نتواصل للعام الثالث على التوالي ونتناول هذا العمل التوثيقي الوطني.. واليوم نبدأ رحلة جديدة من عالم أيام زمان عبر صفحات «البيان» طوال الشهر الكريم أعاده الله علينا باليمن والخير والبركات بعد أن حققت التجربة نجاحاً كبيراً لأنه يخلد تجربة هامة من مسيرة الرياضة الإماراتية وكرة القدم على وجه الخصوص.

ونقول انه عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أننا نؤمن بأن هناك ما زال للوفاء بقية وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر ولهذا كانت هي أهم الدوافع التي دفعتني لتبني هذا المشروع الوطني القيم والذي وجد صدىً طيباً من العديد من المؤسسات الوطنية الرسمية والأهلية بالدولة.

وتقديراً منا كصحافة التي تعتبر المرآة الحقيقية لأي مجتمع وللدور الذي لعبه الأوائل من الرياضيين من أبناء الوطن واعتزازاً منا لما قدموه في سبيل النهوض بالرياضة والرياضيين، حتى ما وصلنا إليه اليوم من عطاء مادي ومعنوي لهؤلاء على سنوات عشقهم وولائهم للأخذ بيد اللبنة الأولى التي نعتبرها الأساس وبداية الانطلاقة، واعتبارا من اليوم سنخصص هذه المساحة للعودة إلى الوراء لتقديم ما توصلنا إليه من جهد ومعلومات وحوارات ميدانية وأي شيء عن هؤلاء الرياضيين، نذكر الجيل الجديد بهم ولنذكرهم بذكرياتهم العزيزة على قلوبهم. وكما عودناكم دائما على الاهتمام بالقدامى، لتكون مادة صحافية خفيفة عليكم ومقبولة تستمتعون بها طوال الشهر الكريم تجاه رجال مخلصين سنظل نذكرهم بالتقدير والعرفان.

 

 

اليوم نتوقف مع حميد الغيث أول مواطن أشرف على صفحات الرياضة في مجلة أخبار دبي التي كانت آنذاك، فهي المجلة الوحيدة التي تصدر في إمارة دبي في 1968، وهي مجلة، متنوعة، ثقافية ورياضية واقتصادية، تشرف عليها بلدية دبي، وترأس تحريرها سمو الشيخ حشر آل مكتوم، وعمر الديسي كان مدير تحريرها. وكان المحررون من الدول العربية الشقيقة، منهم المرحوم محمد النوراني والمرحوم مأمون عطية، وغيرهما من الزملاء . وقال حضور المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لمباراة النصر وليفربول يعد حدثاً تاريخياً.

ويقول الغيث، بحكم وظيفتي في بلدية دبي كمدير لقسم شؤون التعويضات والأملاك، وكهاو لكرة القدم ولاعب سابق في نادي الهلال البحري وإداري.

رغبتي في تلك الفترة أن أظهر أشياء من موهبتي والتي أحبها. فكنت أذهب إلى ملاعب الكرة لتغطية المباريات من الناحية الصحافية وأسلم تلك التغطيات إلى أسرة تحرير مجلة أخبار دبي. ولعب سمو الشيخ حشر وعمر الديسي رئيس التحرير دوراً في تشجيعي على تغطية تلك المباريات، بالفعل داومت على الكتابة لتلك المجلة في تلك الفترة.

فهناك الكثيرون كتبوا لمجلة أخبار دبي على المستوى الأدبي والمستوى الثقافي وباقي المستويات. من الذين كتبوا في تلك المجلة في الجانب الرياضي: كاظم محمد سعيد ومحمد العيدروسي ومختار حسين (يرحمه الله) وتاج السر ولا أنسى تشجيع كمال طه الذي التحق عند قدومه إلى الدولة وقد شجعني كثيراً على الاستمرار في الكتابة.

 

إداري ولاعب بنادي الهلال البحري

ويتابع كنت لاعب كرة قدم في نادي الهلال البحري في الشندغة في الستينيات وهو فريق (فريج). انضم إلى نادي النصر في عام 1968/1969 بتعليمات من المسؤولين، على أساس أن نادي النصر يمر بمرحلة تغيير تمثلت في ترك الجيل القديم ممارسة الكرة. ونادي الهلال كان عبارة عن مجموعة شباب يلعبون، وفي نفس الوقت هم إداريو الفريق، المرحوم محمد بن أحمد بن حارب والد العزيزين (عبدالله وسعيد)، حيث كان رئيس مجلس الإدارة، فقد كان يحتضننا ويقوم بتوجيهنا ويعاملنا كأبنائه.

وفي مرحلة انضمام الهلال البحري إلى الشندغة وأثناء المفاوضات التي كانت تتم، رحب بالفكرة ترحيباً كبيراً الوالد وكبير الرياضيين المرحوم حميد الطاير (النصراوي الكبير) وقال عنا، نحن شباب الهلال البحري: هؤلاء هم أولادنا، لذا نرحب بهم بالانضمام إلى النصر، بدلاً أن يذهبوا إلى مكان آخر.

ومن اللاعبين الأفذاذ الذين لعبوا في تلك الفترة: سالم بوشنين، محمد الكوس، عوض مبارك (الذي كان يلعب لنادي العروبة وهم من منطقة الجميرا) وغيرهم. هذا الانضمام ساعد النصر كثيراً في رفع المستوى، وان هناك لاعبين كثيرين انضموا إلى المنتخب الوطني وأصبحوا لاعبين أساسيين وبارزين في صفوفه.

 

زيارة سانتوس البرازيلي

في العام 1973 في إطار جولة خليجية لنادي سانتوس البرازيلي على أيام الجوهرة السوداء بيليه، زار الفريق البرازيلي دبي قادماً من الكويت ولعب مباراة أمام نادي النصر على ملعب استاد النصر، الذي أطلق عليه اسم (استاد) باعتباره الوحيد في بر دبي. وتم تجهيزه وتثبيت أرضية الملعب. وطلب المرحوم حميد الطاير من الشيوخ قائلاً لهم إن الملعب ليس به مدرج، فتم عمل (ساس) دائري من الأسمنت ليجلس عليه الجمهور. تم توجيه طلب لشركة كوستين بأن تحضر مدرجات يتم تركيبها داخل الملعب.

قمنا بتغطية تلك الزيارة والمباراة وتم تكوين فريق عمل من صحافيي مجلة أخبار دبي، برئاسة عمر الديسي ورمزي الشيخ حسن وسمير دوس والعبد لله. وقام بالتصوير أحمد يوسف لوتاه ومحمد كاجور، اللذان التحقا بقسم التصوير في المجلة.

 

كأس بلدية دبي

في عام 1966 شارك نادي الهلال في منافسات كأس بلدية دبي إضافة إلى فرق الشباب والوحدة والنصر والنجاح. وهو كأس تنشيطي لأندية دبي بتوجيه من حكومة دبي التي كان همها الاهتمام بالشباب، وبرعاية سمو الشيخ حشر صاحب الأيادي البيضاء، وعلى أيام كمال حمزة مدير البلدية في ذلك الوقت.

 

ذكريات عزيزة

ومن بين الذكريات التي لا تنسى هي بمناسبة افتتاح نادي النصر، شرفنا المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بزيارة النادي. وشارك في هذه المناسبة وهي تدشين ملعب الترتان (النجيل الصناعي) نادي ليفربول الإنجليزي. وكانت الجماهير من كل إمارات الدولة تأتي لتشاهد تلك الفرق الأوروبية الكبيرة. كان الجميع مسرورين وفرحين بقدوم أصحاب السمو الشيوخ لمشاهدة تلك المباراة التاريخية.

الجمهور الذي حضر لمشاهدة تلك المباراة كان كبيراً. أذكر أنني كنت مكلفاً بتغطية أحداث تلك المباراة، وفي نفس الوقت كنت منبهراً لطريقة لعب الفريق الإنجليزي. ولم أجد مكاناً أجلس عليه، إلا على أرضية المدرج (الأسمنت)، وهو الممر المؤدي إلى مدرج الشيوخ وكبار الشخصيات. أذكر وأنا جالس إذا بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يربت على كتفي، ويقول لي: (الشيوخ سينزلون من المدرج). فقمت بترك ذلك المكان.

 

إنشاء أربعة أندية نموذجية في دبي

في أحد الأيام وأنا أكتب في المجال الرياضي لمجلة أخبار دبي، جاءتني مكالمة مفادها أن أذهب إلى القصر لمقابلة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، لمتابعة آخر التفاصيل في موضوع إنشاء تلك الأندية. في القصر قابلت سمو الشيخ مانع بن مكتوم صاحب الأيادي البيضاء في مسألة قيام الأندية الأربعة بدبي، بتوجيهات من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (طيب الله ثراه). حيث أمر بناء أربعة أندية نموذجية

هناك أمر ساهم في الإسراع بتنفيذ تلك الفكرة، وأتذكر انه خلال مباراة لنادي النصر أمام نادي القادسية الكويتي الشقيق في 1970. تم تجهيز الملعب الذي لم يكن مزروعاً بالحشيش. حضر تلك المباراة من الجانب الكويتي المغفور له الشيخ فهد الأحمد الصباح الذي قال لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم: ( يا شيخ ما زلتم تلعبون على السباخ) فقال له سمو الشيخ حمدان: لا، نحن لدينا مخطط بإنشاء مدينة دبي الرياضية.

وبعد سنة من تلك المباراة، صدر الأمر بإنشاء تلك الأندية الأربعة. وتم استدعائي للذهاب إلى القصر لتغطية الخبر. وتم إسناد تشييد تلك الأندية إلى شركة كوستين. ولا انسى عندما طلبت إدارة النصر من إدارة النادي الأهلي أن تتم الاستعانة باللاعب محمد سالم سهيل (كابتن الأهلي) ولاعبين آخرين واستعان النصر ايضا بالشقيقين حمدون وسهيل قبل لقاء الأهلي المصري عام 73 وانتهت لصالح النصر بهدف سجله حمدون. اثر تمريرة من سهيل سالم .