قدم خدمات مشهودة لكرة القدم الإماراتية عبر بوابة نادي الوصل، طوال أكثر من 4 عقود من الزمن، جعلت من خميس سالم، الرئيس الأسبق لمجلس إدارة نادي الوصل، شخصية رياضية، تكتسب أفكارها وتصوراتها ونظرتها للتفاصيل الآنية، بعداً استثنائياً، خصوصاً عندما تكون في إطار الشأن الكروي العام، فهو يرى أن أندية الإمارات، استوعبت الدرس بعد 15 موسم احتراف، وأن تحقيق حلم بلوغ «الأبيض» نهائيات كأس العالم لكرة القدم في «مونديال 2026»، يبدو أمراً صعباً «إلا إذا»، وهنا يتوقف خميس سالم، ليسرد في حواره مع «البيان»، مقدمات الاستيعاب، ومتطلبات تحقيق «شرط الاستثناء» لبلوغ الحلم للمرة الثانية.

 

بارقة أمل

كيف ترى الوضع الحالي لكرة القدم الإماراتية عموماً؟

لا أريد أن أكون متشائماً بتفريط أو متفائلاً بإفراط، الوضع وحسب نتائج منتخباتنا الوطنية وفرقنا في البطولات الخارجية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لا يبدو مطمئناً وليس مرضياً لأبناء الإمارات، منتخباتنا وفرقنا صارت مصدر حزن لنا جميعاً عندما تشارك في البطولات الخارجية، لا تحقق النتائج المرجوة، بل إنها لا تظهر بالمستوى الذي يرضينا، ولكن مع هذا، هناك بارقة أمل بالإمكان البناء عليها لمعالجة الوضع الحالي والعودة إلى المسار المفرح.

 

أين تكمن بارقة الأمل؟

بارقة الأمل تكمن في ظهور فرصة للمعالجة والتصدي للأسباب التي أدت إلى أن تكون كرة القدم الإماراتية في هذا الوضع المحزن، أرى أن هناك فرصة كبيرة تتمثل في تولي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان زمام رئاسة اتحاد الإمارات لكرة القدم، وهو الشخصية المرموقة والمعروفة بارتباطها بالعمل الناجح المثمر، وأيضاً هناك مؤشرات إيجابية على استيعاب غالبية أندية الإمارات الدرس بشكل أكثر عقلانية بعد مضي 15 موسم احتراف، وتحركات الأندية للموسم الجديد، تتسم بعقلانية كبيرة، وفهم واضح، ليس هناك صرف مبالغ فيه على التعاقدات، لا تسرع في التعاقدات وإبرام الصفقات، وعدم انسياق وراء متطلبات الجماهير.

باختصار، أرى فعلياً، أن هناك نضجاً إدارياً لدى إدارات أنديتنا بعد خوض تجربة 15 موسماً من الاحتراف، وهذا مهم جداً للانطلاق بإيجابية نحو مرحلة جديدة من تاريخ كرة القدم الإماراتية.

 

وماذا عن الحلم الأكبر في بلوغ نهائيات «مونديال 2026» في ظل تأهل 8 منتخبات آسيوية؟

كلنا نحلم ونأمل ببلوغ نهائيات كأس العالم في 2026 للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الإماراتية بعد «مونديال إيطاليا 1990»، ولكن في ظل تفاصيل الصورة الحالية التي تعيشها كرة الإمارات، أعتقد أن بلوغ «مونديال 2026»، يبدو أمراً صعباً، لكنه ليس مستحيلاً إلا إذا..

 

إلا إذا، ماذا تعني بها؟

أعني أن بالإمكان تحقيق حلمنا في بلوغ مونديال 2026 في حال تمت معالجة أسباب تردي نتائج منتخباتنا الوطنية عموماً، وحل إشكاليات العمل في أنديتنا على صعيد المحترفين، وأعني بذلك وبدقيق العبارة، حتمية تقليص عدد الأجانب في فرق دوري المحترفين إلى 3 محترفين فقط، وأعتقد وجود 5 أجانب يمثل أساس مشكلة كرة الإمارات، زد على ذلك، أن إشراك المحترف المقيم في فرق الفئات العمرية في الأندية، شابه ملابسات غبر مقبولة في التطبيق يجب دراستها وإيجاد حلول لمصلحة كرة الإمارات ومستقبلها بصورة عامة إذا ما أردنا تحقيق حلم بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية.

 

ولكن بالإمكان تحقيق الحلم الإماراتي في ظل وجود 8 مقاعد لآسيا، أليس كذلك؟

علينا ألا نركن إلى خطورة هذا الرقم، لنكن واقعيين، أول 5 مقاعد شبه محجوزة لمنتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وأستراليا وإيران، والباقي 3 مقاعد تتصارع عليها أكثر من 5 منتخبات آسيوية، وضعها الفني الحالي، أفضل من منتخب الإمارات، وهذه حقائق معروفة، ولكن بإمكاننا التعامل معها بإيجابية من خلال طبيعة ونوعية عملنا في المرحلة القادمة التي أرى فيها الكثير من المؤشرات الإيجابية.

 

بعد مضي 15 موسم احتراف، كيف ترى منظومة العمل في أنديتنا؟

هناك شبه إجماع على أن دخولنا إلى عالم الاحتراف جاء بطريقة فيها الكثير من الاستعجال، وبعدما قطعنا مشوار 15 موسم احتراف، علينا أن نجري عملية تقييم لكل حلقات عملنا الاحترافي، حتى نصل إلى النتيجة المرجوة من دخول عالم الاحتراف، وأعتقد أن معالجة المعضلة المالية، تمثل أهم حلقة في منظومة العمل، ولذلك، أرى إدخال الشركات الوطنية الكبرى إلى دائرة العمل الاحترافي في أنديتنا ، ضرورة ملحة، من خلال تولي تلك الشركات مسؤولية الصرف المالي، ولا أقول الدعم، عبر آليات هيكلية تكون فيها إدارة شركات الكرة تحت مسؤولية إدارات الشركات الوطنية، واستثمار خبراتها المعروفة للجميع بالكفاءة والاحترافية في المجالين الإداري والمالي، مع إبقاء رئاسة الأندية، حصراً للشخصيات الاعتبارية المعروفة باعتبارها رموزاً تاريخية وجماهيرية في الأندية.

 

توقع

ماذا تتوقع للموسم الجديد وتحديداً دوري المحترفين؟

أتوقع موسماً قوياً، مساحة التنافس فيه أكثر اتساعاً وتنوعاً، في ظل الاستعداد الجيد لكل الفرق وما أنجزته إدارات الأندية من صفقات وتعاقدات.