شيخة الكتبي.. موهبة إماراتية تصنع حضوراً لافتاً في التايكواندو

على أرض البحرين، وخلال منافسات بطولة العالم للتايكواندو، خطفت لاعبة منتخب الإمارات شيخة الكتبي الأضواء بتتويجها بالميدالية الفضية، لتضع اسمها بين أبرز الوجوه الصاعدة في اللعبة.. جاء الإنجاز ليؤكد أن السنوات الطويلة من المثابرة والانضباط لم تذهب سدى، وأن العمل الجاد يثمر دائماً لحظات تاريخية كهذه.

كان التتويج محطة فارقة عكست تطور رياضة التايكواندو في الإمارات، وجسدت في الوقت نفسه حجم الدعم الكبير للرياضة النسائية في الدولة، ومن خلالها، وجهت شيخة رسالة واضحة مفادها أن الفتاة الإماراتية قادرة على فرض حضورها في الميادين الكبرى، وأن الطريق نحو الذهب أصبح ممهداً أمام جيل جديد يملك الطموح والإصرار.

في تصريحات لـ «البيان»، تحدثت شيخة عن لحظة الفوز بالميدالية الفضية في بطولة العالم خلال الموسم المنقضي، قائلة: «كانت لحظة استثنائية، رأيت فيها ثمرة الجهد والتدريبات الطويلة التي بذلتها على مدى سنوات.

وأود أن أوجه شكراً خاصاً للكابتن منى زاكيني على ما قدمته لي من دعم، وعلى إيمانها بقدراتي منذ أول يوم في تدريب انتقاء المنتخب، فقد كان لها دور كبير في تطوير مهاراتي وتمكيني من إحراز ميداليات خليجية ودولية عدة».

وأضافت: «على الصعيد الشخصي، هذا الإنجاز منحني ثقة أكبر في نفسي ودفعني للإيمان بقدراتي أكثر، أما على الصعيد الرياضي، فهو محطة مهمة في مسيرتي، ومسؤولية أكبر للاستمرار في التطور والمنافسة على الذهب في البطولات المقبلة».

بداية الحكاية

وراء هذا الإنجاز، تقف حكاية بدأت منذ سنوات، حين اختارت شيخة أن تدخل عالم التايكواندو باحثة عن رياضة تعكس شخصيتها وتمنحها القوة والثقة، وبينما كان كثيرون في مثل عمرها يتنقلون بين أنشطة مختلفة، سارت هي في طريق واضح منذ اللحظة الأولى التي ارتدت فيها زي التايكواندو، قائلة: «بدأت رحلتي في سن صغيرة، ومنذ أول حصة تدريب شعرت أنني وجدت الشغف الذي كنت أبحث عنه».

وأضافت: «أدركت أن التايكواندو يجمع بين القوة والانضباط والاحترام، وأحببت فكرة أنني أمارس رياضة تبنيني جسدياً ونفسياً في الوقت نفسه، وتعلمني الصبر والتحكم في نفسي، وهذا ما جعلني أتمسك بها دون غيرها».

وتابعت: «صحيح أن التعب والإرهاق كانا يفرضان صعوباتهما أحياناً، لكنني استطعت أن أحول هذه العقبات إلى دافع أكبر للاستمرار».

دعم العائلة

منذ خطواتها الأولى على بساط التايكواندو، لم تكن شيخة وحدها في مواجهة التحديات؛ فقد كان دعم الأسرة حاضراً في كل مرحلة، يمدها بالقوة ويعزز ثقتها بنفسها، حتى أصبح بالنسبة لها رمزاً دائماً للإلهام، قائلة في هذا الصدد:

«قدوتي الأولى هي عائلتي، فهم دائماً مصدر الدعم والتشجيع بالنسبة لي، كما أنني أستلهم من اللاعبات اللواتي حققن إنجازات كبيرة في أعمار صغيرة، وأطمح أن أكون مثلهن يوماً ما».

ورغم أن الميدالية الفضية التي أحرزتها شيخة في بطولة العالم بالبحرين تمثل محطة بارزة في مشوارها الرياضي، إلا أن طموحاتها تتجاوز هذا الإنجاز، فهي تتطلع إلى المستقبل بعزيمة أكبر، مؤكدة:

«هدفي هو تحقيق المزيد من الإنجازات مع المنتخب ورفع علم الإمارات في البطولات القارية والعالمية، أما حلمي الأكبر فهو بلوغ الأولمبياد وتمثيل وطني، وكتابة اسمي بين البطلات الإماراتيات الصاعدات».

ويتسع هذا الطموح ليشمل رؤية أشمل لمستقبل اللعبة في الدولة، إذ تؤكد شيخة أن الدعم الكبير الذي تحظى به رياضة التايكواندو، سواء على المستوى الرسمي أم المجتمعي، يمهد الطريق أمام الفتيات لمزيد من التألق، قائلة:

«أرى أن مستقبل التايكواندو للفتيات في الإمارات مشرق جداً، خصوصاً مع ما تحظى به الرياضة من دعم ورعاية، وأتمنى أن أكون سبباً في تشجيع المزيد من الفتيات على ممارسة هذه الرياضة».