عدنان الطلياني لـ « البيان »: الأمنيات لا تحقق البطولات

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح أسطورة الكرة الإماراتية في عصرها الذهبي عدنان الطلياني قلبه لـ «البيان» متحدثاً لأول مرة منذ سنوات عن الكرة الإماراتية ومستقبلها وقال: إن تصحيح مسارنا الكروي عامة والمنتخبات على وجه الخصوص ليس بالتمني وإنما بالعمل الجاد، مطالباً بأهمية عودة الكوادر الإماراتية لتولي العمل مع المنتخبات الوطنية لاستعادة البريق المفقود من سنوات، ومع ضرورة توفير كل سبل النجاح والتضحية من كافة الأطراف المعنية من أجل الأبيض سعياً للتأهل لنهائيات كأس العالم 2026 والمنافسة على لقب كأس آسيا المقبلة، ومقترحاً تقليص عدد اللاعبين الأجانب بالدوري إلى ثلاثة وتقليل الاعتماد على اللاعب المقيم من أجل تكوين قاعدة من اللاعبين المواطنين الموهوبين يكونوا نواةً لتكوين منتخبات قوية تحقق الإنجازات خلال السنوات المقبلة.

وأعرب عدنان الطلياني عن سعادته بتطور دوري أدنوك للمحترفين، وزيادة عدد المنافسين على لقبه، متمنياً أن يعود فريقا الجزيرة والنصر لطريق المنافسة على الألقاب من أجل إثراء المسابقة، متمنياً لفريقي حتا والإمارات التوفيق بعد عودتهما للدوري، وأثنى على تجربته مع البطائح الموسم الماضي وقال لقد تعلمت منها الكثير وأكسبتني خبرة إضافة متمنياً للفريق مزيداً من النجاح خلال الموسم الحالي، وتحدث عدنان الطلياني في كثير من القضايا خلال السطور التالية:

نقلة نوعية

كيف ترى حقبة العمل المقبلة لاتحاد الكرة في عهد معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان؟

معاليه من الشخصيات الرياضية التي تجيد العمل الميداني، ويدرك جيداً ما هو المطلوب خلال المرحلة المقبلة، ووضع خارطة طريق مناسبة تحدث النقلة المطلوبة والمرجوة للعمل في مختلف مجالات اتحاد الكرة، وثقتي كبيرة في أن معاليه قادر على إحداث نقلة نوعية للمنتخبات الوطنية بما يتواكب مع الطموحات، بعد أن تراجعت المنتخبات بشكل كبير خلال الفترة الماضية نتيجة عدم الاستقرار الفني وعاطفية القرارات، مما أدى للاستعانة بسبعة مدربين في آخر 5 سنوات مع العلم أن هناك منتخبات لم تغير مدربيها من 20 سنة.

ولذلك أتمنى أن يتم منح العنصر الوطني الفرصة للعمل، وتكرار تجربة العمل مع المنتخبات بداية من منتخبات المراحل السنية حتى الفريق الأول، فقد سبق وحققنا نجاحات لم تتكرر سواء في الفوز بالبطولات، أو المشاركة في نهائيات كأس العالم للمراحل السنية، ونحن نملك كفاءات تملك الخبرة، ولدينا عناصر مواطنة مميزة أيضاً في العمل الإداري وحان الوقت لمنحهم فرصة إدارة دفة العمل بإدارة المنتخبات خلال الفترة المقبلة.

التضحية واجبة

هل منتخبنا قادر على العودة للإنجازات والتأهل لمونديال 2026 والمنافسة على كأس آسيا؟

لا يوجد شيء اسمه مستحيل، ونحن في الإمارات لا نعرف المستحيل في كافة المجالات، والتأهل للبطولات والمنافسة على ألقابها لا يأتي بالتمني، بل بالعمل الجاد والاستعداد القوي، ونحن لدينا لاعبون من أصحاب الخبرة ومواهب واعدة، وإذا حدث هبوط في مرحلة فهذا وضع طبيعي لتعاقب الأجيال، ولكن العمل في الفترات الماضية لم يكن على قدر طموح التأهل والمنافسة، وعلينا الاستفادة من دروس التجارب ونحسن الاستعداد للبطولات المهمة المقبلة، مع ضرورة التضحية من أعضاء المنظومة لأن الهدف والطموح واللعب باسم الوطن أسمى عن أي نشاط محلي.

اللاعب المقيم

ولكن التفريخ في المراحل السنية بالأندية قل كثيراً مما يؤثر على المنتخبات الوطنية؟

ألاحظ ذلك وأتألم مما وصلت إليه كثير من الأندية، بعد أن زاد الاعتماد على اللاعب الأجنبي والمقيم في تلك المرحلة العمرية المهمة، مما كان له تأثير سلبي على فرصة اللعب لمواهبنا المواطنة، وأنا لست ضد الاستعانة باللاعب الأجنبي والمقيم، ولكن يجب أن يكون في أضيق الحدود وليس بهذا العدد الكبير، مع التركيز على المواهب من أبناء المقيمين بالدولة، وفتح المجال أمام مواهبنا للمشاركة واللعب الرسمي بما يخدم المنتخبات الوطنية، وأقولها بكل ثقة لدينا مواهب ومعينها لا ينضب، ولكنها في حاجة لفرصة المشاركة، في فترة من الفترات كنا نفتخر بعمل أكاديميات الكرة في بعض الأندية ولكن للأسف اندثر هذا العمل، كما أتمنى أن يعود الاهتمام بها لأنها مصنع تفريخ الأجيال ومنحنا الثقة بأن المستقبل مشرق.

تخفيض الأجانب

ما رأيك في عدد اللاعبين الأجانب في دوري المحترفين؟

إذا كانت نظرتنا محصورة في الارتقاء بمستوى الدوري فالعدد الحالي مناسب، أما إذا كانت نظرتنا لمستقبل أفضل للمنتخب الوطني وتطوره فإن العدد يعتبر كبيراً، وأمام الرغبة في الاهتمام بالمنتخبات الوطنية في الفترة المقبلة، فواجب علينا تخفيض عدد اللاعبين الأجانب ليصبح 3 أجانب إضافة إلى لاعب واحد مقيم، من أجل منح الفرصة أمام لاعبينا، وهنا أقول كلمة لابد منها متعلقة بمستقبل لاعبينا المواطنين المميزين، أتمنى من الأندية عدم الاستعانة بلاعبين أجانب في مراكز لعب مواهبنا مثل علي مبخوت وعلي صالح وخليفة الحمادي وغيرهم من اللاعبين المميزين.

تطور الدوري

مع انطلاقة النسخة 16 من دوري المحترفين ما تقييمك للمسابقة خلال هذه السنوات؟

بدون شك هناك تطور دائم، سواء في المستوى الفني أو تطوير اللوائح، وقلت الفوارق الفنية بين الفرق، واللعب أصبح مفتوحاً بلا قيود، أو اللجوء لخطط دفاعية، مما أثرى المسابقة، وكذلك تم استقدام مدربين على مستوى عال من الكفاءة والخبرة، والاستعانة بلاعبين أجانب من نوعية متميزة، والدوري يشهد منافسات قوية على الصدارة فقد بلع عدد المتنافسين على اللقب الموسم الماضي 6 فرق، وهذا أمر طيب يزيد من المتعة الكروية والإثارة حتى الجولة الأخيرة، وقبل كان الترشيح للقب على فريقين أما الآن فالترشيحات تصل إلى 6 فرق وهي شباب الأهلي البطل السابق والشارقة صاحب رباعية البطولات، والعين العائد بقوة والوحدة الذي سيكون رقماً صعباً هذا الموسم، والجزيرة والوصل وكلاهما يملك كل مقومات الفوز باللقب، حتى لو غابا فترة عن منصة البطولات، وهذا يشير إلى قوة التنافس، وأن الفوز باللقب لن يكون سهلاً.

الإمارات وحتا

هل طريق الصاعدين الإمارات وحتا سيكون صعباً وشاقاً؟

لقد شاهد مسؤولو الفريقين كيفية تعامل الفرق الكبيرة مع الصاعدين خلال المواسم الماضية، ورغبة الفرق الصاعدة في إثبات وجودها من الجولة الأولى، وفي ظل الاستعانة بـ 7 لاعبين ما بين أجانب ومقيمين مع وجود لاعبين مميزين من المواطنين ساهم ذلك في تقليص الفوارق بين الفرق، وعلى الفريقين تقديم أقصى جهد لهما والسعي للفوز خلال المباريات خاصة بالدور الأول، ولو وفقا في ذلك أعتقد أن حظوظ الفريقين في البقاء ستكون كبيرة خاصة بعد الأداء الجيد لهما في الجولة الأولى للدوري.

تجربة البطائح

كيف ترى تجربتك من خلال عملك كرئيس للجنة الفنية للبطائح الموسم الماضي؟

تجربة ثرة من كل جوانبها، قدمت خلاصة جهدي وفكري وخبرتي لهذا الفريق الوليد الصاعد للمرة الأولى لعالم المحترفين، مع الصديق عبد الله حسن، وقمنا بتأسيس منظومة عمل مبنية على أسس صحيحة، وساعدتنا إدارة النادي بالدعم الكامل، مما كان له الأثر في ظهور الفريق بمستوى طيب وتثبيت أقدامه بالدوري وهذا إنجاز كبير بكل المقاييس، واعتبرها تجربة ناجحة زادتني خبرة، وأتمنى للفريق مزيداً من النجاح والتوفيق خلال الموسم الحالي، وقد سعدت بفوز الفريق في ضربة البداية.

الجزيرة والنصر

الجزيرة والنصر لم يقدما المستوى المنشود خلال الموسم الماضي هل ترى أنهما قادران على العودة القوية؟

لا خوف على الجزيرة يغيب فترات ولكنه قادر على العودة والمنافسة القوية لأنه يملك لاعبين على مستوى طيب من اللاعبين المواطنين، واستعان بأجانب مميزين كونه يملك إمكانات جيدة، والنصر قادر على العودة بالطبع الموسم الحالي، ولكنه بحاجة لعمل دؤوب والاستعانة بلاعبين مواطنين على مستوى جيد والتوفيق في اختيار الأجانب وظهورهم بشكل مميز، وأعتقد أن النصر استفاد من درس الموسم الماضي جيداً، وأتوقع ظهوره بشكل أفضل مع ضرورة الاهتمام بتفريخ اللاعبين المواطنين الموهوبين ولعل مباراتهما سوياً في الجولة الأولى تظهر مدى رغبة الفريقين في إثبات الذات.

جيل موهوب

يضم المنتخب الأولمبي الحالي جيلاً من اللاعبين الموهوبين، الذين يعتبرون أمل ومستقبل كرة الإمارات لسنوات مقبلة عدة، وهذا المنتخب في حاجة لعمل كبير وتهيئة جيدة لعناصره لتمثيل المنتخب الأول، خلال الفترة المقبلة، ونحن محظوظون بوجود أجيال موهوبة، وعلينا دعمها وصقل موهبتها، لأن إنجازات المنتخبات في كل العالم مرتبطة بوجود أجيال مميزة.

بداية قوية

سعدت بالانطلاقة القوية لدوري أدنوك، ورغبة كل فريق في تحقيق هدفه، وإثبات وجوده مبكراً، وشاهدنا مستويات قوية من الفريق على الرغم من عدم جاهزية معظم الفرق بدنياً، وظروف الطقس، ولكنها بداية مشجعة.

شكر

وجه عدنان الطلياني الشكر إلى الشيخ راشد بن حميد النعيمي على الفترة، التي قضاها رئيساً لاتحاد الكرة، وقال: «لقد بذل جهداً كبيراً في ظل ظروف صعبة، وحاول الارتقاء بالعمل على قدر المستطاع، ونتمنى له التوفيق في كل محطات عمله».

رجل المرحلة

يعتبر مهدي علي رجل المرحلة المقبلة على صعيد المنتخبات الوطنية، فنحن في حاجة إلى مثل تلك النوعية من أبناء الوطن المخلصين والمنظمين، الذين يؤدون عملهم على أكمل وجه، فقد حقق للمنتخبات إنجازات كبيرة، وترك بصمة مميزة في تاريخ الكرة الإماراتية.

دافع معنوي

تعتبر الجوائز المقدمة من رابطة المحترفين قبل بداية كل موسم للمتميزين من اللاعبين والمجتهدين من الأندية دافعاً معنوياً وحافزاً كبيراً للجميع قبل انطلاقة منافسات الموسم الجديد، ويجب ألا ننشغل بمن فاز أو من تخطاه الاختيار حتى لا نضعف القيمة، والهدف الأسمى من تلك البادرة، ونبارك لمن تم تكريمه، ونشد على أيدي الباقين، ونقول لهم: في انتظاركم بالاحتفال المقبل.

استراتيجية واقعية

التحدث عن فلسفة الاستراتيجيات يقودنا إلى المعني الأسمى لها، وهو حسن التطبيق والتعامل الحقيقي مع واقعنا، وكثير من الإدارات المتعاقبة قاموا بوضع استراتيجيات تحمل العديد من الرؤى الطموحة، ولكنها افتقدت للبرامج التنفيذية والخطط الميدانية على أرض الواقع لتحقيق الرؤى، لذلك لم تحقق النجاح المنشود، لذلك على مجلس الإدارة الجديد تنقيح الاستراتيجيات العديدة بأدراج مكاتبه، وتوجيه الإدارات المتعددة بالاتحادات لوضع الخطط الميدانية اللازمة، التي تصل بنا إلى الطموحات المرجوة.

تجربة بينتو مع كوريا تعزز فرص نجاحه

يرى عدنان الطلياني أن توفير عوامل النجاح وتهيئة الظروف المناسبة شرط مهم لإنجاح مهمة المدرب البرتغالي باولو بينتو المدرب، الذي تولى مسؤولية تدريب الأبيض مؤخراً، خصوصاً أنه يملك خبرة جيدة، وتجربته مع منتخب كوريا الجنوبية، تعزز من فرص نجاحه معنا، ونأمل منه حسن اختيار اللاعبين، وفق عطائهم مع أنديتهم بمختلف المسابقات، مع ضرورة إعداد المنتخب بشكل قوي، وإقامة معسكرات تحقق له الارتقاء بمستوى اللاعبين، وتطبيقهم الجيد لخطط وطرق لعبه، وتوفير مباريات ودية متعددة مع منتخبات قوية تسهم في صقل خبرات اللاعبين، وتعودهم على أجواء المنافسات الرسمية القوية.

ووجه عدنان الطلياني نصيحة للاعبين المختارين للمنتخب الوطني بضرورة بذل أقصى جهد، خلال وجودهم مع المنتخب، وأن تكون التضحية شعارهم، بما يخدم الطموحات والمنافسة في البطولات، وأن يكون لهم هدف محدد، الكل يعمل على تحقيقه، وهو التأهل لمونديال 2026، والمنافسة على لقب كأس آسيا المقبلة بالدوحة.

Email