عوض أحمد: إنجاز غالية ونوف تأكيد على قوة جودو الإمارات

عوض أحمد مع غالية خميس ونوف سعيد بعد الإنجاز
عوض أحمد مع غالية خميس ونوف سعيد بعد الإنجاز

من الصالة المغطاة في مدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية في مصر، عاد فريق الجودو النسائي بنادي الفجيرة للفنون القتالية محملاً بإنجاز جديد، بعدما أحرزت اللاعبتان غالية خميس ونوف سعيد ميداليتين برونزيتين في البطولة العربية لأندية الجودو، لتضاف هذه النتيجة إلى سجل رياضي يشهد على عمل دؤوب ورؤية واضحة يقودها المدرب المصري عوض أحمد، الحاصل على شهادة الماجستير في علم النفس الرياضي، والذي يواصل حالياً دراسة الدكتوراه في المجال نفسه.

منذ عام 2015، عرف عوض أحمد طريقه إلى بساط الجودو في الإمارات كلاعب، مشاركاً في بطولات عدة أحرز خلالها ميداليات عدة، قبل أن ينتقل في عام 2023 إلى مرحلة جديدة في مسيرته داخل الدولة، متولياً مهمة تدريب نادي الفجيرة للفنون القتالية، حيث أسس أول فريق جودو نسائي في تاريخ النادي بدعم من إدارته، وشكلت البطولة العربية التي استضافتها الفجيرة عام 2023 محطة بارزة في بداياته التدريبية، إذ تمكن الفريق الفتي، رغم حداثة تأسيسه، من حصد ميداليات متنوعة، فاتحاً الطريق أمامه لمواصلة حضوره القوي في المنافسات التي تلتها.

مشاركة ناجحة

في تصريحات لـ «البيان»، أكد عوض أحمد أن مشاركة نادي الفجيرة للفنون القتالية في البطولة العربية لأندية الجودو بمصر كانت ناجحة بكل المقاييس، موضحاً: «تحقيق ميداليتين برونزيتين عن طريق غالية خميس ونوف سعيد في منافسات بهذا المستوى مؤشر على قوة الجودو الإماراتي، وفي الوقت نفسه دليل قوي على أننا نسير في الاتجاه الصحيح من حيث الإعداد والتطوير، هذه البطولة منحتنا فرصة ثمينة لقياس مستوى اللاعبات أمام مدارس فنية عربية مختلفة، وأثبتت أن لدينا الإمكانيات الحقيقية للمنافسة على الميداليات الذهبية إذا واصلنا العمل بالروح والانضباط نفسيهما».

وأضاف: إن البطولة محطة غنية بالدروس، أبرزها «ضرورة تكثيف الاحتكاك الخارجي مع فرق قوية، والاستمرار في رفع معدلات اللياقة البدنية والجاهزية الذهنية للاعبات، إلى جانب تطوير الخطط الفنية بما يتناسب مع متطلبات المنافسات القارية والعالمية».

وعند الحديث عن البطلتين غالية خميس ونوف سعيد، لم يخفِ المدرب إعجابه بما قدمتاه، حيث قال: «قدمتا أداءً مشرفاً للغاية، وكانتا مثالاً للانضباط والشجاعة على بساط الجودو، الميداليتان البرونزيتان لهما قيمة خاصة، لأنهما جاءتا من بطولة ذات مستوى عالٍ، وفي أول مشاركة خارجية لهما، وهو ما يعكس تطور مستواهما من بطولة لأخرى».

ويرى عوض أن لكل لاعبة بصمتها الخاصة، موضحاً: «غالية تمتاز بالقوة البدنية والروح القتالية التي تمنحها القدرة على الصمود أمام خصمات قويات، وهو ما يجعلها دائماً في موقع المنافسة حتى في أصعب النزالات، أما نوف، فتملك مرونة فنية وسرعة بديهة في قراءة تحركات الخصم، إلى جانب دقة عالية في تنفيذ الرميات، ما يمنحها أفضلية واضحة على بساط الجودو».

وشدد على أن «الاحتكاك الدولي المنتظم هو السبيل الأمثل لصقل مهارات اللاعبتين وتطوير قدراتهما على التعامل مع ضغط المباريات، بما يضمن جاهزيتهما الكاملة في البطولات المقبلة».

مستقبل مشرق

وبالنسبة لرؤيته لمستقبل الجودو النسائي في الإمارات، أكد عوض أحمد أن الصورة تبدو واعدة إذا استمر زخم الدعم الحالي من الاتحاد والأندية، موضحاً: «لدينا جيل واعد يمتلك الموهبة والطموح، وقادر على تمثيل الدولة بأفضل صورة في المحافل العالمية، لكن لتحقيق ذلك، نحتاج إلى تكثيف برامج استكشاف المواهب في المدارس، وتنظيم بطولات محلية منتظمة للفتيات، إلى جانب زيادة المشاركات الخارجية التي تكسر رهبة المنافسات الدولية، وتمنح اللاعبات خبرة الاحتكاك بمستويات مختلفة».

وتطرق المدرب إلى الأسلوب الذي يعتمده النادي في الإعداد، قائلاً: «نحن نعمل وفق برامج تدريبية شاملة، تدمج بين الإعداد البدني والتقني، والتأهيل الذهني والنفسي للمنافسة، نقسم الموسم إلى فترات إعداد مكثف، ثم منافسة، يعقبها مرحلة استشفاء واستعادة للجاهزية، كما ننظم معسكرات تدريبية داخلية وخارجية، ونولي اهتماماً كبيراً لتحليل الفيديو لمباريات اللاعبات، بهدف تحديد نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها».

واختتم عوض أحمد حديثه بالتأكيد أن الطموح لا حدود له، قائلاً: «على المستوى الشخصي، أسعى لقيادة لاعبات من نادي الفجيرة للفوز بميداليات ذهبية في بطولات قارية وعالمية، وأن أكون جزءاً من رفع علم الإمارات على منصات التتويج، وعلى مستوى الفريق، أطمح لتوسيع قاعدة اللاعبات المميزات في مختلف الأوزان، وضمان استدامة الإنجازات من خلال إعداد جيل جديد قادر على مواصلة المسيرة وتحقيق مزيد من النجاحات في المستقبل».