عبدالله عقيدة لـ «البيان»: منظومتنا احترافية وما زالت تدار بعقلية «الهواة»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عبدالله عقيدة المهيري اسم لامع في العمل الاجتماعي بحكم توليه منصب الأمين العام لصندوق الزكاة، ولكن الكثير من شباب الجيل الحالي، لا يدرك أنه رياضي من الرعيل الأول لكرة الإمارات، فقد لعب مدافعاً في صفوف العين منذ أن كان عمره 16 عاماً، والتحق بالفريق الأول موسم 1978 وعمره 17 عاماً، وحقق مع «الزعيم» لقب بطولة الدوري في موسم 1980- 1981، واختير ضمن أفضل 4 مدافعين بالدوري حين ذاك، وتم ضمه لصفوف المنتخب الوطني تحت 19 سنة في عهد المدرب مهاجراني، ولكن الإصابات حرمته من تكملة المشوار، مما جعله يركز في دراسته بجامعة الإمارات تخصص محاسبة وإدارة، والتحق بالقوات المسلحة ليتولى الجانب الرياضي بها لمدة 10 سنوات.

 

آراء

وأبدى عبدالله عقيدة المهيري رأيه في عدد من القضايا الرياضية، مؤكداً أن منظومة الكرة الإماراتية احترافية ولكنها ما زالت تدار بعقلية «الهواة»، وقال: حينما قمنا بتطبيق الاحتراف كانت خطوة جيدة، ولكنها لم تستكمل، حيث ركزنا على الجانب المادي، وأصبح احترافاً «تعاقدي»، والمستفيد الوحيد منه هو اللاعب، ولم تستفد كرة الإمارات على صعيد المنتخبات أو الأندية على المستوى القاري، وكنا نملك جيلاً من ذهب مثل عموري وخليل وباقي زملائهما، ولكننا أهدرنا فرصة الفوز بالبطولات مع الجيل الذهبي، لأننا قتلنا الدافع عند اللاعبين، كما أهملنا الجانب الإداري ولم نصل به إلى عالم الاحتراف، فأصبحت الإدارات الهاوية تقود العمل الاحترافي، وأتذكر أنني تلقيت عرضاً للعمل الإداري بالعين، ولكنني اعتذرت بسبب ارتباطي بعملي في الحكومة الاتحادية الذي ينال معظم وقتي.

 

تعايش

وأشار عبدالله عقيدة إلى أن معظم اللاعبين لا يعملون بشكل احترافي لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم، وفي المقابل لم تقم أنديتنا المحترفة بوضع نظام صارم لتطوير قدرات اللاعبين، وللأسف معظم الأجهزة الفنية بأنديتنا تعايشت مع واقعنا الهاوي، وتأثرت برغبة اللاعبين، ولا تقوم بتغييره وتطبيق الاحتراف الصحيح، ولذلك لم نتطور بالقدر المأمول، كما أن شركات الكرة لم تقم بتصحيح الوضع لأنها للأسف شركات لم تؤسس بشكل احترافي، لذلك لم تطور كرة الإمارات خلال سنوات الاحتراف بقدر طموحنا وبقدر المليارات التي صرفت عليها، وأشعر بالحزن على مستوى منتخب الإمارات، فقد هبط مستواه بعد مرحلة الكابتن مهدي علي الذي نجح في تكوين شخصية قوية للمنتخب وحقق إنجازات، وعجز 6 مدربين تعاقبوا بعده على تدريب المنتخب عن تحقيق أي إنجاز رغم أنهم من المدربين الأكفاء.

 

مشوار

وعن مشواره الرياضي، قال عبدالله عقيدة المهيري لـ «البيان»: طبقت مبادئ الاحتراف في منظومة هاوية حين ذاك، حيث كنت أسكن وأدرس في أبوظبي وأتدرب بمفردي وأذهب إلى العين لأداء مران واحد قبل المباريات، وكانت الحياة بسيطة والملاعب رملية، وانضممت للعين عام 1977 بفريق 16 سنة تحت قيادة المدرب صلاح زكريا، وكان زي العين حينها باللونين «الأبيض والأحمر»، والتحقت بالفريق الأول تحت قيادة المدرب التونسي عبدالمجيد شتالي، الذي تولى تدريب العين بعد انتهاء مشاركته في كأس العالم عام 1978 بالأرجنتين، وفي الموسم التالي تميز أداؤنا وحققنا الفوز ببطولة الدوري وتم اختياري من ضمن أفضل 4 مدافعين بالدوري مع عبدالله صالح وعبدالكريم خماس ويوسف محمد، وفي العام نفسه تعرضت لإصابة في العمود الفقري خلال مباراة العين مع عمان، ومع ذلك تحاملت على نفسي، كما لعبت مباراة العين مع النصر لأهميتها وفي كرة مشتركة مع بار زكري تجددت الإصابة.

 

عودة

وأضاف: بعد الاحتفال بالدرع قررت الالتحاق بالقوات المسلحة، ولكن الحنين للكرة أعادني للعين بعد الشفاء وتدربت بالمعسكر تحت قيادة المدرب نيلسون، وفي إحدى الدورات الرمضانية التي سبقت انطلاقة الدوري تعرضت لإصابة في الركبة وتم وضع قدمي في الجبس في ليلة العيد مما جعل والدي يغضب مني وقام بإزاله الجبس ولم استطع استكمال العلاج، وحينها قررت الابتعاد عن الكرة والاهتمام بدراستي وحصلت على بكالوريوس محاسبة وإدارة، وتوليت الجانب الرياضي في عملي بالقوات المسلحة لمدة 10 سنوات.

 

محطات

وعن مشواره بالملاعب، قال عبدالله عقيدة: لعبت أول مباراة مع الفريق الأول بالعين أمام الهلال السعودي، وكانت مباراة ودية وكلفت بمراقبة اللاعب الدولي البرازيلي ريفلينو وكانت تجربة لا أنساها، فيما كانت مباراة العين مع الأهلي أول مباراة رسمية لي بالدوري، وكلفت بمراقبة اللاعب روشان، وأتذكر أنني دخلت معه في كرة مشتركة بشكل قوي فصرخ المدرب قائلاً «قلت لك راقبه ولا تقتله».

وأشار إلى أن أول مبلغ ناله من الكرة كانت مكافأة الفوز ببطولة الدوري وكان المبلغ حينها 50 ألف درهم، وقال: كانت مكافأتنا عادة تكون عبارة عن هدايا رمزية.

وتابع: خلال مشواري التحقت بمنتخب الإمارات تحت 19 سنة وشاركت في دورة الصداقة بالإمارات تحت قيادة المدرب حشمت مهاجراني.

 

تطوير

وطالب عبدالله عقيدة بضرورة تطوير لوائح الاحتراف بما يحقق الطموحات ويعزز العلاقة بين اللاعب وناديه والمنتخب، مع تعزيز بنود العقاب بلوائح قوية، وكم استغرب حينما تحتج بعض الأندية على توقيع عقوبات انضباطية على لاعبيها خلال تواجدهم بالمنتخب، فتلك نغمة تضر بالمصلحة العامة، ولابد أن تتغير نظرتنا بتطبيق الاحتراف الصحيح والاستعانة بكوادر إدارية محترفة. كما يجب علينا الخروج من نفق التطبيق الخاطئ الخاص باللاعب المقيم بعد أن حولنا البوصلة من المقيم الحقيقي إلى استقدام و«استيراد» لاعبين من الخارج، كما ترسخت لدينا عدم الثقة بأبنائنا مما زاد الفجوة، ويحب الحرص على المصلحة العامة ومصلحة المنتخبات الوطنية، وحان وقت المصارحة، للنهوض بكرة الإمارات، ولدي ثقة كبيرة وتفاؤل بمجلس اتحاد الكرة الجديد، أنه سيقود مرحلة تصحيح المسار.

Email