أكد حبيب نورماغوميدوف مقاتل الفنون القتالية المختلطة السابق، في جلسة حوارية بعنوان "مستقبل فنون القتال المختلطة"، ضمن جلسات القمة العالمية للرياضة في دبي اليوم، وأدار الجلسة نجم الكرة الإنجليزية السابق ريو فرديناند، أن قرار اعتزاله كان واضحًا ونهائيًا، رغم شغفه الدائم بالمنافسة وحبه للقتال، مشددًا على أن الحفاظ على الإرث الرياضي أهم من العودة إلى الحلبة وخوض نزالات إضافية قد تؤثر على مسيرته.
وتحدث نورماغوميدوف عن التحول الذهني الكبير الذي رافق انتقاله من مقاتل داخل القفص إلى مدرب يقف في الزاوية، موضحًا أن أصعب ما يواجهه كمدرب هو العجز عن التدخل الجسدي والاكتفاء بالتوجيه والكلام فقط، وهو ما يجعله يشعر باستنزاف كبير للطاقة بعد كل نزال، وقال: «أفضل أن أكون مقاتلًا أكثر من كوني مدربًا، لأن القتال يمنحك القدرة على التحكم الكامل، بينما التدريب يضعك تحت ضغط نفسي هائل".
وأشار إلى أن العلاقات في رياضات القتال تختلف جذريًا عن الألعاب الجماعية، مؤكدًا أنه من الصعب تكوين صداقات حقيقية مع خصوم سابقين، لأن طبيعة الرياضة قائمة على المواجهة المباشرة وليس التنافس الرمزي كما في كرة القدم.
وعن شغفه بكرة القدم، أوضح نورماغوميدوف أنه كان يحلم في صغره بأن يصبح لاعب كرة قدم، وأن حبه لهذه الرياضة لم ينقطع، إلا أن نشأته في بيئة رياضية صارمة، وتأثير والده الراحل، قاداه إلى طريق الفنون القتالية، وأكد أن والده كان صاحب الفضل الأكبر في تشكيل شخصيته القيادية وانضباطه، مستذكرًا أسلوبه الصارم القائم على الاحترام والطاعة والتدرج.
وفي حديثه عن القيادة، شدد نورماغوميدوف على أن النجاح كلاعب لا يعني بالضرورة النجاح كمدرب، معتبرًا أن القيادة تُبنى على التجربة، والانضباط، والعمل الجماعي. وقال: «في المعسكرات التدريبية لا توجد حرية قرار، الجميع يلتزم بالتعليمات، والنتائج التي حققناها خلال السنوات الماضية دليل على صحة هذا النهج".
كما تطرق إلى التحديات التنظيمية التي يواجهها كمدرب، خاصة مع مشاركة عدد كبير من لاعبيه في بطولة واحدة، مؤكدًا أن المدرب مطالب بالحفاظ على طاقته الذهنية والبدنية ليمنح لاعبيه الدعم الكامل.
وعن الجيل الجديد من المقاتلين القادمين من داغستان ومنطقة القوقاز، عبّر نورماغوميدوف عن قلقه على مستقبل المنافسات، مشيرًا إلى وجود أعداد كبيرة من المقاتلين الموهوبين والجائعين للنجاح، والذين يفضلون الأداء داخل القفص على الاستعراض الإعلامي، وانتقد بعض سياسات التعاقد في المنظمات الكبرى، معتبرًا أن التركيز على الترفيه أحيانًا يأتي على حساب مبدأ «الأفضل ضد الأفضل".
وختم نورماغوميدوف حديثه بالتأكيد على أن رسالته اليوم تتمثل في نقل المعرفة والخبرة والطاقة إلى الجيل القادم، قائلًا: «الحياة قائمة على المشاركة، وما نملكه من علم وتجربة يجب أن نمنحه للآخرين، وأريد للاعبين أن يكونوا أفضل مني، وهذا هو جوهر القيادة الحقيقي".
