أمام صمت جماهيري وانحسار للمتابعة، خاصة على المستوى العربي.

نهاية محزنة

وانتهى عصر البث المجاني في المنطقة العربية مع نهاية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بعد مسيرة حافلة لاتحاد إذاعات الدول العربية مع الدورات.

حيث أخذ الاتحاد على عاتقه منذ تأسيسه في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1969، تقوية الروابط وتوثيق التعاون بين إذاعات الدول العربية الصوتية والمرئية وتطوير إنتاجها. ونجح الاتحاد منذ تأسيسه في تأمين حقوق بث 6 دورات متواصلة من كأس العالم، علاوة على دورات الألعاب الأولمبية الصيفية على مدار أربعة عقود، إلى جانب العديد من التظاهرات الرياضية المهمّة، عربية وإقليمية ودولية.

انهيار بعد الصمود

وعبّر كمال حامد الذي شغل منصب رئيس لجنة الرياضة في اتحاد إذاعات الدول العربية في الفترة بين 1998 ــــــــــ 2016 وتولى قيادة الفريق العربي الموحد منذ أولمبياد سيدني 2000 حتى أولمبياد لندن 2012، عن حسرته للغياب الذي تم فرضه «على حد وصفه» على التلفزيونات العربية في تغطية ومتابعة أولمبياد طوكيو.

وقال إن الاتحاد حُرم من تقديم هذه الخدمة للملايين من مشاهديه في الدول العربية وانعكس ذلك سلباً حتى على الحدث نفسه، مشيراً إلى أن الدورات الأولمبية كانت تستند على الميثاق الأولمبي الذي ينص على محاربة الاحتكار. وأوضح حامد أن اللجنة الأولمبية الدولية ظلت تحافظ على ما ورد في ميثاقها الأولمبي أمام المحاولات العديدة والإغراءات المالية، ولكن للأسف لم تصمد اللجنة الدولية أمام هذه الإغراءات.

Email