من تجربة عفوية هدفها تمضية الوقت، بدأت حكاية الفتاة الإماراتية الطموحة حوراء العجمي مع الكاراتيه، دون أن تدرك آنذاك أنها تمضي على طريق سيحملها لاحقاً إلى منصات التتويج القارية، ويضع اسمها في قائمة اللاعبات الأكثر إنجازاً في سجل رياضة الكاراتيه الإماراتية.
وتعد حوراء العجمي من أبرز لاعبات فريق شرطة دبي، ومنذ انطلاقتها عام 2010، أثبتت أن الصدفة قد تولد الشغف، وأن المثابرة تصنع البطولات.. النجمة الإماراتية التي عرفت طريقها إلى الكاراتيه من باب المصادفة، سرعان ما اكتشفت عشقها لهذه الرياضة، وتحولت من هاوية إلى بطلة، تحصد الذهب في ميادين العرب وآسيا، في منافسات الكوميتيه وتنافس على أعلى المستويات.
وتحدثت حوراء لـ«البيان» عن رحلتها، قائلة: «رياضة الكاراتيه في البداية لم يجذبني بها شيء، كانت مجرد صدفة وأسلوباً لملء وقت الفراغ، لكنها تحولت سريعاً إلى حب وشغف.. شيء لم أعد استطيع الاستغناء عنه، وأصبح جزءاً من حياتي اليومية».
طموح بلون الذهب
منذ انطلاقتها على الساحة العربية والدولية، ظلت حوراء العجمي ترسخ حضورها على بساط الكاراتيه، مستفيدة من خبرات تراكمية شكلت الأساس لإنجازاتها اللاحقة.. بدأ حضورها البارز يفرض نفسه على الساحة عام 2020، حين أحرزت ذهبية دورة الألعاب للأندية العربية، ثم توالت نجاحاتها بإضافة فضية آسيا لفرق السيدات عام 2021، تلتها برونزية قارية وذهبية عربية في 2022، لتؤكد مكانتها بين النخبة.
لكن العام الأبرز في مسيرتها كان 2023، حين صعدت إلى منصة التتويج في دورة الألعاب الآسيوية بالصين، محققة برونزية ثمينة تعد من أرفع الميداليات التي يطمح لها أي لاعب في القارة، ثم عززت رصيدها بذهبية كأس آسيا، إلى جانب برونزية جديدة في بطولة روسيا الدولية، لتؤكد بذلك ثبات مستواها وتنوع حضورها في مختلف المحافل.
ورغم تنوع هذه الميداليات، إلا أن هناك لحظة تظل الأقرب لقلبها، كما أوضحت حوراء، قائلة: «برونزية دورة الألعاب الآسيوية بالصين.. لأنها دورة تقام تحت مظلة اللجنة الأولمبية الآسيوية، وتعد من أقوى البطولات على مستوى القارة.. يكفي أن اللاعب الذي يحقق فيها ميدالية، يذكر اسمه دائماً ضمن سجل الأبطال، بالنسبة لي كانت تجربة استثنائية».
معركة توازن يومية
وعن التحديات التي تواجهها كلاعبة غير متفرغة، قالت حوراء: «التوازن بين الحياة الشخصية والتدريب ليس أمراً سهلاً، خصوصاً أنني الآن موظفة، والجهات الخاصة غالباً لا توافق على منح تفرغ رياضي.. لذلك أضحي بكثير من رصيد إجازاتي حتى أتمكن من المشاركة في البطولات، أما بالنسبة للتدريبات، فأحرص على وضع جدول دقيق يساعدني على استثمار كل ساعة ممكنة للتدريب».
وعن مشوارها مع منتخب الإمارات للكاراتيه، وصفته حوراء بأنه «غني بالتحديات»، قائلة: «التواجد في صفوف المنتخب تجربة جميلة، فيها الكثير من التحديات التي تدفع اللاعب لتطوير نفسه من كل النواحي.. فنياً، وذهنياً، وحتى من حيث التحمل والمسؤولية.. التمثيل الخارجي مسؤولية تتطلب منك أن تكون دائماً في أفضل حالاتك».
محطة 2026
رغم أهمية الأولمبياد في مسيرة أي رياضي، إلا أن الكاراتيه لن يكون ضمن الألعاب الأولمبية في نسخة لوس أنجلوس 2028، وهو ما يجعل تركيز حوراء العجمي منصباً حالياً على دورة الألعاب الآسيوية 2026، حيث تطمح لتحقيق ميدالية جديدة تضاف إلى سجلها القاري.
وعن الشخصية التي تلهمها، قالت حوراء: «كابتن وحيد حسيني مدرب المنتخب الوطني هو مصدر إلهامي، لأنه إنسان طموح ومثابر، يعلم اللاعبين كيف يصبحون أبطالاً، ويعاملهم كأبٍ حقيقي قبل أن يكون مدرباً».
وفي ختام حديثها، وجهت حوراء العجمي رسالة ملهمة للفتيات الإماراتيات الراغبات في دخول المجال الرياضي، قائلة: «أشجع كل فتاة على ممارسة الرياضة، لأنها استثمار حقيقي في الذات.. التحديات موجودة دائماً، لكن يمكن تجاوزها من خلال خطة واضحة وإرادة قوية.. الأهم أن تحددي هدفك وتسعي له بثقة».
