على منصة التتويج في مدينة كوشينغ الماليزية، رفرف العلم الإماراتي، بعد أن خطت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها أولى خطوات المجد القاري في رياضة التايكواندو، مهدية وطنها ميدالية تاريخية لم تسجل من قبل في بطولة آسيا للناشئين للتايكواندو.
ماجدة راشد الكتبي، لاعبة نادي الفجيرة للفنون القتالية، حجزت لنفسها مكاناً خاصاً في ذاكرة الرياضة الإماراتية، عندما أحرزت الميدالية البرونزية في فئة وزن تحت 44 كغ، بعد سلسلة من المواجهات التي أظهرت فيها شجاعة وقوة ذهنية، أهلتها لاعتلاء منصة التتويج، ممثلة للإمارات وسط منافسة شرسة من نخبة لاعبات القارة.
وشارك منتخب الإمارات في هذه البطولة بـ15 لاعباً ولاعبة من أندية الفجيرة للفنون القتالية، ونادي الشارقة لرياضة المرأة، ونادي الشارقة للألعاب الفردية، في مشهد يعكس حجم الاهتمام المتزايد على مستوى الدولة بفئات الناشئين، والحرص على بناء قاعدة صلبة لمستقبل رياضة التايكواندو.
شعور لا يوصف
وأعربت ماجدة لـ«البيان» عن سعادتها الغامرة، قائلة: «فخورة بأن أكون أول من يهدي بلادي ميدالية آسيوية في فئة الناشئين، شعوري لا يوصف وأنا أرفع علم الإمارات على منصة التتويج في أول مشاركة خارجية لي بهذا الحجم.. الإنجاز يحمل معاني كثيرة بداخلي، أهمها أن الجهد لا يضيع، وأن الحلم ممكن حين نقاتل من أجله».
وأضافت: «كل الشكر للجهاز الفني وأسرتي وزميلاتي في المنتخب، فقد دعموني في كل لحظة.. هذه الميدالية تعد بداية فقط، وأعد الجميع بأن القادم سيكون أفضل، وسأبذل قصارى جهدي لأواصل تمثيل الدولة بأفضل صورة، ورفع علمها عالياً في كل مشاركة».
ولم تكن بطولة آسيا أول ظهور دولي لماجدة، لكنها شكلت تتويجاً لمسار تدريبي جاد بدأ قبل سنوات، فقد كانت مشاركتها في بطولة العالم للناشئين الأخيرة التي استضافتها إمارة الفجيرة في مايو الماضي، بمنزلة محطة مفصلية في مشوارها، إذ لفتت الأنظار بأدائها القتالي وهدوئها، واكتسبت من خلالها ثقة إضافية أهلتها لتقديم مستوى مميز على بساط آسيا.
واستحضرت ماجدة تلك التجربة، قائلة: «بطولة العالم في الفجيرة كانت بمنزلة درس كبير، ولقد تعلمت منها الكثير، إذ واجهت لاعبات قويات، وبدأت أؤمن أنني أستطيع الوصول لمنصات التتويج، فقط، كان علي أن أستعد أكثر وأتحمل».
ولم تغفل ماجدة دور النادي والطاقم الفني في دعمها، قائلة: «كل التقدير لإدارة نادي الفجيرة للفنون القتالية، على كل ما قدموه لي من دعم معنوي، وتهيئة الظروف المثالية للتدريب والتطور، كما أخص بالشكر مدربي الكابتن أنس العداربة، والكابتن هشام أفقيري، إذ زرعا في الثقة والشجاعة والإيمان بالنفس، وأشكر أيضاً الجهاز الفني للمنتخب على دعمه وتوجيهاته، فقد كان لها كبير الأثر في تحفيزي طول فترة الإعداد والمشاركة».
رؤية فنية
وعبر الكابتن أنس العداربة، المدير الفني لنادي الفجيرة للفنون القتالية، عن فخره بما حققته ماجدة، قائلاً في تصريح لـ «البيان»: «ماجدة تمثل نموذجاً مثالياً للرياضية المنضبطة والمثابرة، وقد أثبتت خلال الفترة الأخيرة تطوراً واضحاً في مستواها الفني والذهني، وكانت نتائجها ثمرة عمل متواصل، سواء في المعسكرات الداخلية أم مشاركاتها الأخيرة».
وتابع: «خسارتها الوحيدة في البطولة كانت في نصف النهائي أمام لاعبة كوريا الجنوبية المصنفة، لكن طريقة لعبها في تلك المباراة أثبتت أنها قادرة على مجاراة الأفضل، وهذا بحد ذاته تطور كبير.. نحن في النادي سنواصل دعمها لأنها مشروع بطلة قادمة بقوة».
وعبر الكابتن هشام أفقيري، مدرب التايكواندو بنادي الفجيرة للفنون القتالية، عن اعتزازه بما حققته ماجدة الكتبي في البطولة القارية، قائلاً في تصريح لـ«البيان»: «ماجدة تمتلك مقومات البطلة، فهي منضبطة في التدريبات، وتتمتع بروح قتالية عالية، وقدرتها على الاستيعاب والتطور واضحة.
عملنا خلال الفترة الماضية على تطوير جوانبها الفنية والنفسية، خصوصاً بعد مشاركتها في بطولة العالم، وقد نجحت في ترجمة هذا العمل إلى أداء قوي أمام لاعبات على أعلى مستوى في آسيا، وتعد هذه الميدالية بداية لمسيرة واعدة، ونحن ملتزمون بدعمها للوصول إلى أبعد مما تتصور».
رسالة
وترى ماجدة ميداليتها البرونزية بداية لمسار طويل مليء بالأحلام والتحديات، حيث وجهت في ختام حديثها لـ«البيان»، رسالة ملهمة للجيل الصاعد من الرياضيين، قائلة: «الإيمان بالنفس هو الخطوة الأولى، خطط لكل مرحلة، وتدرب بجد، ولا تخش التحديات، فهي الطريق إلى التطور والنجاح».
