من الجزائر إلى الإمارات، حملت مريم بن لطرش معها شغف التايكوندو منذ سنوات الطفولة، لتجد في الدولة بيئة داعمة وطموحة، مهدت أمامها الطريق لتصبح واحدة من الأسماء المتميزة في ساحة التحكيم الرياضي.
مريم بن لطرش، التي بدأت رحلتها لاعبة، قبل أن تختار طريق التحكيم، أكدت أن قرارها كان بدافع حبها للدقة والعدالة، لتضع نفسها على مسار مختلف، يجمع بين الشغف والمسؤولية. وفي تصريحات لـ «البيان»، فتحت مريم بن لطرش قلبها للحديث عن مسيرتها، التحديات التي واجهتها، وأحلامها الكبيرة في أن تصبح حكمة دولية وأولمبية في أكبر المحافل.
البداية
بعد سنوات من الممارسة كلاعبة في الجزائر، اختارت مريم أن تسلك طريقاً مختلفاً في الرياضة من خلال التحكيم، مدفوعة بإيمانها بأن دور الحكم لا يقل أهمية عن دور اللاعب في الحفاظ على نزاهة المنافسة، ومع انتقالها إلى دولة الإمارات، وجدت بيئة مشجعة وداعمة، ساعدتها على تطوير نفسها في هذا المجال، لتصل إلى مستوى متقدم، بفضل ما وفره اتحاد الإمارات للتايكوندو من فرص تدريبية، وبطولات محلية وإقليمية، أتاحت لها خبرة واسعة. ووصفت تلك المرحلة، قائلة: «التحكيم منحني مساحة جديدة للتعلم والتطور، وشعرت أنني أسير في طريق يفتح أمامي آفاقاً أكبر». وأضافت أن لقاءها مع الكابتن محمد إسحاق ثم منى الزكيني، التي تعتبرها أكبر داعمة لمسيرتها، شكّل محطة فارقة في رحلتها.
وعن أبرز المحطات التي ساعدتها على التطور، أوضحت مريم بن لطرش: «من أهم المحطات، كانت مشاركتي في الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة في قوانين التايكوندو، التي ينظمها اتحاد الإمارات للتايكوندو، كما أن التحكيم في البطولات المحلية والإقليمية منحني خبرة عملية كبيرة».
حلم الأولمبياد
ولم تُخفِ مريم بن لطرش، طموحها الكبير في بلوغ العالمية، قائلة: «حلمي أن أصل إلى التحكيم الدولي والأولمبي، حالياً أركز على تطوير نفسي، من خلال حضور دورات الاتحاد الدولي للتايكوندو، والمشاركة في أكبر عدد ممكن من البطولات لاكتساب الخبرة.. كما أعمل على تحسين لياقتي البدنية والذهنية، لأن الحكم يحتاج إلى سرعة بديهة، وتركيز عالٍ، كذلك، أحرص على متابعة كل التحديثات في قوانين اللعبة والتكنولوجيا المستخدمة في التحكيم».
وعن أصعب المواقف التي تواجهها داخل النزالات، قالت: «من أصعب المواقف أن تتخذ قراراً حاسماً في لحظة، خاصة عندما تكون النزالات متقاربة جداً، في مثل هذه المواقف، أتمسك بالهدوء، وأعتمد على خبرتي ومعرفتي بالقوانين، دائماً أضع العدالة والحياد في المقدمة، وأتذكر أن دوري هو حماية روح المنافسة النزيهة».
أما عن دور المرأة في التحكيم الرياضي، أكدت: «أؤمن أن المرأة قادرة على أن تثبت نفسها في أي مجال، والتحكيم الرياضي ليس استثناء، البصمة تأتي من الجدية، الالتزام، والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، وإثبات أن الكفاءة لا ترتبط بالجنس، بل بالعمل والجدية».


